رواية جميلة بقلم حنان حسن
المحتويات
يمنعني عن الدخول لها
وهو يقول..
البقية في حياتك
ادعيلها بالرحمة
اخذت ادفعة بعيدا عني لادخل لها
وانا اقول
ماما شيري ماټت يا ماما
والدكتور بيقولي انك انتي كمان هتسيبيني
طيب هتسيبيني لمين يا ماما
انتي زعلتي عشان شيري غلطت
طيب عشان خاطري متزعليش
بس قومي
وخليكي معايا
انا مش هعرف اعيش من غيرك يا امي ..
واخذني الممرضون ليبعدوني عنها
واثناء ما كنت اقاومهم
شعرت بان الدنيا تدور من تحت قدماي
وانطفا النور من حولي
وسقطت مغشيا عليا
لافيق في احدي غرف المستشفي
وادم في يد احدي الممرضات
التي تطلب مني ان افيق لاهتم بذلك الطفل
المسكين
وقلت في نفسي
فعلا مسكين
و لاذنب له فيما حدث
ووقفت علي قدماي
وواجهت
اصعب موقف ممكن ان يواجهه احد
فقد دفنت امي واختي في ان واحد
فقد قټلهما صبري معا باسم الحب
وبورقة صغيرة تسمي
زواج عرفي
وبعدها ...
عدت للمنزل ومعي ادم
ولم يكن معي ولا مليم
واحد فقد اخذت مني المستشفي
كل ما معي من نقود
وكان ادم ېصرخ علي يدي
ولم يكن معي ثمن علبة اللبن
لابحث عن اي نقود
ولو قليلة
لاتي بعلبة اللبن التي كتب لي عليها الطبيب بالمستشفي
واثناء ما كنت ابحث عن اي نقود..
فتحت دولاب امي
لتاتي بيدي تلك الحوالة
ولقيت عليها اسم باسم البحراوي
وعنوان المرسل
فا اخذت الحوالة ..
ووضعتها بحقيبتي
مع العقد العرفي
الذي عليه توقيع صبري
ومعه باقي الاوراق والاثباتات
وغيرها..
وقررت ان اذهب للاسكندرية
لاتي بحق ادم ..واختي ..
..وامي
ولكنني لم اجد اي نقود معي لاسافر بها
فا ذهبت لواحدة من الجيران
التي كانت علي علاقة
طيبة بامي
واقترضت منها مبلغ من المال
وذهبت للصيديلية واشتريت علبة اللبن لادم
وببرونة
واخذت معي ترمس به بعض الماء المغلي
وذهبت لمحطة القطار
وفي نيتي السفر للاسكندرية
وبمجرد ان رايت القطار المتجه للاسكندرية
يقف بالمحطة
ركبت
وجلست في اقرب كرسي امامي
وانا دلوقتي مسافرة
اسكندرية ..
والمشكلة اني سرحت وشرد ذهني
طول الفترة دي
وانا بحكي ليكم حكايتي
والراجل الي بيجلس امامي ما زال بينظر ناحيتي
لكن الكمسري جه اهوه
وانا هحرجة ادامة
لكن قبل ما اتكلم
لقيت الكمسري بيقولي تذكرتك فين
قلت..انا مش معايا
تذكرة
لكن هدفع ثمن تذكرة
رد الكمسري بحسم قائلا..
مينفعش
الدرجة دي درجة اولي
يعني بالحجز
ولازم ترجعي للعربيات الي وراء
في الدرجة الثالثة
قلت..بس وراء زحمة جدا
ومفيش نفس
ولا حبة هواء
وانا معايا طفل لسه مولود
ممكن يفطس مني هناك
خد مني ثمن الكرسي الي انا قاعدة عليه
اهوه مهو فاضي
قال..مليش دعوة
بالكلام ده
هنا ده النظام
يا اما كده يا اما تنزلي
رد الرجل الذي يجلس امامي
وقد استمع لكل الحوار الي دار بيني وبين
الكمسري
قال..ممكن تتركها لو سمحت قاعدة مكانها..
وانا معايا تذكرة واحد صديقي بيجلس مع اصدقائة في العربية التانية
رد الكمسري قائلا
اه لو كده ممكن فا اخذ يفتش الرجل في جيبة حتي اخرج بعض الاوراق من جيبة ووضعهم امام الكمسري وهو يقول خد طلع التذكرة من الورق ده
واكتشفت بان ذلك الرجل ضرير وفاقد لنور عينية
واتكسفت من نفسي وظني السيئ به واخذ الكمسري التذكرة من بين الاوراق
و قمت انا بمساعدتة في لم باقي الاوراق واعدتها لجيبة مره اخري
وده طبعا بعد ما شكرتة
وسالني
انتي نازلة فين
قلت..انا نازلة اخر محطة في اسكندرية
قال..انا كمان نازل اخر محطة
وبعد شوية اتي صاحب الكرسي وكان واضح انه بيشتغل لدي الرجل الكفيف
وهمس في اذنة وواضح انة شرح له الامر وارسلة ليجلس بالعربات التي بالدرجة الثالثة
المهم مر الوقت وكان ادم كل شوية بيبكي وكنت برضعة شوية وينام شوية ويسكت شوية وېصرخ شوية
لغاية ما وصلنا للاسكندرية
وقبل ان انزل من القطار سالت ذلك الشاب الضرير عن العنوان الي معايا
فسالني
قال...تعالي معايا وانا هوصلك للعنوان
وخرجنا من المحطة وركبت معه السيارة التي كانت تنتظرة خارج المحطة
وبعد مرور الكثير من الوقت والسيارة تسير بنا واخيرا توقفت السيارة في منطقة مهجورة
لا تفاجاء بشيئا لم اكن اتوقعة
الجزء التالت
عدما فقدت امي واختي في يوم واحد..
