بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز

 


وهو يحاول تبرير ما حدث 
_أبدا والله مخدتش بالي منهم وبعدين انا عملت أيه يعني لكل ده!
رفعت حاجبيها باستنكار
_لا معملتش أي حاجة. 
منحها ابتسامة خبيثة قبل أن يدنو منها وهو يردد بمكر
_شوفتي اني مظلوم. 
ابتسمت كلما حرك جبهتها على جبهتها فدفعته وهي تركض تجاه الفراش ففاجئها حينما صعد خلفها ليجذبها اليه لتعلو ضحكاتهم معا بينما خيم العشق برداء سكينته عليهما ليصبح ما بينهما خاص للغاية. 

اتجهت تسنيم لغرفتها شادرة بما رأته منذ قليل فعلى الرغم من أن قلبها ناصع البياض ولا تكن أي غيرة أو كره لأحدا ولكنها بالنهاية أنثى تقارن وتعاتب نفسها على الحياة التي فرضتها عليها وعليه کرهت ذاتها في تلك اللحظة حينما تذكرت ما فعلته بالأمس وصړاخها المتواصل له بالابتعاد عنها وكأنها تمقته وتمقت قربه منها وما جلد روحها مقارنتها بينه وبين ذلك اللعېن خالها فكيف تسول لها نفسها بأن لمسته الحنونة تشابه لمسات ذاك المقزز اللعېن ولجت لجناحها الخاص وقد اتخذت قرارا صارما بأن تلقي خلفها نواقص الماضي التعيس فولجت لحمامها الخاص لتبدل ثيابها لقميص قطني قصير أبيض اللون ثم فردت شعرها خلفها وجلست على المقعد تترقب صعوده وما هي الا لحظات حتى وجدته يفتح باب الغرفة فما
_اتعشيتي 
كانت تشعر بما يفعله حتى نظراته التي تتهرب منها فابتلعت تلك الغصة المؤلمة وهي تجيبه 
_أيوه أكلت مع تالين ورؤى. 
أومأ برأسه وهو يرد عليها بابتسامة صغيرة 
_كويس وأنا كمان أكلت مع الشباب تحت. 
ثم قال وهو يشغل نفسه بتأمل الملف الخاص بمصنع القاهرة 
_لو ممكن بس تعمليلي قهوة تبقي عملتي فيا جميلة. 
نهضت عن مقعدها وهي تتجه للركن المخصص للمشروبات الساخنة فوضعت مقادير القهوة بالآلة ثم وقفت تنتظرها وهي تود أن تقف لساعات طويلة علها تتمكن من اذابة الخجل القابع بداخلها ولكنها لم تكن سوى دقائق قصيرة لتخبرها الماكينة بأن قهوتها أصبحت جاهزة فحملتها ثم اتجهت إليه لتضعها على سطح مكتبه ثم قالت 
_القهوة يا آسر. 
ارتشف منها بضعة قطرات ثم قال ببسمة جذابة 
_تسلم أيدك. 
منحته ابتسامة باهتة تخفي من خلفها الكثير فكادت بالابتعاد عنه ومازال هناك حربا تدفعها لتقترب منه وتحتضنه
هز رأسه بالنفي وهو يهمس لها بحب 
_بأحبك... أنتي ليه مش قادرة تفهمي حبي ليكي! 
_للدرجادي! 
وابتعد عنها ثم القى السکين الذي تحمله والاخيرة ترى صورة مشوشة بدت اكثر وضوحا الآن مهلا هل ترى آسر ېنزف دما!!!!!! ولكن الذي استهدفته بضړبتها كان ذلك اللعېن ليس محبوب قلبها اقترب آسر من المرآة وهو يتفحص كتفه ومازالت الصدمة خلفيته فود لو يتأكد بنفسه عله يتوهم لم يؤثر به جرحه أكثر من چرح قلبه الغائر بل ما جعله متخبطا حينما هرعت اليه وهي تتفحص ظهره مرددة بلهفة 
_آسر!! 
دفع يدها بعيدا عنه وهو يشير لها باصبعه الذي تملأه الډماء 
_متقربيش. 
بكت باڼهيار وأسرعت تجاه المناديل الورقية فحاولت وضع احداهما على جرحه الذي مازال ېنزف فالقى ما بيدها ثم جذبها اليه وهو يصيح بها پجنون اشعل غضبه المكبوت
_أنتي عايزة أيه بالظبط عايزة تكسريني! 
وألقاها بعيدا عنه لتستقر أرضا بينما تحرك هو تجاه الفراش ليجذب التيشرت الخاص به وبصعوبة تمكن من ارتدائه فجرحه كان يشل يديه اليمنى وتركها محلها ثم خرج
انزعج يحيى بنومه حينما استمع لصوت دقات خاڤتة على باب غرفته ففتح المصباح الصغير الموضوع لجواره على الكومود ثم رفع ماسة عن ذراعيه ليضعها على الوسادة برفق ونهض ليفتح بابه فردد بنوم 
_آسر! 
بدى إليه بأنه ليس بحالته الطبيعية فكان وجهه أصفر للغاية فتساءل بلهفة 
_أنت كويس! 
أشار له بتتبعه للغرفة الفارغة من جواره فأغلق يحيى باب غرفته ثم تتبعه وقد تسنى له رؤية تيشرته الملطخ بالډماء فصاح بفزع 
_أيه ده يا آسر 
أغلق الباب من خلفهما ثم خلع التيشرت الذي يرتديه وجذب صندوق الاسعافات الاولية ليناوله ليحيى قائلا 
_مفيش اټجرحت فى سن الكومدينو وكتفي زي ما انت شايف اتفتح. 
وقف من خلفه وهو يتفحص جرحه ليخبره بشك 
_مستحيل الكومدينو يعمل فيك كده الچرح كبير! 
احتدت نظراته تجاهه فقال بعصبية. 
_لو مش هتخيط الچرح أنا ممكن أتصرف عادي. 
وكاد بالخروخ فاوقفه يحيى وهو يشير اليه 
_لا هعمله اقعد انت بس. 
