سقر عشقي (چحيم الفراق) بقلم سارة مجدي
المحتويات
بلاش ضغط عصبى و إجهاد
لتنظر سناء إلى رمزى الذى قال بهدوء
هى هتفضل معانا النهارده نطمن على الضغط و عدم تكرار أنقباضات الرحم
أجابته بعمليه لتقول سناء
ممكن ندخل نشوفها
هى نايمه دلوقتى ... النوم أفضل ليها علشان أعصابها تهدى
أجابت سناء ثم غادرت ليحاوط رمزى كتف زوجته و سار بها عائدا إلى المكان التى كانت تجلس فيه و قال
يا ترى قالها أيه ۏجعها اوووى كده
أخفض رأسه دون رد فهو لا يستطيع تخيل ما قاله ... و لكن هو متأكد أنه لن يغفر له فعلته ... و لن يمررها له و لكن ليطمئن على قدر أولا و بعدها لكل حاډث حديث
هتنفذ أمتى
قالها أصلان بابتسامة واسعه بعد أن مد يديه بشيك لذلك الرجل الذى يجلس أمامه
أخذ الرجل الشيك و نظر إليه بتمعن ثم رفع عينيه إلى أصلان
و قال
من بكره ... بس
بس أيه لا أنا مش عايز أى تأخير
قال أصلان بعد أن ضړب سطح الطاوله بقوة ليقول الرجل موضحا
حسام رفعت مش هين .. و مش عايزينه يلاحظ شړا الأسهم علشان ميقفش لينا فيها
ثم أقترب أكثر من أصلان و قال بصوت منخفض و كأن هناك من يسمعهم
خصوصا أن الأسهم هتبقا بأسمك أنت بس مش أكتر من شخص يعنى
ظل أصلان صامت يفكر فى كلماته ثم أومىء بنعم و أعتدل مسترخيا على الكرسى و قال بابتسامة
قال الأخيرة بتحدى مصاحب لنظرة حاده و إبتسامة ثقه
فتحت عيونها و رمشت عدة مرات تحاول أستيعاب أين هى و ماذا حدث حين أقتربت منها الممرضه و قالت بابتسامة بشوشة
حمدالله على السلامه
أنا فين
قالتها ببعض التشتت لاتجيبها الممرضة بنفس الإبتسامة
عايزه عمتى و جوز عمتى
قالتها مقاطعه سيل كلمات الممرضة لتومىء بنعم و غادرت الغرفة لتدخل سناء بعدها بثوان قليلة و هى تقول و دموعها ټغرق وجهها
حبيبتى يا بنتى ... ألف سلامة عليكى يا بنتى
أبتسمت إبتسامة صغيرة و هى تقول
الله يسلمك يا عمتى
حمدالله على سلامتك يا بنتى
قالها رمزى بحب ابوى صادق لتقول هى بإحساس كبير بالأمان و الثقه لذلك الرجل الذى أحيا قلبها كأب حانى حلمت به طوال حياتها
ربت على قدميها بحنان لتقول هى بصوت مرهق
أصلان باع الأرض و المشترى
جاى بكره يستلم
لتظهر الصدمه جليه على وجه سناء و الڠضب على وجه رمزى و بدء صدره يعلوا و يهبط پغضب شديد ثم قال
أرض الزيني مش للبيع يا أصلان مش للبيع
و غادر سريعا لتنظر كل من قدر و سناء لبعضهم بعضا پخوف و قلق
يجلس على ذلك الكرسى منذ أمس ... بعد أن جمع كل رجاله و أعاد توزيعهم على الأرض فى أنتظار ذلك المشترى المزعوم
هو لم يرى شىء جيد يوما من ذلك الأصلان ... هو يشبه الحج رضوان كثيرا و لكنه أيضا لا يشعر بالأنتماء إلى تلك الأرض و إلا مكان فكر يوما فى بيعها
أم هو يفعل كل ذلك حتى يضيق الخناق على قدر
هل وصل به الحقد و الكراهيه إلى تلك الدرجة .. أن يجردها من مصدر رزق ... و الشعور بالأمان فى وسط بيتها و أرضها
هز رأسه بلا و هو يلوم نفسه على تفكيره
أى أمان و أملاك فكل شىء بيده هو ... و تلك المسكينة ما هى إلا مستقبل لكل أفعاله و نتائجها
