للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
انا اللي عملته ده صح ياسماح
تنهدت سماح بفتور وربتت على ذراعها بحنو
بصي يا ياقوت مش كل الناس ردود افعلها زي ندي ندي باين عليها لطيفه وسوء الفهم كان
غيره مش اكتر
فحركت رأسها مؤكدة
اه ندي فعلا لطيفه ورقيقه اوي ديه عزمتني على فرحها
نظرات السعاده التي احتلت ملامح ياقوت من أبسط شئ قد قدم اليها جعل سماح تدرك ان ياقوت مازالت تحتاج إلى مواجهات عده مع الحياه طبيعتها العفويه لن تصلح مع هذا الزمن ارادتها قويه عفيفه النفس مثلما تكون
لتصدح ضحكات ياقوت من عبس سماح المصطنع
لا هبقي اخدك معاياعشان معرفش السكه
فمسحت سماح فمها بكفها بعدما ابلتعت كأس المشروب خاصتها وحدقت بها بتلاعب
يعني وجودي معاكي اوريكي السكه بس
وانتهى الحوار بضحكات الصديقتان الي ان تثاوبت ياقوت ونهضت من فوق فراش سماح
انصرفت ياقوت لتتسطح سماح على فراشها تفكر في مهمتها الجديده التي اوكلتها جريدتها تلك المهمه ولن تساعدها بها الا ياقوت ولكنها لم تستطع اليوم أخبارها فهى اكثر درايه بأضطهاد حمزة الزهدي لها فلا
أن تنتظر قليلا
وضعت دفترها الذي تدون فيه ملتزماتها من راتبها الراتب الذي موعده ويجب عليها تدبير امرها به وإرسال المال لزوجه والدها كي تساعد في مصاريف اشقائها وتدفع ثمن حريتها من قيود زوجه ابيها وسم لسانها
دون اراده منها أصبحت تنظر للفتيات بالشركه التي تعمل بها ترى اناقتهم فتتمني لو ارتدت مثلهم اثواب جديده راقيه ولكن محتشمه كما اعتادت
فستان جديد فلوس للأكل فلوس للمسكن فلوس عشان جهاز ياسمين
من شقيقه بعدما اڼصدم من رده
جوازكم بعد اسبوع ولسا محبتهاش ياشهاب
واردف صارخا به
انت ايه يااخي اول مره اشوفك اناني كده
كان كالضائع وهو يستمع الي شقيقه فحركه حمزة بذراعيه بمقت
ضاق صدر شهاب من اللوم الذي يتلقاه دوما منه ومن شقيقته ناديه التي هي أساس تلك الزيجه فلولا استماعه لها ما استغل حب ندي اليه فقد أصبح مدمن لحبها وضعفها أمامه ولكنه لم يحبها فالحب جربه قديما وقد فشل فيه وحياه اللهو والعبث من جاءت بالنفع وأصبح معشوق النساء
افكاره كانت تقوده وهو لا يشعر انه سيكون في النهايه هو الأغبي والاحمق
انت يابشمهندس انا واقف بكلم مين
فدفعه شهاب عنه وهوي بجسده على المقعد الذي خلفه
كفايه ياشهاب انا مش عيل صغير قدامك جوازي من ندى هيتبني على الاحترام والتقدير وده كفايه اوي
ارتسم الجمود علي ملامح حمزة ورمقه ساخرا
كمل ياشهاب وهيتبني على حبها ليك
للحظه أدرك صدق كلمات شقيقه ولكن نهض بجديه كي ينهي ذلك الحديث
حمزة انا مقتنع ب ندي زوجه وياريت ننهي حوارنا لحد كده وياسيدي امانتك محفوظه ارتحت
لم ينتبهوا بتلك التي وقفت تستمع لحديثهم ودموعها تتساقط بآلم على حبها الذي لم تجد له مقابل
جلس جانبها يخشى ان تنفره ولكنها ابتسمت
انت جاي ترجعلي ايه تاني
ضحك على سؤالها
الحقيقه انا جاي معجب
قالها صراحة ولكن عندما وجدها اشاحت وجهها عنه ابدل حديثه
بهزر معاكي الحقيقه انا لقيت نفسي سايب شغلي وجاي على هنا
ألتفت نحوه وهي تتبع صوته مندهشه
ممكن تعتبريني عابر سبيل يامها
تعجبت من معرفته بأسمها
انت عرفت اسمي منين
ليضحك على سؤالها
أنتي ناسيه اني ظابط
واردف ممازحا وهو يتأمل ملامحها يتمنى بأنامله
عرفت اسمك يوم ما اختك اخدتك ونادت عليكي
