ظلها الخادع بقلم هدير نور

موقع أيام نيوز

مش عايز حاجه تزعلك او تضايقك اتفاقنا 
في اليوم التالي 
كانت مليكه واقفه بالمطبخ الملحق بجناحها الخاص هي و نوح تصنع له العشاء بنفسها فوالدتها منذ الصباح الباكر غادرت القصر متحججه بمقابله اصدقائها القدامي و لم تعد حتي الساعه السابعه مما يعني انها سوف تحضر العشاء مع باقي افراد العائله لذا قررت مليكه ان تقوم بتحضير العشاء بالمطبخ الخاص بالجناح حتي تقوم بعشاء لطيف لها و لنوح علي الشرفه محاوله ان تضيف له بعض الاجواء الرومانسيه 
و كان هذا ايضا هو الحل الامثل حتي لا تجمع بين والدتها و نوح فسوف تحاول علي قدر الامكان ان تقلل من اجتماعهم سويا فلن تعطي لها الفرصه باستغلاله كيفما تريد كما كانت تفعل مع والدها فقد كان والدها يملك الكثير من المال قبل زواجه منها وبعد زواجهم استغلت حب والدها لها و جعلته يكتب لها معظم املاكه و لم يترك سوا الارض التي ورثها عن جده تلك التي ورثتها مليكه عنه بعد ۏفاته 
دخل نوح الجناح الخاص بهم يبحث بعينه عن مليكه اول شئ كعادته لكنها لم تكن موجوده بغرفه النوم اندهش من هذا كثيرا فقد اعتاد علي استقبالها
له كل يوم فدائما تكون بانتظاره وعلي وجهها ترتسم ابتسامه مرحبه رائعه اليها كما لو كان غاب عنها عاما كاملا وليس بضعه ساعات قليله 
اتجه نحو الحمام لكنه وجده فارغا هو الاخر لكنه تسمر عندما سمع اصوات تأتي من المطبخ الملحق بالجناح فبرغم تجهيزه باحداث الاجهزه والادوات الا انه يعد مهجورا لا يدخلونه الا لملئ كوب ماء فقط 
اتجه الي هناك علي الفور ليصل اليه صوت غناء مليكه مما جعله يبتسم لكنه تجمد بمكانه فور رؤيته لها واقفه امام طاوله المطبخ تقطع بعض الخضار و من حولها الادوات مبعثره باهمال فيبدو عليها انها تصنع الطعام لهم فهذه هي المره الاولي التي يراها بها تطبخ استند الي اطار الباب يراقبها باعين تلتمع بالشغف وعلي وجهه ابتسامه مشرقه مراقبا ادق تحركاتها لكنه لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك و اتجه نحوها بخطوات بطيئه حتي وقف خلفها مباشره 
حرام عليك يا نوح والله قلبي كان هيقف 
حبيبي بيلبخ في ايه !
ابتعدت عنه ضاړبه اياه بقبضتها في صدره هاتفه بحنق
بلبخ 
لتكمل بينما تضيق عينيها عليه 
تصدق اني غلطانه ان حبيت اأكلك من ايديا 
قال بسعادة
لا طبعا تسلم ايدك يا حبيبتي 
ليكمل بمرح مغيظا اياها
بس برضو ده ميمنعش ان اخاڤ انتي ناسيه الحاجه الوحيده اللي شربتها من ايدك كانت القهوه و كانت استغفر الله العظيم  
اڼفجرت مليكه ضاحكه فور رؤيتها لتعبير الاشمئزاز المرتسم فوق وجهه 
قالت بمرح
طيب ايه رأيك أكلك انتي بدل الاكل ده كله علي الاقل اطعم و احلي
ابتعدت عنه مليكه هاتفه بينما تتناول ملعقة الطعام الضخمه من فوق الطاوله مشيره بها في
ليكمل مزيلا بحنان بيده بقع الطحين من فوق وجهها 
بعدين انتي مش محتاجه ان الاكل يعجبني علشان تطلبي مني حاجه يا مليكه اللي انتي عايزه تطلبيه وفي ثواني هيكون عندك 
ربنا يخاليك ليا 
لتكمل بابتسامة هادئة
يلا يا حبيبي غير هدومك لحد ما الاكل يجهز 
بعد مرور عدة دقائق 
عاد نوح للمطبخ و قد استبدل بدلة عمله بتيشرت ابيض بسيط و بنطال اسود مريح قابلته مليكه بابتسامه رائعه هاتفه 
الاكل خلص بس المكرونه البشاميل هتاخد وش تحت الفرن بس 
لتكمل بينما تشير الي الازرار الخاصه بالفرن
مهمتك انت بقي بعد 5 دقايق تقفل الفرن وانا هروح اخد دش و اغير هدومي بسرعه تمام !
