عشق الهوي بقلم نونا المصري
وصعدا في سيارة هاني قادها حتى اوصل مريم الى منزلها بعد ان اعطته العنوان وكانت الساعة آن ذاك تشير الى الواحدة ظهرا... فنزلت من السيارة ونظرت اليه من النافذة وهي تبتسم قائلة متشكرة يا استاذ هاني.
هاني العفو... تحبي استناكي.
مريم مفيش داعي... مش عايزه اتعبك معايا اكتر .
هاني براحتك... يلا سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم شغل محرك سيارته وهم بالمغادرة اما هي فنظرت الى نفسها مجددا ثم تنهدت تنهيدة عميقة وصعدت الى الدور الثاني من العمارة التي كانت تسكن بها مع اختها الصغيرة مرام توجهت نحو شقتهم واخرجت مفتاح الباب من حقيبتها وبعدها دلفت الى الداخل وذهبت لتبدل ملابسها وبعد ان فعلت ذلك خرجت من المنزل ونزلت من البناية وهي في غاية الروعة بملابسها البسيطة المكونة من بنطال رسمي باللون الأسود وقميص ابيض ذو ياقة ذهبية مزركشة ... اوقفت سيارة أجرة وعادت الى الشركة فرأها ادهم وشعر بالرضا لانها نفذت ما طلبه منها بالحرف الواحد.
في صباح اليوم التالي استيقظت كعادتها مبكرا فذهبت الى غرفة اختها لكي تيقظها من اجل الذهاب الى المدرسة وبالفعل فعلت ذلك ولكنها انتبهت ان اختها مرام كانت تبدو مريضة ووجها شاحب فسألتها بقلق انتي كويسه يا حبيبتي
ابتسمت مرام وقالت ايوا... انا كويسه مټخافيش
وضعت مريم يدها على جبين اختها ثم قالت غريب... مفيش حرارة يبقى ليه شكلك تعبانه
مريم قوليلي يا حبيبتي... قلبك بيوجعك حاسه في ۏجع ...
طمنيني !
فهزت مرام رأسها بالنفي واردفت لاء يا ميمي ...مش حاسة بحاجة.
مريم اوك... يلا قومي علشان تجهزي نفسك وانا هحضرلك الفطار.
مرام حاضر.
وبعد ان فعلت كل منهما روتينها اليومي... ذهبت الكبيرة الى عملها برفقة صديقتها الهام كالعادة اما الصغيرة المړيضة فذهبت الى مدرستها وفي الشركة ... توجهت مريم نحو مكتبها قبل ان يصل ادهم بقليل فوجدت
استغربت من امر وجوده بالقرب من مكتبها منذ الصباح حيث ان جميع الموظفين يعلمون ان الطابق الاخير من الشركة خاص ب بالإدارة وقسم السكرتارية
فقط ولا يسمح للموظفين العاديين ان يذهبوا إلى هناك... فاقترت منه وقالت صباح النور..بتعمل ايه هنا يا استاذ هاني
مريم خير.. في
حاجة
هاني في الحقيقة انا مش عارف ازي هفتح معاكي الموضوع بس.. تقبلي تخرجي معايا النهاردة انا عايز اعزمك على الغدا وبتمنى انك تقبلي.
فابتسمت مريم بعفوية وقالت ان شاء الله... ولو اني انا اللي لازم اعزمك لانك وصلتني البيت امبارح.
مريم يبقى هقابلك في استراحة الغدا.
فاتسعت ابتسامة هاني واردف وانا هستناكي...يلا مش عايز اعطلك اكتر عن اذنك.
قال ذلك ثم اراد ان يغادر ولكنه توقف عندما رأى ادهم واقفا امامه على بعد خطوات ويبدو من ملامح وجهه المنزعجة انه سمع حديثهما كله ...فابتلع الشاب ريقه ثم ابتسم بإرتباك وقال ص.. صباح الخير يا فندم.
فدخل مكتبه بصمت ممېت وفي
اللحظة بعد أن سمع حديث مريم مع هاني وعرف انها صعدت معه في نفس السيارة عندما اوصلها الى البيت واخذت الافكار تتخبط في رأسه فقال ركبت معاه في نفس العربيه والنهارده عايزه تخرج معاه علشان يتغدوا لا دا كتير... كتير اوي .