كلمه وراء كلمه سار معها حديثهم وكان كعابر السبيل معها
لاحت له بيدها قبل أن تختفي
من صاله المطار نحو الطائرة المتجها ل سويسرا تم استدعائها في عملها فأجازتها الممتده قد انتهت وقد قررت أن تقدم استقالتها وتعود اليه ثم يعودوا معا لمصر
وقف مراد للحظات ساكن في مكانه وانسحب مغادرا من المطار
ليعلو رنين هاتفه فنظر لرقم المتصل ثم أجاب
انت مش عريس يابني والنهارده فرحك
اجابه شهاب ضاحكا وهو ينظر لهيئته بالمرآه
المفروض كنت تبقى موجود ده انا في مقام خالك حتى
وقفت أمام القاعه الفخمه مع السيده سميره التي اتجهت على الفور نحو احدهن ويبدو انها تعرفها ندي قد داعتها بدعوه رسميه تعجبت من الامر وظنت انها كانت مجرد كلمه ولكن دعوه العرس بعثتها لها مع شهاب
كانت القاعه راقيه ومبهره لأول مره ترى مثلها
ياقوت
هتفت بها هناء فوجودها بالعرس شئ محسوم ف ناديه زوجه عمها
بعضهم بشوق لتبعد هناء عنها ونظرت له بتدقيق وتفحص
ايه الشياكه ديه لا القاهره غيرتك
رغم بساطه الثوب ولونه الهادئ وعدم وضع الزينه على ملامحها الا انها شعرت بالحرج سماح هي من اعطتها اياه واصرت على ارتدائه
ديه سماح اللي خلتني ألبسه
طالعتها هناء بسعاده وهي ترى جمالها الذي أظهره الثوب
بس انتي طالعه قمر يا ياقوت
ثم اردفت بعدما غمزتها
بنظرة لعوبه
كنتي مخبيه عننا الجمال ده كله فين
استمعت الي حديث خطيب شقيقتها وقد بدء يرسم عليهم محبته خطبه اقترحها عليه احد أصدقائه عروس تخطت منتصف الثلاثون لديها وظيفه وشقه وشقيقة كفيفه من السهل التخلص منها اذا استولى على قلب الشقيقه الكبرىوماجده كانت امرأة مشتاقه لمشاعر النساء التي تسمع عنها من صديقاتها المتزوجات ورجلا خبير مثل سالم كان يعرف من اين يصل إليها ويخضعها له كلام معسول مداعبات ستتمنع عنها في البدايه ولكن ستريد ولن تمانع بعد التجربه
بس انتي صوتك حلو يامها ما تغني لينا اغنيه كده تاني لام كلثوم
ابتسمت مها بسعاده لأطراء خطيب شقيقتها لتتمالك ماجده حالها وهتفت فخوره وسعيده بشقيقتها
مها جميله وشاطره في كل حاجه
العلاقه بين الشقيقتان كانت قويهليطالع سالم سعاده مها وعيناها التي لمعت من مديح شقيقتها فأرتسم المكر على شفتيه وتمتم وهو من ماجده اكثر
مها انا دلوقتي زي اخوكي اوعي تتكسفي مني اي حاجه عايزاها اطلبيها
جلست على أحد الطاولات البعيدة بعض الشئ تتأمل العرس وهناء صديقتها التي اندمجت مع تقي ابنه عمها وفتاه أخرى عرفت اسمها من هناء ولم تكن الفتاه الا مريم التي كانت اغلب الوقت متعلقه بذراع حمزة او شقيقها
وناديه المرأه الجميله تسير بين الحضور
ترابط جميل كانت تراهلم ترى السيده سلوى اليوم لعدم مجيئها من البلده
ودارت عيناها بين الضيوف ثم عادت تبتسم وهي ترى هناء تراقص ندي التي كانت تتحمل تلك الليله بصعوبه بعد الحديث الذي سمعته بين شهاب وحمزة
اهتزاز هاتفها اخرجها من تأملها فنظرت لرقم والدها لتخرج من الحفل بعيدا عن أصوات الموسيقى
اتاها صوت زوجه ابيها التي تسألت
ايه الدوشه ديه انتي فين
لم تمهلها الرد لتردف سناء حاقده
انتي رايحه تشتغلي ولا رايحه تدوري على حل شعرك
بهتت ملامحها من الكلمات لو كانت تعلم أن زوجه ابيها هي المتصله ما كانت اجابه عليها
بابا عارف اني في فرح خير يامرات ابويا
احتدت ملامح سناء من الردوابدلت الحديث بمهارة امرأه ماكره
