تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان
المحتويات
كمان ايه فى مكتبى كدا سبهللة انا ف الاول افترضت منك حسن النية بس دا مش معناه ان انا مش هكلف حد يعرفلى قصتك و أصلك و فصلك حتى بعد ما اتأكدت دلوقتى انك مبتكدبيش و مالكيش فى شغل الزفت بتاعك دا
ارتبكت من كلامه و لكنها حاولت رسم الثقة على ملامحها و قالت يعنى بعد كل اللى حكيتهولك و الاختبار اللى عملتهولى دلوقتى بردو هتبعت حد يسأل عليا!
ثانيا اه هبعت حد يعرفلى أصلك بالظبط و لو انتى خاېفة من حاجة او فى حاجة تانية مخبياها صمت لبرهة يراقب تعابير وجهها و التى كانت ثابتة تماما لا تنم عن أى شيئ إلا الثقة بالنفس مما أراحه ذلك الأمر كثيرا فأكمل قائلا يبقى أحسنلك تنسحبى من دلوقتى
رفع حاجبيه و نظر لها باستفهام قائلا ها! قولتى ايه
نهض عن كرسيه و اتجه ناحية مكتبه و هو واضعا كفيه فى جيبي بنطاله و جلس على مقعده الوثير بكل أريحية قائلا بابتسامة ماكرة خلاص كدا تمام روحى يلا كملى شغلك
قالت له بشجاعة و جرأة بس أنا ليا إعتذار عند حضرتك
أجابها حقك ثم سكت قليلا ناظرا لأسفل و رفع نظره لها قائلا بجدية أنا آسف ع اللى عملته معاكي من شوية ها لسة عليا ديون تانية ليكى!
ثم انصرفت مسرعة دون أن تستمع لرده بينما هو سحر من ابتسامتها و ردود أفعالها الطفولية و بدأ ينمو بداخله شعور بالمسؤلية ناحيتها كأنها إبنته او شيئا من هذا القبيل لا يعرف لماذا ينتابه هذا الشعور كلما رآها و لكن الذى يعرفه الآن أنه أصبح يحب وجودها و يشعر براحة نفسية كبيرة عندما يراها كالطفل الذى وجد ضالته
كان يجلس والدها و والدتها مع الأسطى مصطفى العريس و معه والدته فى غرفة استقبال الضيوف يتسامرون و يتحدثون فى شتى المواضيع فى انتظار دخول لينا بصينية المشروبات حتى يتم الاتفاق على موعد الخطبة
دخلت لينا بوجه عابس لا يبشر بالخير أبدا فنظر لها والدها نظرة تحذيرية و لكنها لم تكترث لابيها و لم تغير تعبير وجهها و قدمت لهم المشروبات دون ان تنبث ببنت شفه ثم جلست على احد المقاعد بوجه متحهم
حسن أه طبعا يابنى حقك اتفضل اتفضل ثم نظر لأبنته قائلا روحى معاه يا لينا برا ف الصالة اتكلمو براحتكم
أماءت له مبتسمة فهى قد واتتها الفرصة لكى تقوم بتنفيذ خطتهها فى افساد هذه الزيجة فنهضت من مقعدها و قالت لمصطفى اتفضل من هنا
حمحم قائلا إزيك يا أنسة لينا!
