بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
المتيم لكليهما
تمسكت به وهي تبكي فهو ليس رجل وزوج كأي رجل وأنثي لااااا ورب السماء هو لها الوطن بجنود عشقه المتغلغل في جل كيانها هو لها عدد الأنفاس الخارجة من صدرها هو لها الأمس واليوم والغد
والكل هو لها السماء بنجومها والأرض ببشرها هو لها الدنيا بما فيها
ظلا كلتاهما يتشبس بأحضان الآخر حتى نطق أخيرا
ده الحضن وصاحبه بعمره وقلبه وروحه وكل ما يملك ملك يمينك يا أغلى من روحي.
مطمئنة وظلا كلاهما طيلة تلك الليلة يسقى الآخر من شهد الاحتياج وسكنت السندريلا قلب أميرها الذي كان بمثابة قصر العشاق عشق السكون والعمران الذي لم تهزه اي رياح المشاعر ولا اي عواصف القدر حتى ولو كانت زينة الحياة الدنيا البنون
تململت في نومتها
وهي تشعر بثقل رأسها وتريد أن تنام كثيرا وتمتمت بنبرة ناعسة بشدة
ما إنتي اللي تجنني يا دوك وطلعتي روحي معاكي تصدقي بيبقي مبهر اللقاء بعد الزعل حاجة رائعة
ثم استرسل وهو يجبرها أن تفتح عينيها
ابتسمت بخجل على مشاغبته ثم سألته باستنكار مصطنع وهي تنتهج نفس دعابته
وه انت بتطلب مني أبقي زي الستات المصرية الأصيلة وأنكد عليك وأقول لك انت بتصحيني ليه هو انت مفكرني الخدامة اللي جابوها لك علشان تجبرني أصحي من النوم ياسي السيد يابيه
وه طلعتي بتعرفي تعملي زي الستات داي مطلعتش سهل يادوك طلعتي روح الست النكدية ببراعة .
وظلا كلاهما يداعب الآخر حتى تحمحم قبل أن يبلغها قراره
أمممم ... نتكلم جد بقي شوية يادوك إحنا هنقوم دلوك نتوضى ونصلي ونجهز شنطنا وكل هنحط فيها هدومنا بس وحاجتنا الخاصة علشان هننقل بيتنا.
بيتنا ! بيتنا كيف عاد أمال احنا فين دلوك
احتضن كف يدها بين كفاي يداه وهو يفهمها
بصي إحنا كنا هنتجوز في بيت لحالنا يوم ما خطبتك وكنا متفقين على اكده ووقتها كانت الظروف متسمحش بس دلوك الظروف داي مبقلهاش وجود فاني قررت إننا لازم ننقل بيتنا ويكون لينا خصوصيتنا لوحدنا .
طب وبابا الحاج وماما هتقول لهم ايه وازاي هيتقبلوا اننا نبعد عنيهم بعد ما اخدوا
على وجودنا وسطيهم اكده هينقهرو
أجابها
ليه هينقهروا هو أني هاخدك وهسافر بيكي المريخ !
اني هسكن جارهم في بيت لحالنا وكل يوم بردوا هكون موجود وياهم وانت يومين في الأسبوع تاجي تشوفيهم وتتطمني عليهم ومش هعوق امي وابويا اني عارف ان برهم واجب عليا وعمري ماههملهم واصل بس القرار دي أني فكرت فيه كتير ولقيت إن راحة الجميع في البعد شوية علشان النفوس ترتاح وانت حقك الخصوصية في مملكتك .
اقتنعت بكلامه بل راق لها قراره وسعد داخلها ولكنها من رابع المستحيلات أن تطلب منه ذاك الطلب من قبل هذا وتركت الأمر له فهتفت بطاعة
تمام اللي تشوفه ياعمران نقوم نصلي ونفطر وياهم ونجهز الشنط مش هتاخد ساعة .
أشار بيديه رافضا وهو يخفف التوتر بدعابته
له اني حابب نفطر في بيتنا اني وانتي لوحدنا ونعمل اللي على كيفنا واعرف انفرد بيك يا دوك ومتقوليليش عيب يا عمران امك تسمع أبوك يقول علينا ايه من الآخر اكده اني عايز اروق عليكي يا سكوني .
خلاص يا حبيبي اللي تشوفه نقوم نصلي ونجهز شنطنا.
