چوري قدري بقلم مريم محمد

موقع أيام نيوز


لها حتى بعد رحيلها فقد تخرجت هاله بتقدير إمتياز و قد أرتفع ترتيبها الى الأولى على دفعتها و ساعدتها عاليا لتجد عملا حتى تستطيع الإنفاق على نفسها
و بالفعل وجدت وظيفة كمدرسة للأطفال اليتامى و أحست هاله بالهدوء و السکينة في هذا المكان المليء بالملائكة الصغار الذين لا يعرفون الغرور أو الكره و لا يحاسبون الناس على فقرهم و قد احبت الأطفال و أحبوها كثيرا و لحسن الحظ كان هناك مكانا لها لتقيم في الدار و لتهرب من ماضيها و لكن هل أستطاعت نسيان ذلك اليوم الذي أحست فيه بحبها لباسل اليوم الذي تعرضت فيه للإهانة على يد خطيبتة لي لي هل تراها قد أصبحت زوجته هل أصبحت أما لأبنه أو بنته هل يتذكرها باسل و لو كذكرى عابرة هل لو لم تأتي لي لي يوم الحفل لټجرح كرامتها كان يمكن أن يحبها باسل 

عاد الجميع الى القصر الذي أصبح حزينا برحيل هاله عنه فقد كانت تنشر السعاده في كل ركن من أركانه جلس الجميع في الحديقة يحتسون الشاي و يتحدثون بينما كان باسل شاردا كعادته منذ رحيل حبيبته هاله .. قام باسل ليجري مكالمة هاتفية و وجد قدماه تتجهان نحو المكان الذي شهد آخر لقاء بينهما .. كم كان

سعيدا و هو يتحدث اليها كانت تاسره برقتها و شخصيتها المميزة . و عيناها السوداوتان كم كان يحب النظر اليهما . ترى أين انت يا حبيبتي
تذكر باسل ما حدث ذلك اليوم و كأنه يعاد من جديد .. قسۏة لي لي خطيبته السابقة و صفعها وجه هاله البريء .. هروب هاله منهما .. صراخه باسمها الذي لم يعيدها اليه الحوار الذي دار بينه و بين لي لي 
باسل صارخا هاله استني
لي لي ايه صعبت عليك
أمسك باسل بذراعها بقوة آلمتها أنت أزاي تمدي أيدك عليها
لي لي كنت بعرفها مقامها أنت ازاي تقعد مع البنت ده لوحدكوا
باسل أنت لا يمكن تكوني طبيعية
لي لي طبعا ما هي أكيد باسطاك أوي
لم يشعر باسل إلا بيده تهوى پعنف على وجه لي لي الذي يراه قبيحا لغاية فقد رأى حقيقتها البشعة
لي لي وهي مذهولة أنت أكيد أتجننت
باسل وهو ينظر لها بإحتقار فعلا بس خلاص عقلت
و تركها و ركض ليلحق بهاله و يحاول الإعتذار منها و قابل والدته و محمد في طريقه 
محمد مالك يا باسل بتجري كده ليه
باسل ما شوفتش هاله
محمد لا أنا سيبتكم بترقصوا سوا
كاريمان ايه اللي حصل يا باسل و فين هاله
باسل وهو يتألم لي لي مدت ايدها عليها و هاله جريت و معرفش راحت فين
كاريمان پغضب يعني ايه مدت ايدها عليها هي اټجننت ولا أيه
باسل أنا خلاص مش طايق أشوفها تاني
كاريمان طيب أطلع لهاله في أوضتها و خليها تيجي هنا عشان أردلها كرامتها قدامهم كلهم
باسل حاضر
صعد باسل السلم راكضا و وقف أمام غرفتها و طرق الباب لكنها لم تفتح له . ظل يتحدث اليها من خلف الباب قائلا 
باسل هاله ارجوكي أفتحي . أنا آسف . أرجوكي أديني فرصة أصلح اللي حصل .. هاله . أنا . أنا . بحبك يا هاله .. بحبك من أول لحظة شوفتك فيها .. و صدقيني أنا هدفعلك لي لي التمن غالي أوي عاللي عملته معاكي .. أمسك باسل مقبض الباب و أداره .. لكنه وجد الغرفة خالية .. و الفستان على السرير .. و حتى هاتفها تركته .. وكأنها تريد نسيان كل ما حدث لها .. .
دخلت هاله الى مبنى الكلية و هي تشعر بالسعادة التي فارقتها منذ ۏفاة والدتها و أتجهت الى مكتب العميد الذي رحب بها و تم توقيع أوراق إعتمادها كمعيدة شكرته هاله وتوجهت الى غرفة الأساتذة لتجد أستاذها الذي تكن له كل أحترام فحيته قائلة 
هاله السلام عليكم يا دكتور بكر
الأستاذ سعيدا اهلا أهلا يا دكتور هاله
هاله يسعدني أكون معيدة مع حضرتك
الأستاذ شدي حيلك وكملي الماجستير بسرعة عشان تبتدي تدرسي معانا
هاله ان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك
خرجت هاله و اتجهت إلى الباب الرئيسي لتغادر فقابلت شخصا لم تكن تتوقع لقاءه أبدا..
بها قائلة 
السكرتيرة اهلا بيكي يا هاله أنا سماح اتفضلي مستر صلاح مستنيكي
هاله اهلا يا سماح
دخلت هاله بصحبة سماح الى مكتب الاستاذ صلاح 
السكرتيرة آنسة هاله يا مستر صلاح
هاله السلام عليكم
صلاح اهلا يا دكتور اتفضلي
هاله اهلا بحضرتك
جلست هاله بينما طلب صلاح لها عصيرا و جلس يتحدث اليها عن طبيعة العمل الذي ستقوم به وشعرت هاله بالسعاده فعملها سيكون في أعمال الترجمة و أيضا اصطحاب الأفواج السياحية في رحلاتهم داخل مصر كما فوجئت هاله بالراتب الذي كان مفاجأة و وقعت هاله العقد و هي تشعر بالسعادة
مضى شهران و هاله تعمل لدى الأستاذ صلاح و قد غادرت دار الرعاية و قامت بتأجير شقة صغيرة قريبة من المكتب و أشترت أثاثا بسيطا
 

تم نسخ الرابط