بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز

 


بحدة من عدم استجابته إليه 
_اللي بتعمله ده غلط يا أحمد معرفش أيه اللي حصل بينكم بس مهما كان مينفعش تتكلم بالأسلوب ده معيحيى. 
رفضأحمد دخول الشقة ثم صاح بعنفوان 
_ما أنت متعرفش هو عمل أيه 
رد عليه بعقلانية 
_ومش عايز أعرف بالعقل والتفاهم الأمور هتتصلح لكن مش بالخناق وعلو الصوت يا أحمد. 

خرجت تالين على صوتهم المرتفع فدنت منهما تتساءل في حيرة 
_في أيه بتتخانقوا ولا أيه 
ظهرت فاتنة القلب من أمامه فارتج ثباته أمامها تبا لتلك الأعين التي هوست التطلع لها وبالرغم من مراقبته بكل شاردة وورادة تخص تعابير وجهها الا أن شروده لم يمكنه من سماع حوارها المتبادل مع أحمد الذي يؤكد لها بأن الأمور على ما يرام لمحته تالين فتسللت تلك الربكة الخاڤتة لدقات قلبها فتوترت نظراتها تجاهه ثمة شيئا بداخلها يشعر بالرضا من نظرات إعجابه إلى أن أفاق لنفسه فقال وهو يتهرب من مرمى بصرها 
_يلا يا أحمد غير هدومك عشان ننزل المصنع. 
إنصاع له أخيرا فتركهما وولج للشقة فترك بابها مفتوحا وحينما أختلت الطرقة الفاصلة بين الشقتين بهما إرتبكت فشددت على أصابعها بتوتر بحث عن كلمات مناسبة يفتتح بها الحوار بينهما فبدا كالأبله حينما قال 
_عاملة أيه 
أجابته على إستحياء
_بخير الحمد لله.. 
وأضافت بخجل 
_وأنت كويس. 
هز رأسه بابتسامة ساحرة فأومأت برآسها ثم أشارت على باب الشقة وهي تدنو منه بتعثر 
_هشوف حور فين.. عن إذنك. 
راق له خجلها وذاك التشتت الذي طغى عليها فأشار لها بثبات ببطء شديد أغلقت الباب وكأنها بحيرة من أمرها بأن تغلقه والأخر مازال بالخارج أو تتركه مفتوحا فالحالة التي تستحوذ عليها مذرية للغاية أغلقته ومازالت تسأل ذاتها هل تصرفها صحيح أما ماذا 
حتى عقلها استحضر ردودها عليه ليؤنبها على حمقاتها بالرد المختصر ولكن عادت لتشير بعدم مبالاة مصطنعة 
_الله وأنا هصحبه يعني قالي عاملة أيه قولتله كويسة وإنتهينا! 
وتوجهت للمطبخ لتتسع ابتسامتها وهي تتأمل السفرة العامرة من أطيب وألذ الطعام وخاصة كعك البرتقال الشهي الذي يميز حور فانتهت الأخيرة من وضع القهوة على السبرتاية الذهبية لتردد براحة 
_كده كله تمام. 
اقتحم صوتتالين المطبخ حينما تساءلت بذهول 
_أيه الجمال ده كله يا حور 
ارتسمت بسمة مشرقة لا تفارق شفتيها 
_بنت حلال كنت لسه هدخل أصحيك يلا اقعدي إفطري عما أصحيتسنيم.. 
ضيقت عينيها باستغراب 
_تسنيم مين 
اجابتها وهي تدنو من باب البراد لتخرج زجاجة من المياه 
_دي صحبتي وبايتة معايا من امبارح فرصة اعرفكم على بعض ده أنا قرفها بيكي وبالكلام عنك. 
قالت وهي تتذوق قطعة من الكعك 
_ياريت.. 
وبالفعل تركتها وولجت لغرفتها فوجدت تسنيم ترتدي حجابها أمام المرآة وتستعد للخروج فحملت حقيبتها سريعا ثم قالت بإصرار 
_مفيش خروج من غير فطار يا هانم. 
عقدت تسنيم الحجاب حول رأسها جيدا ثم قالت بضجر 
_يا بنتي قولتلك ماليش
نفس ليه مش بتصدقي أنا يدوب أجري ألحق الشغل. 
ثم أبعدتها عن طريقها لتجذب الحذاء فقالت حور پغضب 
_قولي اللي تحبيه بس بالنهاية هعمل اللي أنا عايزاه.. 