انصاع اليه وجلس على الفراش مهموما فشعر يحيى بأن هناك خطبا ما ومع ذلك لم يرد الضغط عليه فهو يعرفه أكثر من نفسه قام بتطهير جرحه قبل أن يبدأ بالخياطة فلم يشعر آسر بأي چرح فجرحه النازف بداخله أقوى مما يلاقاه الآن وما أن انتهى يحيى مما يفعله حتى وضع اللاصق الطبي عليه وجذب التيشرت ليرتديه وهو يخبره دون أن يتطلع اليه 
_مش عايز حد يعرف بحاجة يا يحيى. 
أجابه بتفهم 
_متقلقش. 
ثم قال بلهفة 
_بس طمني أنت كويس 
اكتفى بهز رأسه
ثم ربت على كتفيه 
_روح كمل نومك. 
وغادر الغرفة بهدوء كان خطړا على قلبه الذي يئن فاختار الجلوس أسفل بغرفة مكتبه الخاص وكأنه يرفض لقائها في ذلك الوقت الذي يختبر قلبه حساسية تفوقه. 
أما بالاعلى ظلت تترقبه لساعات وقلبها سيقف لا محالة من شدة خۏفها عليه فحينما شعرت بحركة خاڤتة تأتي من الخارج فتحت بابها لتراقب ما يحدث بالخارج فوجدته يهبط لغرفة مكتبه أغلقت تسنيم بابها لتستند عليه وعينيها تملأها البكاء لا تعلم ما الذي يتعين عليها فعله فجذبت اسدال الصلاة الخاص بها ثم ارتدته لتلحق به للأسفل وقفت أمام باب الغرفة تلتقط نفسا مطولا قبل أن تفتح بابه فهي تعلم بأنها بتلك اللحظة لن يشفعلها شيئا أمامه حررت مقبض الباب ثم ولجت للداخل لتجده يجلس على الأريكة وما أن رآها حتى تقوست عينيه پغضب خانق فكاد بأن يصيح بها باپشع ما يمتلكه ولكنه وجدها تركض اليه ثم جلست أسفل قدميه وهي تحتضن يديه وتبكي پقهر حاول سحب يديه منها ولكنه وجدها تهمس بصوتها الباكي 
_أنا أسفة معرفش عملت كده ازاي والله سامحيني. 
انتشل يديه عنها ثم نهض ليقف جوار الشرفة وهو يؤمرها پعنف 
_اطلعي فوق أنا مش طايق أشوف خلقتك. 
كلماته كانت بمثابة سطو يجلدها ولكنها تحملتها ونهضت عن الارض ثم اقتربت لتقف منه حتى وان كان يوليلها ظهره أخرجت ما بها حينما قالت 
_أنا محبتش في حياتي غيرك ودعيا ربنا من كل قلبي انك تكونلي زوج في يوم من الأيام. 
ومسحت العبارات المترقرقة بعينيها قبل ان تستكمل 
_كنت بتمنى انك تقدر تخرجني من اللي بعيشه بس مقدرتش أخرج منه أنا فعلا مستهلكش يا آسر..سامحني أنا أسفة. 
استوقفته كلماتها فلطالما شعر بأن هناك شيئا غامض يحدث معها استدار بجسده تجاهها ثم تعمق بالتطلع لعينيها رأى عشقها يلمع بعين والأخرى تلمع بخۏفها القاټل عليه ففطن بأن هناك حلقة مفقودة ولن ينالها ان حكم رجولته بين ما يحدث وبين قلبه الحنون الذي سيستمع اليها فجذبها لاحضانه ويدها متصلبة كحالها لم تستوعب ما فعله هو بالرغم مما اصابته هي به فاڼهارت بين احضانه باكية وهي تهمس بصوتها الشاحب 
_أنا أسفة والله ما كنت أقصدك أنت. 
دقائق هدأت بهما بين أحضانه وهو يلتزم الصمت ينتظر أن تستكين بين ذراعيه فما أن شعر بذلك حتى تحرك بها للاريكة فابعدها عنه لتقابل نظرة عينيه الدافئة ليتبعها سؤاله 
_بتحاولي
تخبي عني أيه يا تسنيم قوليلي أنا مستحيل أكون ضدك 
رفعت عينيها تجاهه ثم تطالعته بنظرة حزينة قبل أن تقول
_خايفة متصدقنيش زي ماما. 
حمد الله بتلك اللحظة بأن هناك شيئا يدفعها لفعل ذلك فسيطر على ثباته وهو يرد عليها بصوته الرخيم
_جربيني. 
بدت مشتتة حائرة لا تعلم بأي شيء تبدأ فانهمرت دمعاتها وهي تقول دون أن تنظر بعينيه 
_أنت عارف يا آسر
أن الاهل هما المفروض الاقرب لينا بعد الام والأب وبيقولوا ان الخال والد بس أنا مشوفتش كده. 
ثم رفعت حدقتيها لتتعلق بعينيه التي تراقبها باهتمام فاستكملت بدموع وقد تهربت من لقاء عينيه 
وانفرطت بموجة من البكاء قطعها عن استكمال ما تريد قوله فأمسك بيدها وقلبه يكاد ينشطر مما يستمع اليه لا يحتمل ان تقص عليه المزيد مجرد تخيل الامر كفيل بقټله على البارد ومع ذلك يهاجمه فضول لمعرفة المزيد فاستكملت بعد رداء القوة الزائف التي ارتدته 
_كنت بقوم كل يوم مڤزوعة وانا شايفاه نايم جنبي وبيحاول يلمسني ولما قولت لماما ضړبتني وقالت اني مچنونة وبتخيل حاجات مش صحيحة..انا لسه زي ما أنا هو مأذنيش جسديا اكتر من انه اذاني نفسيا يكفي حالة الخۏف اللي كنت عايشة فيها طول ما انا عايشة هناك كنت بخاف انام وبخاف ماما تخرج في حتة وتسبني لوحدي في البيت وحتى بعد ما بابا رجع وكبرت كنت فاكرة انه مش هيتجرأ يعملي حاجة بس برضه لما بيسلم عليا بيعمل نفس الحركات الژبالة والاسم خالك وبيسلم عليكي! 
كان بتلك اللحظة ينازع كل كلمة تخبرها هي به يتجسد أمامه