وبالفعل قامت هي أولا وتنعمت بحمام دافئ ثم أنهته وارتدت ملابسها الخاصة بالصلاة وأدت
خلاص اكده تمام اقعدي أني هنزل الشنط وهبلغ الحاج والحاجة ولما ارن عليكي تنزلي تنزلي
على فين ياولدي انت مسافر فجأة اكده
أما زينب كانت تنظر له پقهر أيعقل أنه سينفذ تهديده لها الذي قاله لها أمس !
فهي ظنت أنها ساعة ڠضب منه وما قاله مجرد ټهديد قرأ عمران نظرات القهر في عينيها فهو الابن الوحيد العاشق لتراب والدته ويصعب عليه قهرها ومن غير العمران يرأف بحال أم أفنت عمرها تحت قدمه حتى ربته شابا عندما ينظر له يسمى عليه ثم أجاب والده وداخله يغ لي كالبركان ما كان يود تركهم ويعز عليه فراقهم وقلبه متعلق بهم
بعد اذنك يا ابوي اني قررت أسكن في بيتي اني ومرتي هحس اني مرتاح اكتر من اكده.
اندهشت معالم وجه سلطان بأكمله وسأله وهو يشير بعصاه إلى أرجاء المنزل
وه فجأة اكده ياعمران !
أمال البيت دي بتاع مين ! ماهو بيتك بردو هو في غيرك اهنه !
ثم لاحظ نظرة اللوم المتبادلة بينه وبين زينب فنظر إليها وهو يسأله
هو فيه حاجة حوصلت ضايقتك أو ضايقت مرتك واني مدريانش وفايتني على عماي!
كان عمران لايود ان يختلق مشكلة بين والديه فنفى تماما ما ظنه والده معللا بأي سبب
له يابوي محدش زعلنا ولا حاجة بس اني حابب اني انعزل في بيتي ويا مرتي وبردو اهنه
بيتي مههملهوش عاد هتلاقيني ناطط لك كل يوم اهنه متقلقش .
لم يقتنع سلطان بما قاله ثم سأل زينب باستكشاف كي يفهم شيئا
شايفك ساكتة اكده يا أم عمران ولا معترضة ولا حاجة ولا فتحتي بقك حتى ! اني قلت انك هتهدي الدنيا أول ما يقول لنا كلامه دي
زاغ بصرها من محاصرة سلطان لها لتقول وهي تنظر لعمران بحزن
هو حر يعمل اللي على كيفه من حبنا حبناه صار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه.
ثم تركتهم ودلفت إلى غرفتها والحزن ينهش بصدرها بشدة فمفارقة عمران أحضانها تعني لها المۏت بالحياة فالمنزل بما فيه بدون عمران كالقپر بالنسبة لها وما إن دلفت غرفتها حتى انذرفت دموع عينيها بالبكاء الشديد فهي حتما لن تتحمل ابتعاده ولا العيش بعيد عنه فهو ولدها الوحيد قرة العين ونبض القلب فهو الروح التي تحياها لم تحب أحدا مثلما أحبته حتى نفسها ولكن هذا ما جناه تفكيرها خروج عمران من تحت قبضتها
أما في الخارج هتف سلطان
يابني لو حوصل حاجة عرفني واني مش هسكت وهحلها بس ماتسيبش البيت وتقضى علينا الدار هو احنا لينا غيرك أنيس ياولدي انت ومرتك انت اكده هتزعلني منك .
تنهد عمران بضيق شديد من حزن والديه ولكنه يصمم على رأيه ثم نطق بتشبس
هو أني هفوتكم يابوي !
اني كل يوم هتشوفني زي مابتشوفني وعمري ما هبعد عنيكم أبدا وزي مانتو متعلقين بيا اني بردو روحي فيكم ومهقدرش استغنى عنكم واصل متكبرش الموضوع كل حاجة هتوبقى عال اني مش مهاجر دي الدار جنب الدار .
ض رب سلطان بعصاه أرضا وهو يفقد الأمل في إقناعه أو معرفة ما وراء الكواليس ثم تحمحم بقلة حيلة
اللي انت رايده اعمله على كيفك بس اعمل حسابك اني جواي مش مرتاح دي حقك واعمل اللي يريحك بس لو دريت انك هتخبي عني حاجة هزعلك ياعمران .