أخذ نفس عميق ... سيقوم بالأمر ... صحيح هو لن يلقن ذلك القذر درسا لكن على الأقل فى المستقبل القريب و القريب جدا ما سيفعله سيكون صڤعة قوية على وجه أصلان ... و كم يتمنى أن يكون موجود ليرى تأثير تلك الصڤعة عليه
أنتبه من أفكاره على بعض الأصوات العاليه ليرتفع حاجبيه پصدمه و هو يرى بعض رجال البلده و شبابها الذى يعمل معظمهم فى الأرض يقفون أمام بوابه قصر الزيني
أقترب منهم و هو يرفع يديه ليوقف سيل كلماتهم الذى لم يفهم منها شىء و قال
خير يارجاله فى أيه
ليقترب أحدهم و هو أكبرهم سننا و قال
سمعنا باللى حصل ... و كلنا هنقف معاك .. أرضنا ميخدهاش حد غريب
أبتسم رمزى إبتسامة سعادة و فخر و قال بصدق
شكرا يا رجاله .. متقلقوش الأرض مش هتروح لحد غريب ... مش هقبل بده أبدا أنا عايزكم بس تروحوا على شغلكم ... الأرض محتاجاكم و الورش و المدرسة ... مش عايزين حاجه توقفنا
ليهمهم الجميع موافقا و بدأوا فى التحرك و الذهاب إلى عملهم
ليضرب رمزى الأرض بعصاته و بداخله يقسم على تلقين ذلك الأصلان درسا لن ينساه يوما
كانت سناء تشعر بالقلق ... لم يعد رمزى منذ خرج بعد إفاقة قدر
كانت قدر تتابع حركتها من النافذة إلى باب الغرفة ثم تجلس قليلا و تعود تتوجه إلى النافذة و إلى الباب
طيب ما تتصلى بيه
قالتها قدر بابتسامة مشاغبة لتنظر إليها سناء ببعض الخجل لتكمل كلماتها
عمى راجل عاقل و هادى متقلقيش عليه ... هيتصرف بعقل
جلست سناء على
الكرسى القريب من سرير قدر و قالت
أبتسمت قدر إبتسامة حزينه وقالت
كان نفسى أحس الإحساس ده أو حد يحسه نحيتى ... كان نفسى أحس أن فى حد بېخاف عليا و كأنى حته منه
شعرت سناء بالحزن و الشفقة على تلك الصغيره التى ظلمتها الحياة و لم ينصفها أحد و قبل أن تقول أى شىء يواسيها أكملت قدر قائله بثقه
أبتسمت سناء بمحبه و ربتت على كتف إبنة أخيها و قالت بحب
ان شاء الله يا قدر ... أنت قدرتى تغيرى كتير ... قدرتى تفتحى عقول كتير و تغيرى تفكير ناس كتير مين يقول إن فى ورش نسيج و إللى شغال فيها بنات مين يقول إن فى مدرسة بنات مخصوص بتتبنى فى البلد .... أنت أنتصرتى يا قدر
لسه
قالتها قدر بقوة غاضبة و أحتدت نظراتها و هى تكمل
أنتصارى الحقيقى أما أصلان يشوف بعينه إللى أنا عملته و حققته
ظلت سناء صامته تنظر إليها بشفقة ممزوجة بفخر و بعض الألم
لم يطول أنتظار رمزى لمشترى الأرض المزعوم حين وصل أمام بيت الزيني ترجل من سيارته ينظر إلى ذاك الجمع من الرجال الواقف خلف رجل ذو هيبه يجلس فوق مقعد خشبى بهيبه لا يخطئها أحد
تجمد الموقف لعدة ثوان
يتبادل فيها الرجلين النظرات حتى قال رمزى بهدوئه المعهود
كرسى للضيف يا خلف
ليتحرك شاب صغير الهيئة و أحضر كرسى خشبى و ضعه أمام رمزى و أبتعد ينظر إلى الرجل من جديد حتى عاد إلى مكانه
أشار رمزى إلى الضيف و هو يقول
أتفضل أقعد ... علشان فى كلام لازم تسمعه الأول
أقترب الرجل و جلس على الكرسى و رمزى يتأمله رجل أربعيني صاحب مظهر مقبول و أيضا يبدوا عليه الهدوء و الرزانه ... لم يرى شړ فى عينيه أو إستعداد لحرب يتوقعها ... أو نظرة إنتصار
أسمعنى كويس يا أستاذ علشان نوفر على بعض الوقت و المجهود
رفع الرجل عينيه ينظر إلى الرجال خلف رمزى ثم عاد بنظرة إليه و هو يقول باستفهام
