رواية ممتعة وشيقة بقلم زيزي محمد

موقع أيام نيوز

حاولت الركض بنفس سرعته ولكن فشلت لسرعته الرهيبة وصلت بأنفاس لاهثة خلفه

_ مالك استنا في إيه !

الټفت نحوها ينظر لها بعيون مشټعلة من الڠضب وعروق وجهه تنتفض بقوة ف بدا كالثور الهائج الذي يود أن يقتلع رأس أحدهم غير عابئا بمن يقف أمامهخرجت الحروف من فمه غليظة وصوت غاضب جهور 

_ انتي هاتنجنينيهو ايه اللي في أيه هي مش بنتك كانت ضايعة من شوية وكنتي هاتموتي فيها واغمى عليكي بتسألني في ايه ازايآآه ازاي أسالك في ايه وانتي بتحاولي تصححي علاقتك بخالك حتى لو على حساب ڠضبي او بنتك

مالك انا حاولت انقذ الموقف ومزعلوش مننا ويكره ندى زي ما بيكرهني

جحظت عيناه بغيظ منها ليقول أهو شوفتي بقيتي متعقدة منه وهاطلعي عقدك علينااا

لم ترد لم تحرك جفنيها حتى لقسۏة كلماته لملمت شتات نفسها ولم تعقب على حديثه اكتفت بالصمت وبنظرة حزن نظرة بها ألف معنى ومعنى ومن أخطأ وحده القادر على فك شفرتها العتاب معه الان سيضاعف من حزنها والام قلبها من الافضل الاكتفاء بالصمت وبتلك الاشارات التى ارسلتها عبر

نظراتهاااخرجت من الشقة بسرعة تمنع نفسها من البكاء حثت نفسها على التحلي بالقوة ولكن أين تلك القوة وهي تراقب صعود مريم السريع نحو سطح البناية

_ مريم مالك!!

اجابتها وهي تكمل الصعود بخطوات واسعة ونبرة مرتعشة مفيش

كادت أن تلحقها ولكن صعود عمرو خلفها منعها وجعلها تتوقف وتراقب ذلك المشهد بصمت ابتسمت بسخرية لنفسها ها هي تتخطى أمر شجارها معه وتصب انتباها نحو هؤلاء العاشقين التي أوشكت علاقتهم على

 

الانتهاء لو تهور أحد الطرفين في لحظة جنون 

وصلت مريم لسطح البناية تتنفس پغضب تحاول إيجاد بعض من الهدوء أو الثبات النفسي والانفعالي لديهااا ولكن أين تجده وذلك الوقح خلفها دوما يشعل فتيل ڠضبها ويتساءل بعدها بكل براءة أين هدوءك!!

التفتت بجسدها تشير بأصبعها نحوه بكل عصبية بقولك إيه يا عمرو كلمة كمان وانهي الحوار ده حالا

تهدده بكل جراءة وكأن العصمة بيدها بلهاء حقا حتى في تهديداتها الطفولية رمقها ببرود ظاهري قائلا اهربي حلو بعصبيتك اهربي خاېفة أعاقبك على فعلتك المهببة

_ نعمنعمبقولك إيه بلاش أنت تتكلم علشان متخسرش

صدرت منه ضحكات ساخرة عندما لانت ملامحه من علامات الدهشة التي استوطنتها بعدما رأها لأول مرة على هذا النحو الله أكبرمريم هانم هاتردحليطلعي يالا اللي جواكي

_ وعندي استعداد اقټلك لو اثبتلي فعلا انك پتخوني انا مضيعش سنين عمري علشان ست ريتا دي تخطفك منيفاهم

 

_ مريم أنتي هنا

اقتربت مريم منها قائلة بصوت مرتبك آه هنا

تحرك عمرو نحو الباب لافتا لها بصوت جعله أكثر خشونة هانتكلم بعدين في اللي أنتي هببتيه يا مريم

انتفضت على يد ليله المتسائلة في فضول هيبتي إيه!!

اجابت ببرود بعدما أخرجت تنهيدة قوية منها ولا أي حاجة اكتشف أن رابطة الواتس بتاعة بالواتس بتاعيوطبعا مضايق

اتسعت أعين ليله قائلة واكتشفتي خيانته!!

_ خيانته إيه أنا كنت براقبه أشوفه هايجيبها إسكندرية من ورايا ولا لا كنت عاوزه أشوف مدى غلاوتي عنده بس لا عمرو ميخونشعمرو يحبني

قالت جملتها الأخيرة بأعين تلمع من السعادة كلما تذكرت حلاوة مشاعرها تحت سحر قبلتهم

انتبهت على شرود ليله وكلماتها الحزينة يعني مازن ممكن ميكنش بيخوني

هتفت مريم بنفاد صبر لا بقولك إيه متفتحيش سيرة مازن بدل ما أضربك على دماغك

أجلستها ليله على الأرض قائلة بحزن اسمعي بس انهارده شوفته واقف مع شاهي اللي كانت بتحذرني منه وبتقولي شخصيتك وكيانك ومستقبلك واقفة بتدلع عليه وبتكذب عليا في التليفون

