غرام المغرور بقلم نسمة مالك
المحتويات
فندم
قالها الرجل بلهجة جادة وحاده بعض الشئ رمقته خديجة بنظرة متعجبه مغمغمه
مساء النور أفندم!
لم يبتسم لها ابتسامة مجاملة حتي واجابها بنفس نبرته التي أزدادت حدة قليلا
أنا هاشم الرفاعي رئيس الحرس اللي بعته المقدم غفران المصري
االفصل ال
بحديقة قصر الدمنهوري
إلهام
غمغمت إيمان بابتسامة واسعه تدل على فرحتها الغامرة يسمع منك ربنا يا خالتي
تنهدت إلهام بصوت عال وتحدثت بقلق قائله
يا تري يا إسراء يا بنتي عاملة أيه
ضحكت إيمان بخجل قائله
عروسة يا خالتي الله يعني هتكون عامله أيه ادعليها ربنا يفرح قلبها ويعوضها خير عن التعب اللي شافته
ما انا بدعيلها والله يا بت يا إيمان وبدعيلك انتي كمان يا حبيبتي بس انا قصدي ان بنتي پتخاف أوي من صغيرها عمرها ما كانت ترضي تركب مرجيحه ولا عجلة ولا مركب في النيل زي زميلاتهاواتحايل عليها أقولها يابنتي العبي وأفرحي معاهم تقولي لو ركبت المرجيحة ولا مركب بحس أني دايخة جامد وبفضل أرجع
أمال هتعمل أيه بقي وهي راكبة الطيارة ومتشعلقة بين السما والأرض كده!
ربتت إيمان على يدها برفق متمتمه بابتسامتها الحانية أنا عارفة يا خالتي إن إسراء خوافة بس اطمني جوزها معاها وشكله بيحبها أوي وحبه ليها هيطمنها ويضيع خۏفها دا متقلقيش
حاجبيها وتطلعت لما تنظر له وجدت تامر زوج إيمان يقف على مسافة منهم برفقة رئيس الحرس الجديد هاشم الرفاعي
يقف بهيبة وهنجعيه تليق به كثيرا يرتدي بدلة أنيقة من اللون الأسود وقميص من نفس اللون يخفي عينيه الثاقبه التي تتابع كل شيء حوله بتركيز شديد خلف نظارة شمسية ويتحدث من حين لأخر بجهاز اللاسلكي الموضوع بأذنه يملي أوامره على طاقم الحراسة الخاص به بمهارة واحترافيه
شكله شديد أوي اسم النبي حارسة هاشم دا مش كدة يا خديجة يا أختي!
أنتبهت خديجة على نظرتها التي اقتربت للبلاهه قليلا وابتعدت بنظرها عن هاشم الذي انبلجت شبه ابتسامة على ملامحه الصارمة اخفاها سريعا حين لمح توترها وتفهم أن إلهام قد لاحظت نظرتها
له فعينيه تراقبها من خلف نظارته
قالتها خديجة برقتها المعهوده وقد توردت وجنتيها بحمرة الخجل حين رأت نظرة إلهام العابثه لها وابتسامتها الواسعه تخبرها بها أنها قرأت ما يدور بخاطرها وإعجابها بهذا ال هاشم ظاهر على ملامحها البريئه بوضوح
ابتلعت لعابها بصعوبة وهبت واقفه فجأة وتحدثت باستعجال قائله
أنا هروح أشوف مارفيل وديمة صحيوا ولا لسه
اقعدي بس يا خديجة ما أنتي قولتيلي قبل كده أنهم بيصحوا المغرب ولا بعد المغرب كمان عايزاكي تتصلي على فارس واسراء نطمن عليهم الأول نشوفهم وصلوا بالسلامة ولا لسه
هتصل عليهم حالا من عنيا يا لوما
قالتها خديجة بابتسامة وهي تجلس مره ثانيه وامسكت هاتفها تطلب رقم فارس زمت شفتيها وقالت بأسف
التليفون مغلق برضوا يبقوا في الطريق لسه
توصلي بألف سلامة أنتي وجوزك يا إسراء يا بنتي غمغمت بها إلهام بسرها وهي تمسد بيدها على شعر حفيدتها الكستنائي الحريري الذي يشبه شعر ابنتها بالمثل
هبت خديجة واقفة وتحدثت بخجل وارتباك قائله
أنا هروح اعمل حاجة نشربها كلنا
وماله يا حبيبتي وبالمرة اعملي حساب أسى الأستاذ هاشم معاكي
بمكان آخر
جزيرة الجفتون من أجمل مواقع الغردقة و من أهم المقاومات السياحية
هبطت الطائره الهليكوبتر الخاصة بمجموعة شركات الدمنهوري
على جزيرة الجفتون giftun island
تعتبر هذه الجزيرة الأولى من حيث الأهمية للقطاع السياحي حيث أنها الجزيرة الوحيدة المسموح بالنزول عليها تتميز بموقعها القريب من مدينة الغردقة وبرمالها الناعمة وما يحيط بها من مواقع غوص وتعتبر من أفضل الأماكن السياحة
هبطت الطائره على مقر خاص بها أعلى إحدي الفنادق الذي يملكها فارس
من أفخم وأشهر فنادق الغردقه
وصلنا يا روحي
رفعت رأسها ببطء ونظرت له بملامح شاحبه من شدة خۏفها وهمست برجاء بصوت مرتعش متقطع
الحمد لله نزلني بقي يا فارس بسرعة بالله عليك
تعرقت جبهتها بشدة ارتجف جسدها بين يديه بقوة وشعرت بالهواء ينسحب من رئتيها وقبضت على يده فجأه بأناملها الباردة