قال ذلك ثم ضغط على زر استدعاء مريم ثم جلس على كرسيه... وما هي الا ثواني حتى دخلت الى المكتب وقالت امرك يا فاندم
فنظر اليها بنظرات غاضبة دبت الړعب في اوصالها ثم قال بعصبية عايزك تعملي تقارير لكل المبيعات والارباح اللي حققتها الشركة في الخمس سنين اللي فاتوا وعايز التقارير تبقى على مكتبي الساعة وحده...ومتخرجيش من الشركة لغاية ما تخلصيهم انتي فاهمة
فقالت مريم بس انا عندي معاد الساعة وحدة .
نهض ادهم وضړب طاولة مكتبه بقوة مما جعلها ترتعش خوفا وقال بلهجة أمر انا قلت متخرجيش من الشركة قبل ما تخلصي شغلك.
اردفت بتلعثم ب.. بس يا فندم..
فقاطعها بقوله اتفضلي على مكتبك .
قال ذلك ثم استدار لينظر من خلال النافذة فتنهدت مريم وقالت حاضر ...عن اذنك.
تسارع في الاحداث........
انتهت من كتابة التقارير التي طلبها ادهم قبل موعد الغداء فإبتسمت ثم نهضت من مكانها وطرقت باب مكتبه وبعدها دخلت فوجدته يعمل على حاسوبه كالعادة اقتربت منه قائلة انا خلصت كتابة التقارير يا فندم.
فنظر اليها ببطء ثم نظر إلى ساعة يده وبعدها قال كويس... خلصتي قبل الوقت .
مريم وبما اني خلصت قبل الوقت ينفع اخرج يعني دلوقتي استراحة الغدا وكل الموظفين بيخرجوا في الوقت دا وانا عندي معاد ومحتاجة اخرج .
في تلك اللحظة تجمرت عينا ادهم بعد سماعه لما قالته مريم فهب واقفا وسألها بخشونة عايزه تخرجي مع الاستاذ هاني مش كدا
نظرت اليه بتعجب وسالته حضرتك بتقصد ايه
فصاح بها قائلا عاملة نفسك مش عارفه
عقدت مريم حاجباها بعدم فهم واردفت انا مش فاهمة انت بتتلكم عن ايه !
فسألها انتي بتحبيه
وبعد ان سمعت ذلك أتسعت عيناها فقالت پصدمة ايه
اما هو صړخ بها قائلا بتحبيه ولا لأ انطقي !
في تلك اللحظة شعرت مريم
قراءة ممتعة للجميع
ضغط ادهم على كتفي مريم بقوة أكبر
عند مريم........
خرجت من الشركة وهي تبكي بشدة...و بينما كانت تحاول انكار ما حدث في عقلها وردها اتصال هاتفي... فمسحت دموعها ثم اخرجت هاتفها من حقيبتها واجابت بصوت
مرتجف تحت الدموع ايوا يا استاذ علي.
فقال الاستاذ علي بلهفة انسه مريم الحقي اختك.... مرام تعبت اوي ونقلناها المستشفى !
الاستاذ علي هي تعبت اوي علشان كدا اتصلنا في الاسعاف وقالوا نخبر ولي أمرها لان وضعها خطېر جدا.
بدأت مريم ترتجف بعد ما سمعت الخبر وسألته بصوت يكاد يختفي في... في انهي مستشفى هي دلوقتى
الاستاذ علي المستشفى الوطني وانتي لازم تيجي هنا بسرعة.
انهت المكالمة دون ان تقول اي شيء آخر ثم ركضت نحو الشارع لكي توقف سيارة أجرة وقد سيطر على الهالع تماما... استقلت اول سيارة أجرة قابلتها وذهبت الى المشفى الذي نقلت اليه اختها مرام وما ان وصلت حتى ترجلت من السيارة بعد ان رمت ما يوجد في حقيبتها من مال على السائق دون ان تنظر الى المبلغ وبعدها ركضت الى قسم الطوارئ كالمچنونة وسألت احدى الممرضات عن اختها فاخبرتها انها في غرفة العناية المركزة ذهبت إلى هناك حيث كان مدرس الرياضيات الاستاذ علي الذي اتصل بها واقفا امام باب غرفة العناية... ركضت نحوه وسألته بفزع فين اختي يا استاذ علي... هي حصل لها ايه
الاستاذ علي وضعها حرج يا انسه مريم... الدكتور قال انها لازم تعمل عملية بسرعة.
فوضعت مريم يدها على فمها جراء الصدمة ونزلت دموعها فورا وتساءلت بقلق شديد قولت عمليه
الاستاذ علي بصي... الاحسن انك تروحي تسألي الدكتور المشرف على حالتها.
مريم طب... طب هو اسمه ايه
الاستاذ علي اسمه عماد سالم .
مريم طيب... متشكره يا استاذ.
الاستاذ علي العفو... انا لازم ارجع المدرسة دلوقتي... الف سلامه عليها.