لينا اسمع يا جدع انت من غير سلامات و كلام فاضى من دا من الآخر كدا أنا مش موافقة ع الجوازة دى
تفاجأ من هجومها فى الحديث و أسلوبها ف الكلام فهو لم يعهد منها ذلك فقد كان يظن أنها فتاة رقيقة و خجولة و لكن فضوله دفعه لمعرفة سبب رفضها فسألها بنبرة عاتبة طب ممكن أعرف السبب
ردت عليه بحدة و هى دى محتاجة فقاقة إنت عايزنى أنا لينا اللى معاها أحسنها و أعلاها كلية فى المنطقه تتجوز حتة نجار واخد دبلوم بالعافية و ياعالم بتعرف تفك الخط و لا لأ و ف الاخر أشتغلك خدامة انت و أمك
صعق من حديثها اللاذع و ذهل من ردها
الذى ينم عن تعاليها و غرورها بدرجة تكاد تكون مرضية فانتفض من مجلسه قائلا بصوت مرتفع و أنا ميشرفنيش اتجوز واحدة زيك إظاهر كدا انى غلطت ف العنوان مش انتى لينا اللى كنت جاى أخطبها انتى واحدة مشافتش و لا تعرف معنى التربية
خرج الجميع على كلمات مصطفى و كاد أن يرد عليه والد لينا و لكنها سبقته بحدة و عصبية روح يا بابا شوفلك واحدة على مقاسك و اعرف مقامك كويس قبل ما تتكلم على بنات الناس قال ميشرفكش قال
احمر وجه مصطفى من الڠضب و لكنه كظم غيظه و قرر ان يغادر هذا المنزل اللعېن قبل أن او على الأقل يصفعها على وجهها امام والديها فأمسك بكف والدته قائلا يلا ياما احنا مالناش قعاد ف البيت دا تانى لحظة واحدة بعد كدا وهم أن يمشى فاستوقفه والد لينا قائلا له استنى بس يبنى اخذى الشيطان و قولى بس ايه اللى حصل
رد عليه بتهكم اللى حصل هيئ إسأل بنتك المصونة
نظر لها والدها بأسى فهو يعلم غرور ابنته كما يعلم أنها سليطة اللسان و لا بد أنها هى المخطئة فمصطفى معروف عنه الطيبة و الشهامة و كرم الأخلاق فكاد أن يكمل حديثه معه إلا أن مصطفى أخذ والدته و غادر سريعا كالاعصار
عاد بنظره الى ابنته بملامح يملأها الشړ فنزع عنها حجابها و أمسكها پعنف من شعرها و قال لها بقى ختت بت زيك تفضحنى و تخلى سيرتى على كل لسان!
ردت پألم من مسكته اه اه انا عملت ايه بس يابا هو اللى واد مغرور و شايف نفسه
حسن و مازال ممسكها من شعرها هو بردو اللى مغرور يا بنت الك بقى هو دا جزاتى انى علمتك و دخلتك الجامعة! انتى شايفة نفسك على ايه و لا فاكرة نفسك بنت مين يا بت دا انتى أبوكى حيالله حتتة ساعى ف شركة و الله لأجوزك عربجى عشان تعرفى إن الله حق أنا لازم أجيب مناخيرك اللى انتى رافعاهالى دى الأرض يا جربوعة
كانت لينا تبكى و تنتحب من الألم و من كلمات أبيها الواقعية و التى تتمنى لو تمحى تلك الحقيقة من حياتها فنزعت شعرها من بين يدى أبيها بغل قائلة بعصبية مفرطة أنا أصلا ماليش اعيش هنا أنا المفروض كنت اتولدت ف فيلا و كان يبقى عندى خدامين زى سهيلة انا المفروض اكون هانم مش بنت الساعى!
صفعها أبيها صڤعة مدوية علها تفيق فهو استنبط من هذياناها هذا انها أصيبت بالغرور حد الهوس و انه ان لم يعيدها لواقعها فى أسرع وقت فسوف تفقد عقلها ا لا محالة
بينما والدتها واقفة تتابع الموقف بذهول تام و لم تكن لتتخيل ان تصل ابنتها البكرية لهذه الدرجة من الغرور و التكبر و التبتر على حياتها و على والديها و بعد أن صفع زوجها ابنتها قالت له و هى ټضرب بكفها الأيمن على صدرها عليك العوض و منك العوض يا رب لا يا حسن دى مش لينا لا دى مش بنتى يا حسن ايه اللى جرالها
رد عليها بصوت مجلجل البت دى
متابعة القراءة