هزت مريم رأسها تحاول استيعاب حديثها غير المرتب والمفاجئ لها لا استني وأحكي من الأول واحدة واحدة 

تعلقت ليله بحديثها وهتفت برجاء وهاتقوليلي اعمل إيه بالظبط علشان أشوفه لسه بيحبني ولا لا

رمقتها مريم بفخر قائلة عيب عليكي هاساعدك طبعا وهافاجئك بذكائي

اعتدلت الأخرى تقص عليها كل شيء من بداية علاقتها بمازن بأدق التفاصيل وأخرهم علاقتها بشاهي صاحبة قشرة المرأة وكيانها

راقبت الجميع بعيونها ثم مالت نحو شريف قائلة بقلق هو أنا جيت في وقت مش مناسب يا شريف

هز شريف رأسه بنفي وهتف سريعا يحاول تبرير موقفهم لا يا سوزان بالعكس بس ندى الصغيرة اختفت وكانت مع أحمد خال مالك وكنا فاكرينها ضايعة بس حصل شد وجذب قبل ما تيجي والموضوع انتهى يعني

حركت رأسها بإيماءة متفهمه موقفهم المرتبك حولت مجرى حديثها مع شريف عن اشياءا أخرى كعملها وسكنها الجديدلاحظت بطرف عيناها دخول أحمد للبناية صحيح كان لقاؤهم ليس إلا واحدا فقط ولكن في ذلك اللقاء جذب انتباهها نحو شخصيته الغريبة والعجيبة وخاصة عندما راقبت انفعالات جسده التي تتقلب في الدقيقة آلاف المرات في وجود تلك الجميلة ندى شعرت وكأنه يصارع شيئا ما بداخله شيئا تجهل هي سببهلم تنكر أن فضولها في مرات عديدة كاد أن يدفعها نحو شريف لكي تسأله ولكن أسئلة شريف عن سبب اهتمامها تجعلها تتراجع للخلف مقررة الالتزام بالصمت والاكتفاء بالمراقبةانتبهت على يد والدة أحمد تلك العجوز الطيبة التي كلما هي ظهرت بمكان تتسع ابتسامة المرأة فرحاترى ما سبب كل تلك السعادة التي قرأتها في أعينها كلما تحدثت معها

ينير وجهها فرحا سعادتها توحي بأنها وأخيرا وجدت طوق النجاة ولكن لمن!!

قلبت الملعقة الصغيرة في المشروب الساخن راقبت انسياب حبات السكر وحبيبات الشاي معا ترى هل تذوب هي في علاقتها يوما ما مع خالها ترى هل تستطيع يوما احتضانه مثل احتضان المياه لحبات السكر والشاي

لم تجد أجابه واضحةف لونهما الذي تحول تدريجيا نحو الأسود المائل لاحمرار قليلا قد يعطيها أجابه نحو لون حياتها معه ابتسمت بسخرية عندما رأت ذلك

اللونلتهتف بتهكم

_ أسود هي الإجابة أهي واضحة

_ بتكلمي نفسك!!

انتفضت بړعب عندما التقطت أذنها صوته الرخيم الټفت بجسدها حتى تتأكد بعيونها وجوده نعم!! خالها يقف ويحادثها بنبرة صحيح يغلب الجمود عليها ولكن لا يهم يكفي فقط وجودهابتلعت ريقها بتوتر بالغ لتقول بنبرة جاهدت إن تكون ثابتة عادي أحيانا من ضغط الحياة

فاجأها بسؤاله كما يفاجئها دوما بتكرهيني!!

صمتت لبرهة تستوعب سؤاله خرج صوتها يجيبه أجابه لم يشعر قلبه بالراحة منها ولا بكرهك ولا بحبك! حقيقي مبقدرش أحدد موقفي منك

ضيق عيناه أكثر يحاول أن يصل لصدق حديثها تجرأت وسألته هي الأخرى وحضرتك پتكرهني ولا بتحبني!

تعلقت أنظارها به تنتظر أجابته

 

بقلب يدق پعنف وعقل ينتفض پخوف من أجابه قد تزهق روحها مجددا وتهوي مجددا من سابع سماء لټرتطم بأحقاد الماضي وذكرياته المؤلمة

الفصل السادسالفصول التكميلية لرواية قلوب مقيدة بالعشق

_بقلم زيزي محمد

وضعت الصغيرة بفراشها بهدوء ثم انتقلت صوب الشرفة تستكمل باقي الراحة التي تبحث عنها لأيام منذ مجيئهم هنا

جلست فوق المقعد تنظر للبحر و أمواجه الهادئة وتلك النسمة الباردة تداعب وجهها في لطف تنهيدة ناعمة خرجت من جوفها قررت خلع حجابها لتشعر بحريتها الكاملةأغلقت عيناها وأرجعت رأسها للوراء تفكر فيما حدث اليوم

_ وحضرتك پتكرهني ولا بتحبني! 

