دق قلبي لها
حبيبتى
ضړبت زينب بيدها على رأسها مرددة...لا كده كتير وربنا .
بصى يا بنتى عشان أنا عندى مرارة واحدة .
انا جاية انا وماما وزين اخويا بكرة عشان تشوفيه ويشوفك .
ثم أغلقت الخط وبشرت والدتها بالقبول وأنهم سيكونوا فى انتظارهم بالغد وعليها أن تخبر زين بالوعد .
أسرعت تقى إلى والداتها فى غرفتها وعلى وجهها ابتسامة مشرقة .
فابتسمت انهار لابنتها مرددة ...ايه الجمال ده يا قلب ماما !
وايه وشك بيقول خبر حلو .
تقى بحرج ...هو حلو بس قلقانة شوية .
انهار ...ليه يا حبيبتى
تقى ...تصورى اخو زينب زميلتى فى الكلية عايز يتقدملى .
ابتسمت انهار بنعومة مرددة بتعجب .....والله كبرتى وبقيتى عروسة حلوة يا تقى .
ولكنها سرعان ما عبست لضيق الحال فتحدثت بهون ....بس عريس يعنى شوار وفلوس وانا لسه مش مستعدة يا ابنتى .
معلش خلينا نصبر لما تخلصى شهادتك وتشتغلى عشان نساعد بعض فى جهازك .
تقى ...لا يا حبيبتى متشليش هم تانى هو مقتدر وبيقول هياخدنى بشنطة هدومى .
انهار بفرحة ..يا ما انت كريم يارب .
بجد !
بس والله كان نفسى اجبلك بايديا كل اللى بتتمنيه .
بس الحال زى ما انت شايفة يا نور عينى .
فأقبلت تقى إلى والداتها وقبلتها مرددة ....عارفة والله يا ست الكل بس اهو ربنا رحيم بيا وأنت كمان عشان عارف انك. تعبتى معايا قد ايه .
وهما بكرة خلاص جايين .
بس يا ماما كنت عايزة افهمك حاجة .
انهار ...خير يا بنتى قولى .
زين يا ماما سبق ليه الجواز ومراته توفاها الله وسابت له طفلين .
محتاجين رعاية وانا مش عارفه فعلا هكون قد المسئولية دى ولا ايه
انهار بحزن ...لا حول ولا قوة الا بالله يا عينى على العيال دى .
مفيش بعد الام يا بنتى والله قلبى وجعنى عليهم .
مش هقولك حاجة سهلة بس استعينى بالله .
واكيدبدال نيتك خير هتقدرى .
تقى ...يعنى تتوكل على الله وأوافق
انهار....طبعا يا بنتى ومتقلقيش انا كمان هتعبرهم ولادى وهساعدك فيهم .
ثم ابتسمت انهار قائلة ...ياااه يا تقى معقولة كبرتى كده وهتجوزى وكبرتينى معاكى يا بنتى .
...اطلع منها يا قمر انت كبرتى ايه بس .
ده كل اللى يشوفنا فى الشارع يقول اخوات ومحدش مصدق انك امى عشان شكلك اللهم بارك صغير .
ومش بس كده يا قمر انت حمار وحلاوة قشطة بمربى حاجة كده يعنى .
رسمت انهار على ثغرها ابتسامة رقيقة مرددة...اه منك يا بكاشة انت العسل كله يا تقى .
تقى بحب ...يا حبيبتى يا ماما .
ثم احتضنتها بحب.
أخبرت والدة زين ابنها بالموعد المحدد لزيارة العروس .
فحرك رأسه بإمالة فى حزن ليؤكد لها أنه موافق رغم الحريق الذى نبش فى صدره .
وما أن خرجت والدته حتى اجهش بالبكاء وأخرج صورة زوجته الراحلة وتمتم فى حزن ...سامحينى يا منى ڠصب عنى بس عشان ولادك يا حبيبتى .
بس قلبى عمره ما هيكون لغيرك .
ثم تأمل صورتها بدقة وتحسسها بأنامله .
