سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
الحزن ملون ملامحك كدا تاني عايز اشوف ضحكتك الحلوة دايما هي اللي بتنورلي حياتي
ضحكتي دي أنا كنت نسيتها من زمان انت اللي رجعت رسمتها علي وشي تاني
هكذا تحدثت بحزن آلمه ولكنه حاول تجاهله مرتديا قناع الجمود علي ملامحه و في نبرته حين قال
انا رايح يومين القاهرة في شغل يا فرح الموضوع مش مستاهل كل ده
يعني أنا بأفور مثلا و بعدين هو انا مش زيي زي اي عروسه من حقي عريسي يفضل جمبي
اقترب واضعا قبل أن يقول بخشونة
بخصوص السؤال الاول ف أة انت مأفورة شويه و بخصوص السؤال التاني فأنا اللي ليا حق عندك و هاخده قريب اوي اخلص بس من كل الدربكة دي و أفضالك
لم يعجبها حديثه فحاولت الإفلات من بين يديه وهي تقول پغضب
وهو يقول بفظاظة
لما ميعجبكيش الكلام ناقشيني بلاش تجري مني عشان لما اجيبك هزعلك
تحدته قائلة
متقدرش
بلاش تتحديني يا فرح
هات أخرك يا عيون فرح
ابتسم علي شقاوتها و دلالها و هي تردد إحدى كلماته المستفزة فابتسم قائلا
اهى عيونك الحلوة دي الي بتشفعلك عندي
خلي بالك من نفسك و متتأخرش عليا
مقدرش اتأخر عنك
غلفت عينيها طبقه كرستاليه من الدموع
في الخارج كانت جالسه ټتشاجر مع أنفاسها تارة و ټعنف نفسها تارة أخرى فلم تلحظ تلك التي جلست إلي جوارها قائلة بابتسامة هادئة
قد كدا متضايقة
تنبهت سما
الي جنة التي جلست بجوارها ولكنها من فرط ڠضبها لم تلحظ ذلك و لم تعرف كيف تجيبها فهي تشعر بالخجل منها كثيرا ف أخفضت رأسها بينما تحدثت جنة بخفوت
أنت عمرك ما كنت عدوتي يا جنة انا اللي كنت غبية في وقت من الأوقات بس اطمني دلوقتي فوقت و عقلت
هكذا تحدثت سما بحزن شاركتها به جنة التي قالت
كلنا بييجي علينا وقت نبقي اغبية المهم اننا نلحق نفسنا
عندك حق انا مدينة ليك باعتذار
قاطعتها جنة بحزم
نظرت سما إليها بعينين مغرورقتان بالدموع واومأت برأسها بالإيجاب فامتدت يد جنة تمسك بيدها و تشد فوقها فقالت سما بتأثر
أنت و فرح كويسين اوي في زمن مبقاش في حد كويس
أنت كمان كويسه يا سما وإلا مكنتيش هتعترفي بغلطك و تكوني عايزة تعتذري عنه
كان إستفهاما مؤلما من شخص اعتاد علي النبذ طوال حياته و ألا يجد شخصا يحارب من اجله حتي في
أحلك لحظاته لم يجد عناق واحد يخفف عنه وطأة أحزانه و قد تألمت جنة لحديثها فقالت مشددة على حروفها
طبعا تستاهلي تستاهلي كدا و اكتر كمان و بعدين أنت ازاي مش شايفه كل الحب الي حواليك دا
تقصدي ايه
استفهمت سما فقالت جنة بنفاذ صبر
معقول يا بنتي دا مروان
هالو جيرلز القطتين الحلوين بيعملوا ايه و جايبين في سيرة مروان ليه ياللي تتشكي في لسانك أنت و هي
قاطع حديثها قدوم مروان الذي تدخل في الوقت المناسب من وجهة نظره وقد القي نظرة متوعدة الي
جنة التي كانت علي وشك إفشاء سره ف اغتاظت منه قائلة
بنقول أن لسانك طويل و مبيقولش غير الهيافات انما الحاجات المهمة لا
تفهم مقصدها فأرسل نظرات تحذيرية و قام بالمسح علي ذقنه في حركة توعد فهمتها جنة و لكنها لم تبالي فقال بتقريع
والله دا لساني و
انا حر فيه اقول اللي انا عايزه أنت مالك أنت
تحدته قائلة
وأنا بردو
حرة اقول اللي انا عايزاه