هو أنا ليه حاسس أن فى حاجة غلط
أو فى مصېبه أو کاړثة أنا جاى أستلم الأرض إللى أشتريتها
أقترب رمزى قليلا من الرجل حين أستند بكوعيه على فخذيه و قال بهدوء يصل حد البرود
ما هى دى المصېبة .. أرض الزيني مش للبيع
أنا معايا عقود سليمه و
عارف و البيع صحيح ميه فى الميه بس برضوا أرض الزيني مش للبيع
قال رمزى كلماته بحزم شديد جعل الرجل يبتلع باقى كلماته
عاد رمزى لجلسته الأولى و أكمل قائلا
أسمع يا أستاذ فلوسك إللى دفعتها هاتخودها و فوقهم ١٠٠ ألف و تعمل تنازل عن الأرض لأصحابها الحقيقين
قطب الرجل حاجبيه وقال بعصبيه
إللى باعلى الأرض أصلان الزيني و معاه أوراق تثبت أنه المالك الأصلى للأرض
عاد رمزى يستند بذراعيه على فخذيه و قال بصوت به الكثير من الحزم
صح ... بس الأرض برضوا مش للبيع
و عاد لجلسته الأولى و رفع يده يشير إلى الرجال خلفه
بس أنا و الرجاله بنقولك غلط ... هتاخد فلوسك و فوقهم ١٥٠ ألف و أعمل تنازل عنها دلوقتى
ثم عاد يستند على فخذه و قال بغمزه
أصل أنت مش هتقدر تدخل الأرض و أنت الأولى بالفرق و لا أيه
و عاد يعتدل فى جلسته و ارتسمت على شفتيه إبتسامة إنتصار
ظل الرجل صامت لعدة ثوان ثم أومىء بنعم
ليقول رمزى بصوت عالى
العقود يا متر
ثم وقف و هو يشير للرجل أن يسير بجواره و قال موضحا
هنروح لأصحاب الأرض علشان نخلص متقلقش
ثم وقف أمام الرجل و قال
هتمشى من هنا معاك فلوسك و ورق أرضنا معانا
و أرتسمت نفس الإبتسامة المنتصره على وجهه من جديد و هو يفتح باب السياره للرجل الذى صعد إليها دون أن يقول شىء
فقد فرض رمزى بهيبته عليه
الصمت و فقط
الفصل التاسع
بدء ذلك الشريك الخفى فى شراء الأسهم ... و شعور أصلان باقترابه مما يريد يزيد بداخله الثقه التى تجعله يتعامل بغرور كبير و ثبات أيضا ... و كان يزيد من أهتمامه و حبه لصافى التى لم تبخل عليه يوما بأى شىء
حبها و قلبها و جسدها و مالها .... كانت تأخذه معها فى جميع التجمعات الكبيرة و كانت دائما تعرفه على المسؤلين و كبار رجال الأعمال الذين بدأو فى التقرب منه و التودد له أملا فى نيل رضا حسام رفعت
فى نفس الوقت الذى كان فيه حسام يتابعه بتركيز شديد رغم نظراته الباسمه المحبه
و تقبل كل ما تفعله أبنته مع أصلان بصدر رحب إلا أن ذلك الهامس داخله الذى يخبره أن هناك شىء غامض خلف أصلان رغم أنه تأكد بنفسه من صدق كلماته حين أخبره أن جده زوجه أبنة عمه دون رغبته و أنه تركها خلفه غير مهتم بها
و فى الحقيقة صډمته تلك الصراحة ... و جعلت عقله يفكر كثيرا فى صدق مشاعر أصلان لأبنته و لكن يبقى ذلك الحس بداخله الذى أكتسبه من سنوات عمله و خبرته يجعله مستمر فى خطته و لن يتراجع يوما خاصة بعد زيارة الأمس و التى جعلته الأن يسخر كل حواسه لكشف الأمر
طرقات على باب غرفتها ثم دخول رمزى بهيبته المعهوده لتركض إليه سناء و بعيونها خوف شديد ليربت على ظهرها بحنان أبتعدت تنظر إليه و قبل أن تقول أى شئ قال بصوت عالى بعد أن تأكد من أنهم يضعون غطاء رأسهم
أتفضلوا يا
جماعة
لتتراجع سناء إلى الخلف خطوتان و قطبت قدر حاجبيها باندهاش
ليدلف المحامى الخاص برمزي و خلفه شخص غريب و
متابعة القراءة