قال ذلك ثم غادر اما هي فذهبت الى قسم الاستقبال وسألت الموظفة عن الدكتور عماد سالم فاخبرتها انها ستجده في مكتبه الذي في الطابق الثالث لذا ذهبت الى هناك وطرقت الباب فسمح لها بالدخول...دخلت وهي ترتجف قائلة ح.. حضرتك الدكتور عماد سالم
نظر الطبيب اليها وقال ايوا انا... ازاي اقدر اساعدك يا انسة
دلفت مريم الى المكتب وهي تبكي ثم قالت انا... انا اخت البنت الصغيرة اللي نقلوها من المدرسة في سيارة الاسعاف وجيت.. وجيت اسألك عن وضعها .
ابعد الطبيب نظارته الطبية عن عيناه ثم قال اتفضلي استريحي.
فجلست مريم امامه واردفت قولي بصراحة يا دكتور.. هي اختي ممكن ټموت !
تنهد الطبيب واجابها انا مش عايز اخبي عليكي يا انسة بس وضع اختك خطېر جدا ولازم تعمل عملية زرع قلب في اسرع وقت ممكن وإلا هتفقد حياتها.
وضعت مريم يدها على فمها وبدأت تبكي ثم قالت باندفاع طب.. طب مستنين ايه ما تعملولها العملية فورا وانا هدفع التكاليف كلها بعدما اطمن على اختي.
رد عليها الطبيب بنبرة عملية كان بودي اني ادخلها غرفة العمليات حالا بس مع الاسف منقدرش نعمل كدا غير اما تدفعي تكاليف العملية الاول .
فمسحت مريم دموعها وسألته طب يطلعوا كام
قال 300000 جنيه ولازم تدفعيهم كلهم علشان نقدر ندخلها غرفة العمليات.
في تلك اللحظة شعرت مريم بأن الدنيا اغلقت ابوابها في وجهها فهي لم تكن تمتلك حتى ربع ذلك المبلغ فقالت بدهشة قلت 300000 جنيه واجيبهم منين دول
ثم اضافت بنبرة خائڤة جدا انا مامعيش المبلغ دا يا دكتور وهيكون تأمينه صعب اوي بالنسبة لي .
الطبيب اسف... دا نظام المستشفى... انتي لازم تدفعي تكاليف العملية علشان نقدر
نعملها بسرعة... وانا بنصحك يا انسه انك تلاقي حل بسرعة لان التأخير مش في صالح اختك ابدا وهي لازم تعمل العملية في اسرع وقت ممكن ولو امكن انها تعملها حالا لان وضعها مش بيطمن ابدا.
مريم يعني ايه
الطبيب يعني احنا قدرنا نسيطر على الوضع دلوقتي بشوبة اجهزة بس هي محتاجة تزرع قلب والا من الممكن انها ھتموت في اي دقيقة .
مريم طب انا اقدر انقلها على مستشفى تاني بصراحة المبلغ اللي انتوا طالبينوا كبير اوي وانا مش هقدر ادفعوا ابدا...جايز لو نقلتها على مستشفى تاني هيكون المبلغ اقل من كدا.
الطبيب انا ما بنصحكيش تعملي كدا لان المستشفى بتاعنا ارخص مستشفى في البلد كلها ولو نقلتيها على مستشفى تاني اكيد هيطلبوا منك ضعف المبلغ لان العملية دي صعبة جدا .
فاخذت مريم تفكر قليلا ثم نظرت إلى الطبيب وقالت خلاص... انا هحاول اخد قرض من البنك وهدفع تكاليف العملية.
الطبيب يستحسن انك تعملي دا بسرعة لان زي ما قولتلك ان التأخير مش في صالح اختك ابدا .
فنهضت قائلة يبقى انا هروح البنك حالا .
الطبيب ماشي .
خرجت من مكتب الطبيب وهي تمسح دموعها ثم امسكت بهاتفها واتصلت على صديقتها المقربة الهام امين فاجابتها ايوا يا ميمي...انتي فين يا بنتي
في تلك اللحظة أنفجرت مريم بالبكاء ما ان سمعت صوت صديقتها وقالت مرام في المستشفى يا الهام.
الهام بقلق بتقولي ايه طب ازاي
حصل كدا
مريم هي كانت تعبانه الصبح انا لاحظت عليها بس مكنتش متخيله انها حتنهار في المدرسة وحينقلوها بسيارة الاسعاف والالعن من كدا انها محتاجة تعمل عملية زرع قلب بسرعة والا حتموت.
فوضعت الهام يدها