كل مشهد وحرف قصته له وازدادت أوجاعه حينما قالت پانكسار 
ثم رفعت عينيها اليه لتناشده بدموع 
_لحد ما جيت انت وغيرت تفكيري تماما حسستني اني كنت غلط وان مش كل الناس زي بعضها بس بغبائي كنت هضيعك من أيدي يا آسر. 
شعرت بالارتياح حينما أفاضت بما يضيق بصدرها فترقبت ما سيفعله پخوف خشيت أن يبتعد عنها ولكنها وجدته يحتضن بيديه وجهها وهو يعاتبها بحزن 
_ليه مقولتليش كل
ده من زمان 
أجابته بابتسامة منكسرة 
_خوفت انت كمان متصدقنيش! 
رد عليها ومازالت نظراته متعلقة عليها 
_قولتلك الف مرة أنا غير أي حد. 
وضمھا لصدره وهو يربت عليها بحنو جعلها تخرج ما كبت بداخلها فبكت ومازال هو يحتضنها ويقربها اليه ثم همس إليها بصوته الرجولي المميز بالنسبة لها عن باقي الرجال 
_مستحيل أفترق عنك لأنك حياتي وأقربلي من روحي.. 
ثم استكمل بوعيد وقد غامت عينيه بشرارة شړا مخيف 
_أما الكلب ده فأنا اللي هقفله.. وهيأخد جزاته. 
شعر بانتظام أنفاسها فعلم بأنها غفت على كتفيه فتمدد بها على الأريكة والنوم في تلك اللحظة بات خصيمه ساعات كوي بها بنيران ألهبت قلبه يتمنى ان تشرق شمس النهار ليتمكن من تنفيذ مخططه فما أن غاب ظلام الليل الكحيل وسطعت الشمس لتكسو العالم بردائها الذهبي حتى حملها آسر وصعد بها لغرفتهما خشية من ان يراهم احدا بالاسفل فوضعها بالفراش وخرج للشرفة يعبث بهاتفه الا ان اختار الشخص المناسب لمهمته فرفع هاتفه ليستمع صوت المتصل به يرحب به بعظمة لا تليق بسواه 
_الكبير ابن كبيرنا بيكلمني بنفسه ده أيه الهنا ده.. 
اتاه صوته الصارم يؤمره 
_عايزك في مصلحة يا صالح بس مش عايز مخلوق يعرف عنها حاجة حتى أبويا نفسه. 
_تحت أمرك انت تؤمر وإحنا علينا التتفيذ. 
_لا الطالعة دي عايزك انت اللي تعملها وبنفسك بلاش حد من رجالتك..
_أومرك يا كبيرما اديني بس التفاصيل وسيب الباقي عليا. 
غامت عين الآسر بغموض وڠضب لا يتمنى أن يرأه أعدائه فمن يرى طيبة قلبه واحترامه لا يخمن أبدا ما يكنه في سبيل تلك العداوة ولكن ترى ما الذي ينوي فعله تلك المرة 
........
 

 

تم نسخ الرابط