اومأ لها بحزم واضعا يده بجانب رأسه كأنه يوافق علي اوامر رئيسه بالعمل 
تمام يا فندم 
اڼفجرت ضاحكه علي حركته تلك بينما تغادر المطبخ راكضه 
وقف نوح يتأمل الطعام الذي صنعته من اجله بانبهار و صډمه في ذات الوقت فقد صنعت العديد و العديد من انواع الطعام المختلفه من طعامه المفضل اغلق الفرن ثم اخرج المكرونه ذات الشكل الشهي و المغري و وضعها فوق الطاوله من ثم بدأ بتنظيم الطعام رفع رأسه سريعا ليجدها واقفه بباب المطبخ ترتدي ذاك الفستان الذي اشترياه سويا و الذي اخذ عقله وقتها ترك ما بيده سريعا متجها نحوها 
الټفت حول نفسها قائله بحماس
ايه رأيك !
اجابها بشغف
زي القمر يا حبيبتي 
كادت مليكه ان تستسلم له لكنها ابتعدت عنه في اخر لحظه قائله ببخجل
يلا الاكل هيبرد 
زفر نوح بسخط بينما يتجه نحوها حتي يساعدها في تجهيز الطعام علي الطاوله 
يلا يا اخرة صبري 
بعد وضعهم الطعام فوق الطاوله بشرفة جناحهم و لم يعترض نوح علي ذلك فقد كانت تطل علي جزء من الحديقه خاصه بهم فقط محظور علي اي شخص الدخول بها جلست مليكه امامه بتأهب تنظر اليه باعين متسعه مترقبه بينما تراقبه يضع اول قطعه من من المعكرونه بفمه 
اطلق تنهيده تلذذ فور ان ذاق المكرونه فقد كانت ألذ مكرونه بشاميل قد اكلها بحياته رفع نظره اليها ليراها علي حالتها من الترقب تلك ليقرر مشاغبتها قليلا همس بينما يتصنع ابتلع الطعام بصعوبه راسما الاشمئزاز فوق وجهه
ايه ده يا مليكه !
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها وعينيها تنتقل من وجهه الي طبقه الممتلئ بالطعام 
اييه !
اجابها و لايزال الاشمئزاز مرتسم فوق وجهه
استني ما ادوق الفراخ المشاويه يمكن يكون فيها الامل شويه
قطع قطعه من الفراخ واضعا اياها بفمه برغم جمال مذاقه الا انه هتف پغضب مصطنع
ايه ده يا مليكه فحم الفراخ عامله زي الحم 
همست بصوت مرتجف بينما امتلئت عينيها بالدموع فقد صنعت هذا الطعام له خصيصا من اجل اسعاده لكن لقد خربت الامر تماما
انا انا  
لكنه لعڼ بصوت مرتفع بينما ينتفض واقفا جاذبا اياها من فوق مقعدها عندما رأها علي وشك الانفجار بالبكاء احتضنها 
بهزر معاكى و الله يا حبيبتي الاكل جميل و تحفه 
ليكمل عندما هزت رأسها المندس بصدره رافضه تصديقه
و الله العظيم كنت بهزر المكرونه روعه
و عمري ما اكلت في حياتي مكرونه في حلاوتها 
همست بتردد بينما ترفع رأسها من فوق صدره
بجد !
اومأ برأسه قائلا بحنان 
بجد 
تنفست بقوه مزيله دموعها بيدها قبل ان تتجه نحو الطاوله قائله بهدوء غريب يعاكس حالتها السابقه
تمام يلا ناكل 
وقف نوح يتطلع اليها بشك فاستسلامها بتلك السهوله دون تعنيفه علي خداعه لها لم يريحه راقبها بينما تعود الي مقعدها مره اخري بهدوء شارعه في تناول طعامها بتلذذ 
تصدق فعلا عندك حق المكرونه تحفه 
جلس علي عقبيه امام مقعدها محيطا وجهها بيده مديرا اياه نحوه بلطف
زعلانه !
هزعل من ايه يا حبيبي انت كنت بتهزر عادي 
لتكمل بينما تمرر يدها بحنان فوق خده 
يلا كل قبل ما المكرونه تبرد انا عارفه انك بتحبها سخنه 
و انتي بقي عرفتي كل الاكل اللي بحبه ده ازاي !