وكأنه ېلمس شعرها الذى كان بلون عينيها البندقتين ثم مرت يده على وجنتيها التى بلون الورد الاحمر والغمزات التى تزينها .
ثم عادت له ذكرياته معها وهى تحدثه بحب مرددة .
منى ...ايه يا زين مش هتبطل تبصلى كتير كده انا بكسف.
زين ...اعمل ايه حد يقدر يبعد عينيه عن الجمال ده !
منى ...ياريت تشوفنى حلوة كده لاخر العمر لما أعجز واكون ست كركوبة.
ضحك زين مرددا....انت هتفضلى فى نظرى البنت الجميلة اللى حبتها مهما كبرنا فى السن .
ليغفو زين فى النوم بعد ذلك ثم أتى اليوم التالى .
الذى مرت لحظاته عليه كالدهر حتى جاء موعد الذهاب للعروس .
..........
انهار .....كفاية كده تنضيف يا تقى وادخلى يلا خدى دش والبسى عريسك زمانه فى الطريق العشا أذنت يا بنتى .
تقى ...حاضر يا ماما اظبط بس اخر حاجة اهو .
وداخلة لازم عشان يقولوا عليه نضيفة.
انهار ...انت ست البنات كلها بس يلا ادخلى ظبطك نفسك .
تقى ...وأنت يا ماما مش هتغيرى ولا ايه
انهار ...يا بنتى المهم أنت انا ايه بس .
تقى ...لا لزمن ولابد تغير يا جميل عشان نبقا قمرين كده ولا حد قدنا .
فضحكت انهار ...مفيش فايدة فيكى حاضر
ثم أتت لحظة الحسم .
ودق الباب دقة كان من شأنها تسحب الهواء من رئة انهار فوضعت يدها على قلبها .
مرددة ...خير يارب
.ثم فتحت الباب مرحبة ....اهلا وسهلا اتفضلوا.
زينب ...انا زينب زميلة تقى يا طنط ودى ماما سهير .
وده العريس زين اخويا .
لتسقط عين زين عليها فتتسع شيئا فشيئا مرددا فى ذهول ...منى .
فقد كانت انهار تشبهها كثيرا فى الملامح .
وأدركت والدته ذلك فرددت فى نفسها ...سبحان الله يخلق من الشبه اربعين .
ولكنها أمسكت يد زين ثم همست فى أذنه ...امسك نفسك يا ابنى منى ايه الله يرحمها دى ام العروسة .
انهار بخجل من نظرات زين المثبته عليها ...اتفضلوا اقعدوا ولو يعنى البيت مش قد المقام .
سهير ..متقوليش كده يا بنتى البيت مش بمقامه البيت بصحابه المنورين فيه .
انهار ...تسلمى يا حاجة الله يكرم اصلك الطيب .
سهير ...بس ماشاء الله عليكى يا بنتى شكلك ميبنش عليه ابدا ام العروسة .
انا كنت فاكراكى صاحبتها ولا حاجة انت شكلك اتجوزت ى صغير اوى .
انهار ...يعنى مش اوى كان عندى ساعتها ١٨ سنة وحملت على طول فى تقى .
ثم نظرت انهار لتلك الطفلين البريئين بنظرة رحمة وعطف .
لتلتقط الصغير من يد عمته زينب مرددة بخفوت ....يا حبيبى تعال لحضنى انت اسمك ايه
ثم احتضنته بحب حتى أن دمعة هاربة فرت من عينيها .
فتعجب زين من تلك المرأة التى لا تشبه فقط منى فى ملامحها بل فى حنوها أيضا .
زينب ..اللى معاكى ده يا طنط سليم اما المشاكس الكبير فأسمه سالم .
سالم ببرائة ...أنا مشاكس يا عمتو .
زينب ...مش مشاكس بس انت لمض كمان .
انهار بضحك ..لا ده عسل ناس .
استنى هجبلك شكولاتة انت والسكر سليم .
ففرح الصغير وابتسم .