فتحت باب الغرفة ثم جذبت الحقيبة من يدها لتشير لها باستعطاف 
_مرة تانية عشان متأخرش بالله عليكي يا حور. 
تركت الحقيبة فحملتهاتسنيم وإتجهت سريعا لباب الشقة قبل أن تتمكن من إيقافها مجددا فإتبعتها لتجذب اسدالها المعلق جوار الباب ثم خرجت لتوقفها على الدرج فعاتبتها بحزن 
_أنتي بجد هيجيلك قلب تمشي وتزعليني! 
استدارت تجاهها ثم قالت 
_غصب عني والله هتتعوض مرة تانية لازم أنزل عشان ألحق المواصلات والا كده هتأخر خالص عن الشغل يرضيكي أترافد من أول إسبوع كده! 
_هتترفدي على التأخير ومديرك لسه مرحش! 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي ترفع عينيها لأعلى الدرج لتجد آسر يقف من أمامها ومع كل درجة كان يهبطها للأسفل كاد بها قلبها أن يتوقف أكثر من مرة وخاصة حينما أصبح مقابلهما فشكت له حور قائلة 
_إتكلم أنت يا آسر لحسن أنا ريقي نشف معاها.. 
سلطت عينيه البندقية عليها ليبتسم رغم جدية حديثه الصارم 
_مفيش حد بيدخل بيت من بيوت كبير الدهاشنة وبيخرج من غير ما واجبه يكون كامل يا تسنيم. 
يا الله سماع نبرته تردد صوتها زرع الخجل
برعشة جسدها الغريبة بللت شفتيها بلعابها وهي تجاهد بالثبات من أمامهما فليس ذاك فصل الشتاء القارص ببرودته لترتعش هكذا فما تلك البرودة التي ټضرب أطرافها عكس تلك الحرارة التي تمزق وجنتها رفعت عينيها تجاهه فوجدته مازال يستكمل حديثه مبتسما 
_متقلقيش مش هرفدك على سبب تافه زي ده الا لو ناوية على تقيل 
نفت برأسها عدة اشارات جعلت ابتسامته تتسع حتى برزت أسنانه البيضاء على مظهرها الطفولي تعجبتحور من الحالة الغريبة التي تسيطر على صديقتها وتراها هي لأول مرة ولكنها تغاضت عن ذلك بوجود آسر فانتبهت له حينما قال 
_نازلة الجامعة النهاردة يا حور 
اجابته بتذكر 
_أيوه ربع ساعه ونازلة إن شاء الله. 
اومأ برأسه ثم هبط الدرج ليستكمل حديثه الحازم 
_نص ساعة وانزلوا هوصلك للجامعة ونطلع على المصنع. 
ثم استدار تجاهها ليشدد عليها بصرامة وعينيه تقصد تسنيم 
_متنزلش من غير أكل سامعة. 
جذبتها من معصمها بالقوة وهي تشير له 
_عنيا يا عمهم هنأكل وننزل هوا. 
منحها ابتسامة صغيرة قبل أن يستكمل الدرج تاركا الف علامة استفهام تطوف بتلك الشاردة برجولته ووسامته الشرقية. 
حينما يتعلق الطفل بشخص ويراه بأفضل صورة ومن ثم تتمزق من أمامه ليراه بشكل لم يعهده من قبل يتحول الحب بداخله لشعلة من الكره والخۏف من محاكاته وها قد استحوذ هذا الشبح على ماسة فحينما رأته يدلف لغرفتها تجمد جسدها على الفراش حتى صرخات استغاثتها تحجرت على لسانها فدثت وجهها بين قدميها المتكورة على جسدها وأخذت تراقبه برهبة وخوف لا مثيل له يعز عليه رؤيتها هكذا ولكنه لم يتوقف فمضى قدما حتى صار قريبا منها فجاهد لرسم بسمة آمنة علها تتسلل لأعماقها مثلما كانت تفعل كل مرة ثم أجلى صوته ليردد 
_ ماسة مش عايزة تشوفي أنا جبتلك أيه 
قال كلمته وهو يخرج من جيب جاكيته شوكولا من النوع الذي تعشقه حدجته بنظرة جافةفحتى ما يحمله لم يعنيها كثيرا تحررت تلك الدموع المحتسبة فرغم إنه ترعرع ببيئة أعز قوانينها بأن دمعة الرجل لا يراها عزيز ولكنها أعز العزيز على قلبه ماسته الثمينة كاد بأن يحطمها بيديه هو دمعاته تساقطت لتحرر ما يشعر به بداخله فصارع حتى الرمق الأخير فتحررت أحباله الصوتية أخيرا 