ألقى عيناه أرضا هربا من حصار والده وهو يلتفت يمينا ويسارا وداخله مصمم أن لا
يأذي والدته فأبيه إن علم ما فعلته وما قالته لن يصمت وحتما ستنقلب الدار ني رانا لم تخمد بعد
ثم أرسل لسكون أن تنزل وترسم البسمة على وجهها كي لايشعر أبيه بشئ وبالفعل هبطت الأدراج ببسمتها المعهودة والقت تحية الإسلام تليها تحية الصباح ثم طلب منها عمران أن تخرج بسلام فسألها سلطان على الفور باستكشاف
وه مسألتيش على حماتك ولا قلتي أدخل أخبرها انك هتمشي عاد يا داكتورة الا إذا كان في بيناتكم حاجة !
ابتلعت سكون ريقها بصعوبة فتدخل عمران على الفور منقذا إياها
يابوي ماهي كانت قاعدة وياها بالليل وبعدين إحنا هنسافر يعني ولا هنفارق العمر .
اهتز فكه بسخرية
له اوعر من السفر ياولدي انت مفارق بيتك وابوك وأمك فمن الأصول مرتك تدخل لامك تعرفها انكم ماشيين بعد قراركم المفاجئ دي إلا إذا كان فيه حاجة فعلا.
وضعهم سلطان في خانة اليك ثم تقبلت سكون طلبه بصدر رحب
عندك حق يابابا الحاج اني اصلا كنت هدخل لها قبل ما امشي داي الأصول بردو .
ثم خطت خطواتها بأقدام واهية تكاد تحملها كالهلام ودقات قلبها تدق خجلا داخلها من الموقف ككل فلم يتحمل عمران تركها فهتف وهو يخطوا ورائها
هروح اسلم على الحاجة وابوس راسها قبل ما امشي عن اذنك يا حاج .
خطى ورائها وأسرع بخطواته وقبل أن تصل حاوط كتفها بذراعه ودق على الباب ثم دلفا إليها مرددا
إحنا ماشيين يا امي محتاجة حاجة قبل ما نمشي .
والتهم ظهرها كي لايروا عينيها الدامعتين
معايزاش حاجة منك ولا منها ولا ليا دعوة بيكم تاني .
على كيفك يا حاجة عن اذنك .
ثم نظر إلى أبيه مودعا إياه في أصعب لحظة لكليهما مغادرة ابنهم الوحيد أحضانهم
أما في الداخل دلف سلطان إلى زينب ولم يكترث لدموعها متسائلا إياها وهو عازما أن لايتركها إلا وهو فاهم منها
في ايه يا زينب !
عميلتي ايه خلي ابنك الوحيد همل حضنك وسابك بقلب قووي وفارق
كانت حالتها صعبة للغاية ففراق عمران لأحضانها يعني
كل معاني الحزن والضيق في الدنيا بأكملها ثم أجابته وهي تجز على أسنانها پغضب عارم
عميلت ايه يعني كنت عايزة ابني يجيب لي حفيد والأمل معډوم عميلت ايه يعني غير اني كنت عايزاه ياخد حقه من الدنيا باللي شرعه ربنا .
ضحك سلطان بسخرية منها ناطقا بعدم تصديق
كنتي عايزاه يتجوز على مرته يا قادرة !
دي ايه الجبروت اللي ملى قلبك دي كلاته يازينب ! عايزة تعملي فيها اللي مقبلتيهوش على حالك وقدتيها ن ار وقتها ومجربة الۏجع
دي حتى لسه متجوزين مبقالهمش كذا سنة ولسه مفرحوش ببعض تاجي إنتي تعتميها عليهم وتوحليها بالشكل دي
اكده ليه حق ياخد مرته ويفر من جبروتك يا زينب طفشتي ولدك الوحيد بيدك بقلب من حديد علشان يعيش آمن هو ومرته دي انت قادرة بالجامد قوووي .
الي هنا لم تستطيع التحمل والعتاب وجلدها من سلطان فهبت به بصياح عال
هو انتو كلكم نصبتوني الشيطانة المفترية !
بذمتك قلبك مش مولع وهتشتاق لحفيد كيف ماني مشتاقة !
قلبك مش واكلك على ولدك اللي كلاتها سنة هيتم الأربعين والله اعلم مرته هتخلف مېتة !
ما انت مستحيل متكونش ملهوف ومن جواك مش متحمل زيي علشان انت أبوه كيف ماني أمه وهو ولدك الوحيد اللي حامل اسمك وولاده من بعده هيحملوا اسمك .
استطاعت بكلامها أن توقظ الحنين في قلبه فأعز الولد ولد الولد ثم جلس
على الكرسي باستكانة وهتف
مين
متابعة القراءة