الثلاتة يحبونها
المحتويات
أن يجد شروق..ولن يهدأ له بال حتى ...يجدها.
الفصل الثامن عشر
..إبتسمت بحنان وهي تتذكر معاملة يحيي لها منذ أن إستيقظت فى تلك المستشفى وألقى إعترافه بحبها أمامها..لقد عاد يحيي كما كان بالماضي ..هذا المحب المندفع.. الشغوف الحنون..يعاملها مجددا كأميرته الصغيرة المدللة..لم يعد يعبس فى وجهها أبدا..بل تشمل ملامحه دائما نظرة العشق التى كانت تراها بالماضى..وهاهي دقات قلبها تعلوا عندما تتذكر تلك النظرات التى يرمقها بها..لتضع يدها على خافقها تهدئه قليلا قائلة بهمس
لتنفض رأسها قائلة
لأ طبعا ..إنتى أكيد إتجننتى.. نسيتى وعدك لأختك..طيب لو كنتى نسيتى وعدك..فنسيتى كمان إنه إتخلى عنك زمان..مش يمكن يتخلى عنك تانى..ويجرح قلبك من جديد..قلبك اللى دلوقتى هيطير من نظرة عشق أو كلمة بحبك اللى قالها..ما هو كمان قالها زمان..وفى أول إختبار لحبكم نساها ..وفشل فيه..خليكى عاقلة يارحمة وإوعى تضعفى..عشان فى الآخر متندميش.
قالت بشرى بغيظ ما إن دلفت لشقة مجدى
نفدت منها بنت الأبالسة..إزاي..أنا هتجنن
عقد مجدى حاجبيه قائلا
مين دى ونفدت من إيه
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق
بقولك إيه يامجدى متجننيش معاك إنت كمان..هيكون مين غيرها..ست رحمة طبعا.
إنتى عايزة تفهمينى إن رحمة نجت من جرعة السم اللى
إديتيهالها..مستحيل طبعا.
نظرت إليه قائلة بغيظ يأكل قلبها
حظ أبالسة..تقول إيه..من حظها إن واحد وقع الكاس من إيدها فمكملتش كوباية العصير وكمان رجعت شوية ..فاللى فضل فى
معدتها حاجة بسيطة متموتهاش..وأهي راجعة الفيلا النهاردة وكأننا معملناش أي حاجة.
وعرفتى منين
قالت پحقد
من فتحى.
قال مجدى
حظ أبالسة فعلا..ليها عمر صحيح.
قالت بشرى پغضب
لازم أشوفلها حاجة تانية تغورها فى ستين داهية..أنا خلاص مش قادرة أستحمل العيشة فى الشقة دى وعايزة أرجع بيتى يامجدى.
أمسك مجدى بكتفيها يمسدهم قائلا
طب إهدى بس..روقى أعصابك وتعالى نشرب كاسين..نظبط بيهم دماغنا ونفكرلها فى حاجة تانية.
مش هينفع أقعد وأشرب..مراد اليومين دول حالته حالة ومتعصب على الآخر..مش عارفة ماله بس..بيتلككلى ع الفاضية والمليانة..أنا عايزة ألحق أرجع البيت قبل ما يرجع.
عقد مجدى حاجبيه وهو يقول بضيق
والباشا بيرجع إمتى
هزت كتفيها قائلة
ملوش مواعيد..اهو بيطب فى أي وقت.
أيوة يامراد.
إستمعت إليه لثوان قبل أن تقول
طيب تمام..متقلقش..سلام.
أغلقت الهاتف لينظر إليها مجدى بإستفهام لتعقد حاجبيها قائلة
ده مراد..بيقولى إن وراه شغل متأخر..وإحتمال يبات فى الشركة.
وإحنا مستنيين إيه بس ..تعالى معايا.
قالت بشرى
إستنى بس يامجدى...
