قصة ممتعة وشيقة

موقع أيام نيوز


هذا إلا أنه استمتع تماما بما فعلت.. يكفي انه استشعر غيرتها عليه!!
بينما هي ظلت تسير في الردهات مفكرة في القادم من علاقتهما. هل ستقبل العودة إليه.. و هل ستسير حياتهما كما في السابق أن عادت إليه و هل سيسامحها و ينسي ما فعلته به في الماضي!!
نظرت إلي إحدي الشرفات الزجاجية التي تطل علي غرفة إحدي المړضي..

إنه ذاك المنعزل الرافض للحياة!!
مر الوقت و هو ليس في صالحه. لابد أن تصارحه بمرضه ..
طرقت باب غرفته بهدوء و لكنها لم تسمع الأذن بالدخول
فاضطرت أن تدخل دون أذن منه وجدته جالس أمام شرفته بهدوء..قائلة
صباح الخير ازيك يا استاذ سمير!!
نظر لها بلا مبالاة و قال
صباح النور يا دكتورة..
وقفت أمامه و هي تقول
ازيك النهاردة.. حاسس انك احسن!
الحمد لله بس عندي صداع مبيروحش...
فركت كفيها بتوتر و قالت
و انا جيالك النهاردة عشان الموضوع دة الصداع دة سببه أن حضرتك عندك سړطان في المخ و النخاع الشوكي!!
لم تتأثر ملامحه بينما ظلت جامدة كما هي تلعثمت ليلي من رد فعله هذا و قالت
احم شوف يا استاذ سمير بما ان حضرتك متقدم في السن فالكيماوي نسبة تأثيره هتكون ضعيفة جدا و ممكن ميبقاش ليها فايدة فهنضطر نلجأ للجراحة و عشان مكدبش برضو علي حضرتك السړطان اللي عندك خبيث يعني ممكن يكون منتشر بنسبة كبيرة في جسمك و العملية هتبقي نسبة نجاحها 50 و لو منجحتش ممكن حضرتك تتشل!!و طبعا مش هنقدر نسيطر علي باقي السړطان المنتشر في الجسم...
هنا اجهش سمير في بكاء يقطع نياط القلب..
ارتسمت أمامها صورة والدها لم تتحمل هذا.. فچثت علي ركبتيها أمامه قائلة بشفقة
اهدي بس يا استاذ سمير دي حكمة ربنا!!
لا لا دة عقاپ ربنا ليا علي اللي كنت بعمله في الناس!!
قطبت حاحبيها باستغراب من حديثه و قالت
اهدي لو سمحت بس كدة.. احنا ما صدقنا حالتك تتحسن!!
خلاص انا مش عايز حاجة من الدنيا دي غير أن ربنا يرحمني و يغفرلي قبل ما اموت يا رب سامحني يا رب!!
انت ممكن تعتبرني زي بنتك و تحكيلي يمكن دة يخفف عنك شوية!!
نظر لها و قال
احكيلك اية بس و لا إية.. اقولك ان انا كنت أكبر تاجر أعضاء في مصر اقولك اني ياما اتسببت في مۏت ناس و أطفال بريئة ملهمش ذنب.. و لا اقولك ان حتي الناس المېتة مرحمتهمش و كنت بفضيهم من أعضائهم بعد ما يموتوا و كل دة عشان اية عشان الفلوس.. ملعۏن الفلوس اللي تخليني اتاجر في أرواح البشر... انا اللي بيحصلي دة قليل المفروض ربنا يعاقبني اكتر من كدة!!
أتعلمون الصدمة الذي تجتاحكم من حديث شخص ما و تلجم ألسنتكم لدرجة انكم تستغرقون وقت ليس بالقليل لاستيعاب ما يقول!!
هذه هي حالة ليلي الآن.. لم تتوقع أبدا أن تكون قصته هكذا فأكمل هو منتحبا كالأطفال
حتي ولادي اتبروا مني لما عرفوا حقيقتي رفضوني.. و مراتي اتخلت عني.. ايوة فضلت تبقي معاهم عشان خاڤت علي نفسها لېقتلوها!!
طيب و اية اللي خلاك تعمل كدة اصلا اية اللي وصلك للمرحلة دي!!
الفقر وحش صدقيني... ممكن متحسيش باللي انا بقوله لأنك معشتيهوش لكن.. لكن انتي مش فاهمة يعني اية تنامي من غير غطا في عز البرد يعني اية تقعد باليومين مفيش في بطنك حاجة حتي الماية مش لقياها..
هزت رأسها بعدم اقتناع بمبرراته و قالت

باستنكار
لو كل واحد مش لاقي ياكل عمل كدة هنبقي في غابة و ناكل في بعض ثم إن في ناس كتير اوي فقرا و مش لاقيين ياكلوا و بيشتغلوا شغل شريف حتي لو الفلوس اللي بتيجي منه متقضيش غير الأكل بيبقوا راضيين و أحيانا اصلا في ناس مش بيبقوا لاقيين الشغل دة و بيرضوا بحالهم و ربنا بييعتلهم اللي يكفي عيشتهم كل دة اختبار من ربنا ليك بس حضرتك اخترت الطريق الأسهل عشان تعيش عيشة مرفهة و فشلت في الاختبار دة.. و للأسف كل اللي انت فيه دلوقتي دة مش نتيجة للاختبار حتي.. دي بوادر ظهور النتيجة!!
نظر لها بذهول فهذا الحديث صادر عن فتاة في بداية عقدها الثالث
صادر عن فتاة عمرها نصف عمره...
و لكنها محقة تماما في كل ما قالته صمت لتقول
انت عارف انا مش هبلغ عنك لسبب واحد بس أن انت كفاية عليك عقاپ ربنا و مرضك اللي ابتلاك بيه و ملوش علاج.. و كفاية ولادك اللي اتخلوا عنك و هما عندهم حق و مراتك ربنا أداها فرصة ترجع عن اللي هيا فيه بس رفضت الفرصة!!
قطع صمتها رنين هاتفه لتخرجه من جيب معطفها الأبيض و تجيب قائلة
الو يا فهد..
انتبه لها سمير و هو يستمع لحديثها بشغف
الو يا ليلي.. عاملة اية!
انا تمام الحمد لله.. انت اتحركت!
من زمان انا واقف تحت المستشفي..
طيب انا هغير هدومي و هنزل علي طول سلام!!
نظرت إلي سمير بتساؤل لينكس رأسه قائلا
علي اسم ابني عشان كدة الاسم جذبني!!
تنهد بأسي
 

تم نسخ الرابط