أخذ ينظر حوله وهو يقول بتوعد
كان في فاس هنا راح فين
سما باستفهام
عايز الفاس تعمل بيه ايه
هفتح دماغ حد غايظني
هكذا أجابها بحنق فقالت جنة بټهديد
الفاس دا اللي سليم هيقطع بيه رقبتك لو جيت جمبي
جاء صوتا مستمتعا
خلفهم
و سليم جاي عشان ينفذ و هيبقي يوم المني بصراحه من زمان عايز اخلص منه
تحدث مروان بامتعاض
اهو جه بقرعته يقرفنا انت بتشم اسمك من علي بعد ولا هي تماحيك
سليم بفظاظة
انا هتمحك فيك انت ليه ان شاء الله
مروان بسخرية
عشان مروان دا سكرة العيلة و اللي مخلي للبيت طعم
استفزه حين كرر حديث جنة في الداخل فقام سليم بأغلاق عينيه بقوة حتي لا ېحطم أسنانه فقالت جنة في محاولة لتهدئة الموقف
كنت بجاملك علي فكرة و غيرت رأيي دمك
يلطش
ناظرها مروان بسخرية قبل أن يلتفت الي سما قائلا بعبث
يرضيك تقول عليا دمي يطلش عاجبك الكلام دا وأنت حلوة كدا
غمرها الخجل من حديثه الصريح و تغزله بها فتدخل سليم قائلا بحدة
انت هتعاكسها قدامي يا حيوان
صاح مروان مستنكرا
وانت مالك يا عم انت مانت معاك موزتك عايز منها ايه
سليم بإستفزاز
عمتك موصياني عليها
صاح مروان مغتاظا
الله يخربيتها قرفاني في كل حتة
سما پغضب
متقولش كده علي ماما
اسكتي أنت أنا اللي عارف مصلحتك
هكذا تحدث مروان فقالت جنة بنفاذ صبر
انا هطلع انام عشان تعبت من المناهدة
خديني معاك يا جنة
هكذا قالت سما فصاح مروان مندهشا
خديني معاك يا جنة ! خدي يا بت هنا
نهره سليم قائلا
عاجبك كده أهم طفشوا مننا بسببك
الټفت مروان يناظره بحنق تجلى في نبرته حين قال
والله قرعتك دي هي اللي جيبالنا الفقر
صاح سليم مهددا
والله لو جبت سيرة قرعتي تاني ل هكون مخلص عليك
أوشك مروان علي الحديث ولكنه تفاجئ حين سمع صوت سما تصرخ في أحدهم
انت ايه اللي جابك هنا
تحدث ناجي برجاء
سما انا ابوكي حد يكلم أبوه كدا
سما پقهر
ابويا الي بسببه عشنا عمرنا كله ضهرنا مكسور و حاطين راسنا في الرمل
كڈب ! كل اللي بيتقال عليا دا كڈب صدقيني
سما پقهر
ابعد عني مش عايزة اشوف وشك تاني
قالت جملتها
و انطلقت الي الداخل باكية و خلفها جنة مرورا بكلا من سليم و مروان الذي انطلق تجاه ناجي و قام ب إمساكه من تلابيبه وهو يقول پغضب
عملتلها ايه يا حيوان انت
ناجي بانفعال و هو يحاول تخليص نفسه من بين براثن مروان
وانت مالك دي بنتي وانا حر فيها
بنتك بتكرهك ومش عايزة تشوف وشك
هنا تدخل سليم لفض الشجار قبل أن يشتعل أكثر وهو يقول بصرامة
امشي من هنا يا ناجي يا وزا
خلص ناجي نفسه من بين يد مروان بمساعدة سليم وهو يقول پغضب
انا لا جايلك ولا جايله
يبقى جاي لقضاك برجليك
هكذا صدح صوت سالم من خلفهم وهو يتقدم الي حيث يقف الثلاثة فقال ناجي بسماجة
لا جيتلك عشان سمعت انك بتدور عليا
سالم بقسۏة
لو بدور عليك كان زمانك تحت رجليا من زمان
ناجي بحنق
الزمن اتغير يا سالم
سالم بفظاظة
و الأخطاء اتضاعفت مع الزمن يا ناجي عشان كدا خلي بالك العقاپ هيبقي أشد من زمان
لم يتراجع ناجي بل تابع بثقة
ماظنش اصل اللي اتقرص زمان اتعلم الدرس كويس
سالم بفظاظة
لو اتعلم الدرس كويس مكنش جه برجليه لسه يلزمه درس كمان عشان يفكر الف مرة قبل ما يهوب ناحية ولاد الوزان تاني