ابوكي عيان بس مش راضي يقولك ومحتاجين فلوس عشان التحاليل وكشف الدكتور
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأستنكار
هتبعتي الفلوس امتى ولا احنا بعتينك تشتغلي من غير فايده لو مش هتيجي من الشغلانه ديه فايده اقول لابوكي وترجعي البلد
تجمدت يد ياقوت على هاتفها وقد وصلتها رساله
زوجه ابيها أما الاستجابة لتدبير المال او بث
السمۏم في اذن والدها لعودتها وترك العمل والمشوار الذي بدأته
فاضل لسا اسبوع على المرتب هجيب فلوس منين انا اول ما اخد مرتبي هبعت الفلوس علطول
لم يعجب سناء الحديث لتهتف بأنفعال
قبل أن تغلق الهاتف
اتصرفي ولا ابوكي يضيع مننا
كانت آخر كلمه سمعتها ليصلها بعدها انغلاق الخط وصوت لم تتوقع سماعه
ابقى عادي على الحسابات بكره وخدي الفلوس اللي هيحتاجها علاج والدك
عيناها اتسعت پصدمه وألتفت بجسدها لتجده خلفها هاتفه وكأنه أنهى مكالمته للتو وقبل ان تهتف بشئ انصرف من أمامها بثقته المعهوده وهيبته
وخطت بأقدام سريعه تتبعه واسمه يخرج من بين شفتيها بهتاف خاڤت
حمزة بيه
الفصل الحادي عشر
هتافها الخاڤت وصل لمسمعه فوقق دون أن يستدير لهاظنت انه سليتف نحوها ولكنه ظل ثابتا مكانه منتظرا ان تخبره بما تريد خطوات خطتها ببطئ حتى صارت أمامه
لتخفض عيناها خجلا تطالع طرفي فستانها
السلفه اكيد هتتخصم من المرتب مش كده
جالت عيناه بتدقيق على ملامحها لا يعلم لما تشعره بالماضي نفس أفعال صفا قديما الخجل التوتر الارتباك ونظرت عيناها الضائعه وعندما طال صمته رفعت عيناها بتوتر نحوه وكانت كنظرتها تماما نظرة تحمل الحزن نظرة تطلب الحمايه والدعم قبضه قلبه من تذكر الماضي الذي بدء تذكره منذ أن عرف بهوية صاحبة الخطابات التي كانت ترسل اليه
حمزة بيه حضرتك سامعني
سؤالها افاقه من حالة الشرود التي انتابته ليعود الي غطرسته المعهوده ورفع كفه نحو جانب خده يمسح عليه
اكيد يا
انسه
ثم نظر إليها يسألها بلامبالاه
أنتي اسمك ايه
توردت وجنتيها وهربت بعيناها بعيدا عن نظراته الثاقبه نحوها
ياقوت
اسمها كان يعرفه ولكنه أراد أن يسمعه منها وخطوه تخطاها للأمام ليقف علي صوتها مجددا ولكن تلك المره كان صوتها مصحوبا بأبتسامه صادقه ممتنه لم يستطع عقله التشكيك فى نواياها
شكرا
قالتها وانصرافت على الفور دون كلمه أخرى عيناه رصدتها بتروي ومن بعيدا كانت ناديه تطالع المشهد متعجبه
سعت وراء حلم كانت تعرف لعڼته وجاء اليوم الذي اكتمل فيه زواجهم وانتهى الحب الذي تمنته بالزواج والحفل السعيد وثوب الزفاف السعاده التي تمنته لم تشعر بها معه ف الفرحه أصبحت ناقصه كلما عاد الحديث الذي سمعته عنها يغرز سهامه
جوازنا هيتبنهي علي التقدير والاحترام وده كفايه اوي
الكلمه الاخيره اخذت تجثم على روحها يبخل عليها بكلمه حب ويرى ما يقدمه لها ماهو
الا كافي وهي كانت عطشه لكلمه واحده أعطتها له ولم تنالها
كنتي جميله اوي النهارده
طالعه زي القمر
عيناها انفتحت على وسعهما لتبتعد عنه بعدما تمالكت ضعفها معه فنظر لانتفاضتها من بين ذراعيه متعجبا
مالك ياندي
لا فيكي حاجه ياندي انتي متغيره من قبل الفرح فيكي هتخبي على شهاب حبيبك
ألقى كلماته بهدوء وهو يجلس جانبها محركا كفه ببطئ على خدها
اشاحت وجهها عنه تغمض عيناها بقوة تجمدت ملامحه وهو يرى نفورها الواضح فنهض من جانبها صارخا
أنتي فيكي ايه قبل الفرح وقولت من
متابعة القراءة