_ يحيى غلطته كبيرة أنتي لازم تسامحيه وهو مش هيعمل كده تاني.. 
كلماته لم تسكن جفاء النظرات ليتها البلسم لشفائها أو ترياق تتمكن من تجاوز ما تمر به أخذ خطوة جريئة وإقترب منها أكثر ثم سمح لذاته بملامسة وجهها اړتعبت وتحرر صوت بكائها الخاڤت حتى جسدها انتفض پعنف بين يديه تراجع يحيى للخلف على الفور وأخذ يراقب تشنج جسدها ورهبتها بوجوده لم يحتمل أن يتابع حالتها تلك فأسرع بالخروج ليردد بخذلان لمن تقف أمامه 
_خليكي جنبها يا إلهام متسبهاش. 
_اللي تؤمر بيه يا بشمهندس. 
قالت كلماتها ثم ولجت للغرفة لتغلق الباب من خلفها لتختفي من أمام أعينه خلف الباب الموصود وكأنها إشارة لبعد مؤقت سيحتم لفتح طريق ربما به صلاح ولكن لابد من وجود عقبة ستعرقل ساقيه! 
رفضت روجينا الصعود لنيل قسط من الراحة مثلما فعل الجميع وصممت على الجلوس أمام المياه التي تتلاطم أمواجها في سباق عاصف لملامسة الشاطئ تمددت على المقاعد المريحة أمام المياه والفرحة تزين وجهها فهمست بصوت منخفض 
_وأخيرا حققت حلمي أني أقعد قدام البحر وأزور كل حتة في اسكندرية. 
وأخرجت هاتفها سريعا لتلتقط عدد من الصور السلفي لنفسها أمام المياه توقف إصبعها عن الضغط على زر التصوير حينما لمحت بهاتفها إنعكاس ذاك الشاب الذي يسبح بمهارة أسفل المياه دقيقة تليها الأخرى حتى أصبح قريبا من الرمال فاستقام بقامة جسده الرياضي ومن ثم خلع القناع الذي يحجب عينيه الرمادية عن المياه تدلى فكيها السفلي وهي تتأمله بإنبهار يقال إن إمتلكت
المرأة سحرا تتباهي به ولكن الرجل سحقا لما يتمكن من فعله حينما يتملكه الغرور والثقة الزائدة من نفسه هكذا ضړب أيان عصفوره الذي يراقبه من بعيد بالخفاء يبتسم خفية مما ينوي لفعله حينما يطبق يديه عليه سيكون هو بنفسه سجان العصفور الأخرق!... 
....... يتبع..... 
من هنا بداية لأحداث الرواية إنتظروا الفصل القادم من الدهاشنة٢..... 
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة... صراع_السلطة_والكبرياء.. .. 
الفصل_التاسع.... 
إهداء الفصل لصديقتي الجميلة نادية أدمن نودي يوسف وسما محمود..
طوال يوم عملها المرهق لم يشغلها سوى معاملةآسر الراقية لوهلة تساءلت هل يوجد رجل شهم كما ظنت بأن لا يوجد سوى أبيها غيمت عينيها بالدموع حينما رأت شبحا من أشباح الماضي التعيس كاد بأن يخيم عليها فزفرت الهواء العالق برئتيها على مهل حتى لا تفقد السيطرة على أعصابها المتوترة ومن ثم حملت تسنيم الحاسوب لتتجه لمكتب آسر المجاور لها طرقت بابه وولجت حينما استمعت لآذن الدخول فوجد أحد السكرتارية بالداخل فأغلقت الحاسوب الصغير ثم ضمته لصدرها ووقفت تتابع حديثهما بصمت وترقب فما كان من آسر الا أن قال بضيق 
_مهو بالنظام ده مفيش حاجة هتمشي صح وأنا حاليا الفترة الجاية مضطر انزل البلد أكتر من مرة بالأسبوع لو رجعت لقيت الأمور بالشكل ده مش عارف هقدر أسيطر على كل ده ولا لا.. 
ومشط
 

 

تم نسخ الرابط