سهير ....امال فين عروستنا الحلوة
انهار ...ثوانى هدخل أجبها ثم نظرت الطفلين قائلة ....تيجوا معايا نجيب ماما تقى من جوا .
سالم بفرحه ...هييييه هى ماما خلاص جت من عند ربنا .
ليدق قلب زين پعنف وترتعش يده وتشعر به والدته فتمسك بيديه مرددة .....ارجوك يا ابنى امسك نفسك واديك شايف ام العروسة زى العسل وحنينة ازاى امال بنتها ايه
انا حاسه والله إن ربنا هيعوضك ويعوض ولادك بالناس دول .
زين ...ڠصب عنى يا امى انت مش حاسه بيه وخصوصا أن الست امها دى شبه منى اوى بس مش الشبه دى كمان معاملتها وكلامها .
سهير ...اه فعلا فيها بس مش اوى كده متزودهاش .
واكيد بنتها احلى منها اصبر كده تشوفها وانا متأكدة انك هتتعلق بيها .
..........
ولجت انهار بالطفلين إلى تقى .
ثم همست فى أذنها وهى تضع فى كفيها الشيكولاتة ..خدى دول يا ابنتى واديهم للولاد عشان يتعلقوا بيكى دول قطعوا قلبى يا كبد امهم .
تقى ...انا كمان صعبانين عليا .
بس خاېفة اوى يا ماما.
انهار ...من ايه يا حبيبتى
تقى ...خاېفة اظلمهم أو اجى عليهم ڠصبا عنى واكون فى الاخر مرات اب ووحشة .
أنهار...لا يا بنتى متقوليش كده انا مربياكى على الخير وانا متأكدة انك هتكرميهم .
ومش معنى كده انك مش هتزعلى أو عشان مصلحتهم مش مجرد وخلاص لما يغلطوا .
زى اى ام بتتعصب على ولادها لما يغلطوا وبعدين تاخدهم فى حضنها .
عادى يا بنتى كل الامهات كده لكن تظلمى وتتعدى حدودك لأ انت اسمك تقى يعنى تتقى الله فيهم على قد ما تقدرى .
نظرت لهم تقى بعطف ثم قبلت أيديهم ورددت ...الله المستعان ربنا يقدرنى .
أنهار...طيب يلا عشان الناس مستنية وعريسك اللهم بارك شكله حلو ومش باين عليه السن اللى قولتى عليه .
تقى ...هو فعلا كبير يا ماما ودى عقبة تانية قدامى أن فيه فرق سن ما بينا وخاېفة منفهمش بعض .
لانه من جيل وانا من جيل تانى خالص .
انهار .....يا بنتى مش بالسن المهم العقل .
وأنت عقلك كبير ماشاءالله.
وكمان دى ميزة يا بنتى عشان هيدلعك وېخاف عليكى .
ومش هيكون زى اللى من سنك ناقر ونقير معاكى بعد الجواز .
لكن ده هيعملك كأنك بنته اللى بېخاف عليها بالظبط .
وعلى رأى المثل خدى الاربعينى ومتخديش العشرينى وسبيه يلعب بباچى .
فضحكت تقى قائلة ....وبباچى دى كانت فى امثال زمان برده .
أنهار ...عديها بقا ويلا بينا .
تقى ...يلا يا ست الكل يا حكيمة زمانك أنت .
لما اشوف اخرتها .
بس قوليلى هما جابوا ايه معاهم يارب يكون شيكولاتة بدل اللى اكلها عياله دى
انهار ضحك ...بدئنا شغل العيال ومټخافيش هجبلك غيرها يا آخرة صبرى قدامى يا مفجوعة .
لتخرج بعدها بخطوات بطيئة على حرج وتبعتها والداتها انهار وتحمل الطفل الصغير وبيدها الطفل الآخر .
لتحاوطها نظرات زين من جديد فيدق قلبها ويعلن ناقوس الخطړ .
سهير ....بسم الله ماشاءالله تبارك الله.
زى