بير الجن

موقع أيام نيوز

 


نشوف طريجة تهون الحكم عليه. 
تنهد تنهيدة مثقلة ثم اجابها بملامح متهدلة
لولا ستر ربنا الحكومة ملجتش اللي طخني وابوي مچبش سيرته واتجيدت ضد مجهول و المحامي هيجول أن الجضية التانية طالما چناية واتحولت للمحكمة مهينفعش تنازل وحتى لو غير اجواله مبجاش ينفع مع شهادة أهل البلد يعني خلاص ملهاش مخرج وابوي هيتحكم عليه يجضي الباجي من عمره بعيد عننا

كان يتحدث بنبرة حزينة مغلفة بالأسى قطعت نياط قلبها ه تخفي دمعاتها كي لاتزيدها عليه وكأنها تود أن تتقاسم معه ما يشعر فليس هين عليها رؤيته على ذلك الحال فقلبها يأن مثل قلبه وضميرها ينهش بها ولكن ليس لما اقدمت عليه بل من أجل حزن زوجها.
مر يومان على رقدته ومن حينها وهي لم تفارق موضعها هي واطفالها كي تطمئن عليه و اول شيء رأه حين فتح عيناه كانت هي ببسمتها المعهودة التي ذكرته بذلك الربيع الذي كان يهفهف على قلبه بعدها رمش عدة مرات يود أن يتأكد كونه لم يهيأ له لتتحدث هي
حمد الله على سلامتك يا حسن
حانت منه بسمة ضعيفة باهتة وهمس بضعف
رهف هو ده انت صح انا مش بحلم مش كده معقول فضلتي جنبي
أنت ابو ولادي يا حسن ومكنش ينفع اسيبك إن شاء الله هتبقى احسن الدكتور طمني ويومين وهيكتبلك على خروج
هو ايه اللي حصل
الدكتور قال غيبوبة سكر
جعد حاجبيه مستنكرا لتستأنف هي
كنت زيك مستغربة بس الدكتور قالي أن السكر زي الضغط بيتأثر بالعوامل النفسية والظاهر أن الخبر اللي سمعته هو السبب
تجهمت معالم وجهه واخبرها بنبرة واهنة
مواد البناء والمعدات اللي جوة الموقع اتسرقت كلها
ازاي وفين بتوع الحراسة
الشغل واقف والمرتبات وقفت معاه وكل الموظفين وحتى شركة الحراسة انسحبت من الشركة و مكنش فاضل غير الغفير ولقوه مضړوب ومتربط واللي قهرني أن اللي بلغني قال إن منار هي اللي ورا كل حاجة واعترفت على ابناللي اسمه حسام
وليه مبلغكش في ساعتها 
انا كنت قافل تلفوني وانا عند يامن علشان اتهرب من المستشار القانوني بتاع الشركة اللي متعاقد معاها اصله طالبني بالشرط الجزائي ومكنتش عارف هتصرف ازاي
تنهدت حانقة ثم طمئنته
متقلقش انا هتصرف وهحل كل حاجة المهم دلوقت تشد حيلك وتقوم بالسلامة
هتتصرفي ازاي يا رهف 
مش واثق فيا يا حسن مش كده
انا مبقتش واثق فأي حاجة ليها علاقة بيك انت اتغيرتي اوي عن رهف اللي كنت اعرفها
قصدك اللي أنت غيرتها..في فرق كبير بين الاتنين لكن دايما كان في حاجة ثابتة بينهم أنك أنت ابو ولادي اللي عمري ما اتمناله حاجة وحشة
سألها بتنهيدة مثقلة بالندم
انا ازاي ضيعتك من ايدي يا رهف
السؤال اجابته انت عارفها كويس يا حسن
رهف انا لسه
كان على وشك محاولة استعطافها لكن قاطعه اندفاع الباب ودخول سيدة في الثلاثين او أكثر من عمرها ويظهر القلق جلي على تقاسيم وجهها عقدت رهف حاجبيها وسألتها بأدب
حضرتك مين
رمقتها بطرف عيناها ثم اجابتها متعجرفة
انا جاية اطمن على مستر حسن 
انا شغالة عنده في الشركة
رحبت رهف بها بملامح ثابتة
تمام اتفضلي
تقدمت من فراشه وانحنت بجزعها عليه بطريقة لا تنتمي للحياء بشيء ثم وضعت باقة الورود بيده قائلة
حمد الله على سلامتك يا مستر حسن
تحمحم هو ثم تناوب نظراته بتوتر بينهم و أجابها بإقتضاب وهو يضع الباقة اعلى الكومود بلا اكتراث
شكرا
ابتسمت واخبرته 
اسمي سميرة وشغالة في قسم الحسابات انا من ضمن اللي لسه مسابوش الشغل ومخلصين لحضرتك
أومأ لها وعينه لاتفارق رهف يتوجس من ردة فعلها ويخشى أن تظن به السوء فهو يقسم أن تلك المرة الأولى التي يرى بها تلك ال سميرةغريبة الأطوار
بينما هي كانت تتناوب نظراتها بينهم بملامح ثابتة لم يستشف منها شيء وزادت من توتره لتجلس الأخرى على المقعد المواجه لفراشه وترشق رهف من أعلاها لأخمص قدمها ثم تشدقت بسؤالها
مش أنت طليقة مستر حسن برضو ولا بيتهيئلي
ردت رهف ببرود وهي محتفظة بثباتها
اه انا في مشكلة 
نفت برأسها وصبت كافة تركيزها عليه قائلة بأهتمام فائق
حمد الله على سلامتك يا مستر حسن انا اول ما عرفت جيت جري علشان اطمن عليك 
لتزفر رهف انفاسها وتخبره بهدوء يخالف تلك العاصفة التي تقصف بها
 لما الزيارة اللطيفة دي تخلص هجيب الولاد يطمنوا عليك اصل ما حبتش يشوفوك قبل ما تفوق
كادت تفتح الباب لتغادر الغرفة ولكن سؤاله اوقفها
هما الولاد فين
اجابته ببسمة استفزته على الأخير وجعلت نيران الغيرة تشتعل بقلبه
في أوضة الدكتور نضال اصل انت في نفس المستشفى اللي بيشتغل فيها
ذلك أخر ما قالته قبل أن تترك الغرفة تاركته 
يزمجر غاضبا من سيرة ذلك ال نضال التي تثير جنون غيرته 
أما عن تلك الزائرة كانت تستغرب ما اعتراه وتسألت 
هو أنت كويس يا مستر حسن!
لعنها بسره واجاب بإقتضاب وبملامح متجهمة
كويس
دفعت باب مكتبه وهي تظنه غير متواجد بداخله ولكن خالف ظنونها و وجدته يجلس يربع قدمه ويتوسط اطفالها ويتناول معهم الطعام وحين رأوها شهقوا متفاجئين بها وهدر هو بخفة وهو يدس قطعة
 

 

تم نسخ الرابط