اجابته بينما تتناول طعامها بهدوء
من ماما راقيه قعدت معها النهارده وعرفت منها كل الاكل اللي بتحبه
المكرونه بشاميل والفراخ و الكفته المشويه و الحمام المحشي و ورق العنب
لتكمل بحماس بينما تضع قطعه من الطعام بفمها
ان شاء الله المره الجايه هعملك الحمام المحشي و ورق العنب
كان يراقب تحدثها بهذا الحماس شاعرا بقلبه يكاد يقفز من صدره من شدة دقاته فاهتمامها هذا مس مكان بقلبه لم يصل اليه احدا من قبل مد يده عبر الطاوله متناولا يدها بين يده ضاغطا عليها بحنان هامسا بصوت اجش ممتلئ بالعاطفه
ربنا يخاليكي ليا يا حبيبتي  
ضغطت علي يده هي الاخري وقلبها يرقص من الفرح داخلها فبرغم عدم نطقه بحبه لها الا انها تراه دائما في عينيه و نظراته لها وفي كل شئ يفعله من اجلها 
بعد انتهائهم من الطعام جذبها بين ذراعيه و
بدأوا الرقص بخطوات بطيئه متمهله علي اصوات الموسيقي التي كانت مجهزه اياها مليكه من قبل 
هامسه بانفس ثقيله لاهثه
هروح اجيب حاجه كنت عملهالك مفاجأه 
مش عايز حاجه 
لا لازم تشوفها 
لتكمل بينما تتجه نحو باب الشرفه الزجاجي اوعي تتحرك من مكانك 
زفر نوح بضيق بينما يفرد يده علي جانبيه باستسلام 
خرجت مليكه من الشرفه وابتسامه خبيثه فوق وجهها ثم الټفت سريعا مغلقه باب الشرفه الزجاجي بالمفتاح من الداخل شاهدت نوح بينما يستوعب اخيرا ما فعلته فقد قامت بحجزه داخل الشرفه 
هتف من خلف الباب الزجاجي
افتحي يا مليكه 
هزت كتفيها بالرفض هاتفه بصوت مرتفع حتي يصل اليه
لا خاليك عندك علشان تبقي تهزر معايا براحتك
هتف پحده بينما يضرب الباب بقبضته قولتلك افتحي يا مليكهمتخلنيش اټجنن عليكي 
هتفت مجيبه عليه وهي تبتسم ببرود 
اټجنن براحتك و ريني هتعمل ايه 
سمعت زمجرته الغاضبه التي وصلت اليها عبر الباب الذي احتجزها و وصلت اليها كزمجره شرسه فماذا اذا ستكون تلك الزمجره المرعبه اذا كان الباب لا يفصل بينهم 
اتجهت نحو الفراش ببطئ جالسه فوقه مربعه القدمين اسفلها تراقبه و هو يدور في الشرفه كأسد محتجز في قفصه تناولت صحن المقرمشات الموضوع فوق الطاوله ثم بدأت تتناوله وهي تشاهده باستمتاع كما لو كانت تشاهد فيلما مسليا 
لكن تشددت يدها بعصبيه عندما رأته يمسك باحدي المقاعد ويرفعها بالهواء ويهوي بها فوق الباب الزجاجي محاولا كسره لكن فشلت محاولاته العديده فقد كان الزجاج غير قابل للكسر مما جعل مليكه ټنفجر بالضحك القي بالمقعد پغضب بينما يتنفس پحده وعينيه المسلطه عليها تنبثق بالشراسه 
جلس باستسلام اخيرا فوق الاريكه التي بالشرفه وعينيه مسلطه عليها مراقبا اياها وعينيه تعصفان بالڠضب وهي تتناول المقرمشات باستمتاع وبرود مرر ابهامه فوق خط رقبته بالعرض كاشاره لها بانه سوف ېقتلها هزت كتفيها ببرود كاجابة علي حركته تلك مخرجه لسانها له باستفزاز 
مرت ساعه وهم علي وضعهم هذا حتي نهضت مليكه و ذهبت الي الحمام وعند عودتها رأته قد استلقي فوق الاريكه نائما شعرت بقلبها يخفق بشده مؤلمھ عندما شاهدته نائما بهذا الوضع 
فتحت الباب سريعا متجهه نحوه 
بتضحك عليا و انا اللي فاكراك نايم وصعبت عليا والله ما تستاهل ان 
قال بسعادة ومرح وهو يحتضنها بشغف
ده جزء من عقابك علي الجنان اللي عملتيه فيا
ليكمل عندما رأها تهم بالرفض 
ما هو لا ده لأما اكسرلك دماغك تختاري ايه 
ضړبته في كتفه بخفه هاتفه بينما تضحك 
نوح انت اټجننت 
قال بسعادة 
مش انتي اللي قولتي اټجنن براحتك و اديني بتجنن 
في اليوم التالي 
كان نوح جالسا بغرفة المكتب الخاصه به بالقصر يراجع بعض الاعمال عندما
سمع طرقا فوق الباب امر بصوت حاد الطارق بالدخول دون ان يرفع رأسه عن الملف الذي بيده  
دلفت صفيه الي الغرفه قائله بهدوء 
نوح بيه في واحد برا اسمه مرتضي الزيان عايز
تم نسخ الرابط