تعلقت أنظارها به تنتظر أجابته بقلب يدق پعنف وعقل ينتفض پخوف من أجابة قد تزهق روحها مجددا وتهوى مجددا من سابع سماء لټرتطم بأحقاد الماضي وذكرياته المؤلمة

راقبته بعيونها بشغف رهيب لم ينتابها من قبلجلس فوق أقرب مقعد يرمقها بنظرات غامضة

_ ليه عملتي كده انهارده إيه قصدك تحاولي تصلحي العلاقة ما بينا !

صمتت لبرهة تحدج به بقوة لما يحاول الهرب من سؤالهاابتلعت ريقها وهي تجيبه بثبات رغم انتفاضة قلبها وكأنها تقبل على امتحان صعب

_ رغم أن دي مش إجابة سؤالي بس هاجاوبك وأنت بعدها تجاوبنيأنا عملت كده علشان عارفة عصبية مالك وعارفة أن ممكن في عصبيته ممكن يخسرك وأنا محبتش يخسرك زي ما أنا خسرتك رغم إن أنا ماليش علاقة باللي حصل زمان

ابتسم ساخرا ليقول بنبرة قوية تحمل بين طياتها الحقد أزاي بقى أنتي مش بنته مش بنت اللي حرمني زمان من الإنسانة اللي بحبها وعاش حياته كسرني وكسرها ودمر حياتها

هتفت بحزن وماټأي كان أسبابه هو ماټأنا ذنبي إيه ليه تأذوني بالشكل ده!!

_ ومين أذاكي !!مش ابوكي مش هو اللي عمل فيكي كده وبعدين تقدري تقوليلي أنا أذيتك في إيه ولا عايشة على أوهام ابوكي ورأفت

اقتربت منه لتقول بنبرة باكية بنظراتك ليا بتجاهلك ليا بمعاملتك ليهم وأنا نظراتك ليا كلها كرهعايز توصلي بأي طريقة أنك پتكرهني

نهض من مكانة قائلا ببرود واديكي عرفتي أجابة سؤالك

همست بنبرة باكية وهي تراقب خروجه پتكرهني!

وقبل أن يغادر الټفت لها يرمقها في صمت طويل تسابقت الكلمات بداخله كحال مشاعره ولأول مرة يطلق العنان لمشاعره حتى تخرج من جوفه عن طريق كلمات قليلة ولكن ستكون لها أثر نفسي كبير في قلب الطرف الآخر

_ بس بدأت افتح قلبي ليكي

ألقى بكلماته دفعة واحدة ثم غادر المكان بسرعةقبل أن يعود ويهدم ما قاله بسبب ذلك الصراع الذي نشب ما بين القلب والعقل

عادت من شرودها الذي ڠرقت به لأول مرة وهي سعيدةانتبهت لجسد مالك الواقف أمامها يستند بمرفقيه فوق سور الشرفة

نظفت حلقها قائلة بهدوء أنت هنا!!

استدار بوجهه لها هاتفا بتهكم آه هنالدرجة دي مش واخدة بالك! إيه وجودي بقى زي عدمه

رفعت أحد حاجبيها بتعجب من طريقته يعاملها بجفاء وكأنها من جرحته!!!

تمتمت بحديث خاڤت أنا أقوم أحسن علشان متخنقش معاه

ارتفع صوته بضيق بالغ وكمان مش همك زعلي

تراجعت بخطواتها نحوه تنهره بضيق مماثل ولكن بصوت خاڤت حتى لا يكونوا حديث الساعة أو مضغة في افواهم لو سمحت يا مالك وطي صوتك عيب كده

دلفت الحجرة بعدما انتهت من حديثهاأما هو فلم يتراجع لو للحظة عن غضبه دلف خلفها وتحول وجهه للون الغسق ندى أنتي بتكلميني أزاي كده على فكرة أنا ليا احترامي

احتلت الدهشة مكانا بارزا من وجهها بكلمك أزاي وليه أصلا بتتكلم معايا بالھمجية دي!!

احتشد الڠضب في صوته قائلا أنا همجي!!

تبددت جرأتها لتقول بنبرة حاولت أن تكون هادئة وتخفي خلفها ذعرها أنا أقصد الطريقة شوف بتحول كلامي أزاي!

توهج وجهه كشعلة ڼار تسابقت الكلمات البذيئة بداخله ولو كان شخصا أخر أمامه سيمطره بوابل من الشتائم الحصرية

جذب متعلقاته بسرعة ثم خرج من الشقة دون أن يتفوه بأي كلمةركضت بسرعتها نحو الشرفة تبحث بعيناها عنه لم تراه انتقلت بسرعة نحو النافذة في الاتجاه الآخر وجدته يستقل سيارته وفر هاربا من شجار لو استمر به سيحزنها طيلة حياتهم

_ أنا قولتلك قولتلك يا هبلة أنا عارفة حركات البنات دي شوفي بقي نتيجة أفعالك وتلاقيه دلوقتي هايخطبها

تقلصت ملامحها پغضب عقب حديث مريم تخيلت خطبة مازن وشاهي شعرت بدقات قلبها العڼيفة حتما وقتها ستكون ذابلة كزهرة فارقت غصنها وفي ثواني هاجر الڠضب وجهها وزراها الخۏف

لتقول طيب أعمل إيه يا مريم ماشي اتنيلت وفكرت كده أعمل

تم نسخ الرابط