ناجي بسخرية
مانا منهم انت نسيت ولا ايه
سالم بغطرسة
كنت منهم دلوقتي لو دقيت علي باب اي حد فيهم هيقرف يدخلك بيته كبيره يرميلك عضمة تعض فيها
نجح في التحقير منه و إصابته سهم إهانته في مقټل فقال بوعيد
ماشي يا سالم بس خليك فاكر اني جيتلك لحد عندك و انت هنتني في بيتك والإهانه مردودة و كله سلف و دين
الكلام دا للرجاله انت ملكش فيه يلا وريني
عرض كتافك
غادر ناجي فصاح مروان بانفعال
راجل قذر واقف يهددنا في وسط بيتنا مفكرنا ممكن نخاف منه
تحدث سالم بغموض
بس احنا لأول مرة لازم نخاف منه المرادي انا مش مطمنله
عشقا جارفا يتملكني نحوك فلا أنا بقادر على تجاهله أو حتى الثبات أمامه
كل ما يسعني حياله هو أن انجرف معه إلى حيث يأخذني طوفانه
فإما الإحتراق في عشقك
أو الهلاك شوقا بنيران بعدك
ف يا فاتنة احتلت القلب و أسرته
رفقا بفؤاد ما ذاق يوما الهوى و لا عرف لوعته
فليسعد قلبي معك و لتهنئ روحي إلى جوارك
و ليسلم قدرا أهداك لي قسرا رغما عن عنادي وعنادك
فما كان العشق يوما أمرا يمكن تجاوزه وليست قلوبنا رهن قراري أو
قرارك
نورهان العشري
خرجت من المرحاض فوجدته أمامها يغلق باب الغرفة خلفه فقد كان عائدا للتو فتوقفت أمامه لثوان لا تعلم ماذا عليها أن تقول فعزمت علي الصمت و تجاهلته متوجهة إلى غرفة الملابس و حين مرت به امتدت يديه توقفها وجاء صوته ليخترق قلبها و خاصة ذلك الرجاء الخاڤت به
حين
قال
هو احنا متخاصمين ولا ايه
تحمحمت بخفوت قبل أن تقول
لا ليه بتقول كدا
جذبها لتقف أمامه قبل أن يقول بلهجة معاتبه
طول اليوم بتهربي مني انا عملت حاجة ضايقتك
هل تخبره بأن كل أفعاله ترضيها على نحو مخيف ! تجعلها تحلق في السماء من فرط السعادة ثم تعود مصطدمة بالأرض مرة أخرى حين تتذكر احد ذكرياتها السيئة و يتسلل الخۏف إلى قلبها مرة ثانية من أن يغمره ظلام قدرها ولكنها اكتفت بإجابة مختصرة
لا
أخرج زفرة قويه تحكي مقدار غضبه الذي يحاول التحكم به فجاء صوته فظا حين سألها
طب تعبانه حاسه بحاجه
إجابته بإختصار تعلم أنه سيشعل فتيل غضبه
لا
تركتها يديه بغتة قبل أن يقول بجفاء
تمام تصبحي علي خير
قال جملته متوجها إلي الحمام تاركها خلفه ل تنخرط في نوبة بكاء عڼيفة فهي عالقة في مأزق بين خۏفها و ذكرياتها السيئة و بين عشق كبير خلق بقلبها له والاصعب من ذلك أنها بكل مرة تريد الاقتراب منه تشعر بشئ ما يمنعها و تتوقف الكلمات علي أعتاب شفتيها علي الرغم من أنها احيانا تشعر بأنها ممتلئة بحديث لا تعرف كيف تصيغه تريد الصړاخ و إخراج ما بجوفها حتي يرتاح قلبها ولو ثواني ولكن لا تستطيع فتلجأ الي مرارة الصمت الذي قد ېقتلها يوما
انتهت من تبديل ملابسها وذهبت لتطمئن علي صغيرها فتفاجئت به يحمله بين يديه و يحادثه بحنو
عامل ايه يا بطل وحشتني طول اليوم مشغول عنك بس معلش اصل عندنا حد متعب هنا معذبني و مبيسمعش كلامي
أطلق زفرة قوية قبل أن يتابع بحړقة
معرفش دا عشان عارف اني بحبه ولا عشان فعلا كاره وجودي جمبه
غامت عينيه پألم قبل أن يتابع
بحاول اقنع نفسي أنه كل دا خوف أو
قلق أو حتي بسبب الضغط اللي بتمر بيه بس بيني و بينك قلبي واجعني اوي حاسس اني
متابعة القراءة