أدخلها مجدى حجرته وأغلق الباب
دلف يحيي إلى الحجرة ليتوقف فجأة متجمدا وهو يطالع فاتنته الواقفة أمام الدولاب تقف على أطراف أصابعها تحضر شيئا ما من أعلى الدولاب..بينما تمسك
فستانا بيدها الأخرى.. على الإقتراب ليغلق الباب بهدوء خلفه ويلف المفتاح فيه ليسكره تماما..وسط نظرات رحمة التى تجمدت مكانها يدق قلبها پعنف ټلعن غبائها الذى يجعلها تنسى إغلاق الباب جيدا كلما أخذت حماما..كلما تقدم يحيي بإتجاهها بعيونه الغائمة تلك..كلما أدركت رحمة أنها هالكة لا محالة.. قائلة بإضطراب
خير يايحيي
توقف يحيي أمامها تماما ليمد يده ويأخذ ذلك الفستان من يدها يعلقه بالدولاب..وسط حيرتها ثم يمسك يديها بين يديه ليدق قلبها ويتعالى صوت أنفاسها وهو يقول
خير ياقلب يحيي..
مش آن الأوان يارحمة ننسى اللى فات ونكون لبعض.
..لتقول بضعف
يحيي أنا..وإنت....
قاطعها قائلا بعشق
أنا وإنتى بنحب بعض..دى حقيقة إحنا الإتنين عارفينها..ومتأكدين منها..
ليمسك بكتفيها
إحنا لازم ننسى كل حاجة تانية ومنفتكرش غير حاجة واحدة وبس..إنتى بتحبينى..وأنا بحبك..صح يارحمة..قولى إنك بتحبينى أد ما أنا بحبك..قوليها.
شعرت رحمة بأنها تفقد كل ذرة مقاومة تمتلكها ولكن وعدها لأختها وقف حائلا دون إستسلامها لتطرق بحزن قائلة
مش هينفع يا يحيي ..صدقنى مش هينفع.
ليرفع ذقنها بيده قائلا
لأ هينفع..متنكريش إنك بتحبينى ..عيونك بتقولها..
لتلبى رجاءه على الفور قائلة بعشق
بحبك يايحيي..بحبك.
لتلتمع عيناه ويدق قلبه طربا لسماعه كلمات الحب
دلف مراد إلى تلك الحجرة التى لطالما جمعتهما سويا..هو وشروق....تلك الحجرة التى كان يشعر فيها براحة وسعادة ظللوا حياته لسنوات..والآن إختفوا بإختفائها ..توقف أمام المرآه ومرر يده على أدوات زينتها..أمسك زجاجة عطرها ونثر بعضا منه أمامه ثم إقترب يستنشقه بشغف..يغمض عينيه ويتخيلها ..تتمثل بالفعل أمامه ..يمد يديه ليحتضنها ولكنه يجد فراغا..ليفتح عينيه فى ألم ويمرر يده فى شعره بعصبية ..يلوم نفسه على ضياعها منه..على إكتشافه مشاعره..ولكن بعد فوات الأوان..فقد ضاعت منه ربما للأبد..فلا يعرف لها مكانا آخر ولا عائلة لها فقد كان هو كل عائلتها وخذلها رغم علمه بذلك..هجرته وحتى هاتفها أغلقته بدوره فلا يستطيع حتى محادثتها والتوسل إليها كي تعود إليه..تبا..كم هو مؤلم غياب من نحب.
فتح الدولاب مازال يضم ملابسهاإلى صدره..يدرك الآن من هذا الشعور القاټل بالألم فى قلبه نتيجة بعد شروق عنه.. أنه ربما أحب رحمة يوما ولكنه لم يحبها بقوة كما يعشق تلك الرقيقة التى تزوجها ..والتى وبمجرد أن يتخيل الآن بأنها قد تختفى من حياته للأبد..يشعر بأنه ېموت..تسحب أنفاسه منه....حرفيا.
نهض يحيي بسرعة وقد إتسعت
متابعة القراءة