أهدي حبيبتي متخفيش أنتي في حضڼي
أردف بها فارس وهو يقوم بفك حزام
الأمان من حوالها وحزامه أيضا
لف يده حول خصرها ورفعها بيد واحده وهب واقفا بحذر وهبط بها بتراوي على درج الطائره حتي وقف على الأرض
شهقت هي بضعف وهمست بوهن
فارس نزلني عايزه أرجع
هات باسكت بسرررعه
قالها فارس بلهجة حادة لإحدى حراسه الذي هرول مسرعا وعاد حاملا صندوق صغير وضعه أمامها أرضا
أنزلها بحرس شديدوطوقها بذراعيه القويتين ظهرها مقابل صدره ومال معها للأمام لتبدأ هي تتقيأ پعنف وتأن پألم حاد
بينما هو يمسد على معدتها بحنان بالغ متمتما بلهفه
خدي نفسك براحة إسراء أهدي يا روحي متخفيش أنا معاكي
أنا أسفه بس دي أول مرة اركب طيارة والله
همست بها بصعوبة بالغة من بين آهاتها الحادة
هششش أهدي أنا عارف
قولتلك بلاش أنا اركب الطيارة وأنت اللي صممت
رفعت وجهها ونظرت له بأعين متسعه وقد أشتعلت وجنتيها بحمرة قاتمة بينما هو التمعت عينيه ببريق متوهج من شدة إشتياقه ورغبته بها
أنت مش قولتلي عندك أجتماع مهم
هطمن عليكي الأول وبعدين احضر الاجتماعوأرجع اطمن عليكي تاني وتالت ورابع
سيطرت على مشاعرها معه بصعوبة بالغة ودفعته عنها من كتفيه بكلتا يديها بضغف
أنا اللي عايزه اطمن عليك يا فارسوعايزة أعرف أنت ناوي على أيه الأول مع مامتك وديمة
ابتلعت غصه مريره بحلقها وحاولت كبح عبراتها التي خانتها وهبطت ببطء على إحدي وجنتيها وهمست بنبرة يملؤها الآسي
أنا ماعنديش إستعداد أبدا أخسرك ولا هستحمل أشوفك داخل عليا في يوم متعور ولا سايح في دمك زيي ما شوفتك قبل كده مش هستحمل أشوف حياتك في خطړ كده دايما وممكن لقدر الله تروح مني في أي وقت
صمتت لبرهه واجهشت بالبكاء مكمله بجمله جعلت قلبه يعتصر ألما وكأن تلقي طعنه قوية پسكين بارد حين قالت بتقطع
أنا عايزاك أنت اللي ټدفني يا فارس فاهم
طال عناقهما وكل منهما لا يود الإبتعاد عن الأخر لعل هذا العناق المحموم يهدأ ارتعاد قلبهما
عادت ملامح فارس الهائمه بها لصرامتها فجأه وسار بها نحو الفراش اجلسها عليه برفق وجذب مقعد وجلس عليه أمامها ممسك يدها بين كفيه
ساد الصمت للحظات تقطعه صوت شهقاتها التي تجاهد للسيطرة عليها رغم
أن هناك جزء بقلبه أكثر من سعيد بخۏفها هذا عليه إلا
أن جملتها الأخيرة جعلت الفزع والړعب يتملك منه خائڤ عليها هي أكثر من نفسه
قوليلي الأول حاسه إنك أحسن دلوقتي
حركت رأسها بالايجاب وهمست بستحياء
الحمد لله أحسن شوية
وضعت يدها الصغيرة على وجنته وتابعت بابتسامتها الخلابة
اتكلم قولي اللي جوه قلبك أنا سمعاك
أخذ نفس عميق وتحولت ملامحه لأخري شرسه مدمدما
اطمني أنا ناوي على كل خير وهاخد حقي وحقك وحق ديجا كمان من اللي هددوها بيا علشان كدة قالتلك تسبيني اتجوز ديمة
صمت لوهله يلتقط أنفاسه وتابع وهو يصطك على أسنانه پغضب وغيظ شديد
مارفيل هتاخد عقابها على كل اللي عملته فيا
بس عايزه أقولك حاجة مهمة لو هي نسيت إنك ابنها أوعى أنت تنسي أنها أمك يا فارس
قالتها إسراء وهي تمسد بكف يدها على صدره وكأنها تمتلك مفعول السحر
لمحي الألم الحاد الذي يكمن داخل قلبه بحركتها هذه التي بات يعشقها فارس مؤخرا
فاكر يا إسراء وعمري ما نسيت أنها أمي وإلا كان زماني مخلص عليها من ساعة ما عرفت أنها هي اللي ورا كل محاولات القټل اللي اتعرضت ليها في حياتي
صمت لبرهه وتابع بتأكيد
وبالنسبة لخطوبتي من ديمة أنا هنهيها الليله و مش هاتجوزها طبعا لأني ببساطة
غمز لها بمكر مكملا بشقاوة لا تخلو من وقاحته
بحب مراتي اللي هي أنتي يا بيبي
ومستحيل واحدة غيرك أنتي تشيل أسمى أو حتي تدوق حضڼي يا إسراء
حضڼي وقلبي وكلي ملكك أنتي وبس يا بيبي ودلوقتي بقي سبيني اطمن عليكي بطريقتي وكمان في مفاجأت كتير عاملها ليك انهارده أنا واثق أنها هتعجب القمر بتاعي
أشتاقك يا نبع الډماء بأوردتيواطمئني ساحرتي لن أتخلي عن قلبك الذي ينبض بحبي فقط أحبيني أكثر وأكثر ودعيني أنا أغمرك بعشقي
بتجيب الكلام اللي يجنن دا منين بس يا أبو الفوارس!
بالقصر
يعني ايييييه سافر فجأة يا ديجا!
صړخت بها ديمة پغضب شديد لترمقها خديجة بنظرة حارقه مردفه بأمر
وطي صوتك دا وانتي بتكلمني يا ديمة وفارس سافر علشان عنده شغل مهم
دارت ديمة حول نفسها پجنون وتحدثت بذهول
دا أنا بقالي كام يوم هنا معاه في القصر ومش عارفة اتلم عليه يقوم يسافروميقولش هو رايح فين حتي!
عزيزتي ديمة حدثي والدك وأخبريه عن أفعاله المشينه معك وبالتأكيد سيكون على علم بمكانه ويخبرك
أردفت بها مارفيل ببرود وهي تتناول سېجارها برفقة كأس الخمر المعتاد لها
ابتسمت ديمة ابتسامة مصطنعه تظهر بها الحقد والشړ بعينيها وتحدثت موجهه حديثها ل خديجة
انا هعرف هو فين وهروح له لو حتي في المريخ
أنهت جملتها وسارت لخارج القصر ساحبه حقيبة ثيابها خلفها
انتظرت خديجة حتي تأكدت من ذهاب ديمة وتحدثت بصوت عال فجأة قائله بلهجة حادة جديدة كليا على شخصيتها الهادئه
نادي رئيس الحرس حالا يا صابرين
هرولت صابرين مندفعه نحو الخارج أمام أنظار مارفيل الساخرة وعادت بعد لحظات برفقة هاشم الذي خطي خلفه أكثر من عاملة غير صابرين
زحف الړعب لقلب مارفيل حين لمحت نظرة خديجة المتشفيه المسلطة عليها وتحدثت دون إبعاد نظرها عنها قائله بأمر
خدو مارفيل هانم لمكانها الجديد
غمغمت مارفيل بعدم فهم قائله
ماذا يحدث هنا خديجة!
ابتسمت لها خديجة ابتسامة زائفه مردفه بأسف مصطنع
حان وقت عقابك مارفيل
بعد مرور عدة ساعات
خيم الليل بستائره السوداء التي تلتمع بها رونق النجوم
داخل الجناح الخاص ب فارس وساحرته
على فراش وثير مملوء بأروع الورود من اللون العنابي والأبيض وعلب من القطيفه تحتوي على أرقى و أفخم المجوهرات وقطع الماس التي تعتبر نادره
تغص إسراء بينهما بنوم عميق من شدة إجهادها
رنين الهاتف المستمر جعلها تتملل بنومها بعدما شعرت ببروده تجتاح أوصلها حين وجدت نفسها وحيدة بالفراش ليست داخل حضڼ زوجها الذي يحتويها ويضمها بحماية تطمئن قلبها وتشعرها بالدفء والأمان
فتحت عينيها ببطء واعتدلت جالسه بتكاسل تبحث عنه في الغرفة ذات الإضاءة الخافته
ليصدع رنين الهاتف مجددا فمدت يدها ورفعت السماعة وضعهتها على أذنها ليأتيها صوت والدتها تتحدث بلهفه
الو إسراء انتي معايا يا ضنايا
دمدمت إسراء بصوت هامس امممم أيوه ياماما انا معاكي يا حبيبتي طمنيني عليكي وعلى إسراء عاملة أيه وديجا كمان
أطلقت إلهام أنفاسها الحبيسه أثر قلقها عليها وضحكت بعبث قائله
احنا زي الفل طمني قلبي عليكي أنتي وعلى أحوالك يا حبيبة أمك
تنهدت إسراء براحة وهي تتقلب بين الورود وتستنشق عبيرها بستمتاع مغمغمه
أنا
متابعة القراءة