اخذت ادم ابن اختي الي لسة مولود
وقررت.. اسافر اسكندرية
عشان اثبت نسبة
لابوه
واجيب حق اختي وامي
وفي الطريق
وانا في القطار
قابلت شاب ضرير ..
ولما سالتة عن اسم
باسم البحرواي
وقلتلة علي عنوانة ..
طلب مني انه يوصلني في طريقة بسيارتة
وركبت معاه بالفعل
وبعد الكثير من الوقت في الطريق بالسيارة..
وقفت السيارة بمكان مهجور..
واتفاءجات برجال ذلك الضرير
يطلبون مني النزول من السيارة
وسالتهم..
قلت..هو ده العنوان
رد الشاب الضرير
قائلا
انزلي بدون اسالة
وشعرت بړعب شديد
لان كان واضح كده اني بټخطف
انا وابن اختي
الصغير
وطبعا مكنش ادامي
في مكان مهجور
زي ده
غير اني امشي
من سكات
لغاية ما اعرف
هما عايزين مني ايه..
وبالفعل ...دخلت معاهم لمنزل
شبية ببيوت العرب
من دور واحد
ودخلوني لغرفة بها قاعدة عربي
واجلسوني علي الارض
وكان معي ادم
الذي بدء يصحي وېصرخ بيدي...
وسمعت صوت رجل
يسالني
قال...ابنك الي پيصرخ ده
ونظرت باتجاه الصوت
لقيتة رجل كبير
ذو لحية بيضاء...
وسالتة..
انتوا مين وعايزين مني ايه
قال..احنا الي عايزين نسالك
انتي مين
وتعرفي باسم البحرواي منين
قلت...انا معرفش باسم البحرواي
وفي تلك اللحظة
دخل الشاب الضرير
وهو يكذبني قائلا..
البت دي بتكدب يا ابويا
ووجه الشاب الضرير
حديثة لي
متسائلا
قال...ليه هتبدئي تكدبي بقي
منتي لسه كان معاكي حوالة
وواحد من رجالتي قرائها وكانت بالامارة حوالة جيالك
من باسم البحرواي
يعني تعرفية وبيرسلك فلوس كمان
قلت..اولا... الحوالة مكنتش جيالي انا ..
الحوالة كانت جاية لصبري ابن عمة
والدليل اهوه شوف الحوالة بنفسك
يا حاج
وقدمت الحوالة للرجل ذو اللحية البيضاء
وكان واضح ان ذلك الرجل يبقي والد الشاب
الضرير
لانه كان بيقولة يا ابويا
وبعدما نظر الشيخ في الحوالة
سالني.
قال..امال انتي مين
وجايه بتسالي عن باسم البحرواي ليه
قلت..انا حكايتي طويلة اوي
ومعتقدش تخصكم في شيئ
قال..اعتبرينا اهل باسم
وقوليلنا انتي كنتي عايزاه في ايه
قلت..انا مش عايزاة هو تحديدا
انا جايه ابحث عن اخوه صبري
قال..وعايزة صبري ليه
قلت.. اسمع يا عم
الحاج
حضرتك باين عليك شيخ وبتعرف ربنا
انا هحكيلك
علي الي صبري عملة مع اهلي
وعايزاك تجيب حقنا منه
قال..احكي كل حاجة لكن بصدق
قلت..انا هحكي كل كلمة بصدق
ومعايا الاثباتات علي كل كلامي
و موثقة كمان
وبدات اسرد قصة عائلتي مع صبري
وعرفتهم ما فعلة مع امي واختي
وطبعا ابرزت لهم كل الاوراق
الي تثبت صدق كلامي
ونظر الاب الي ابنة الضرير وهو يقول..
اتركها تمشي يا ابني
دي مجني عليها
ومظلومة هي واهلها
من عيلة باسم البحرواي زينا بالظبط
نظرت له متعجبة
قلت..هو حضرتك مش قولت انكم عيلة صبري
رد الشيخ قائلا
عائلة البحراوي من الد اعدائنا
ولينا حق عندهم زي منتي وعيلتك ليكم حق
عندهم بالظبط
قلت..طيب بعد الي حكيتهولك ده كله بتنصحني بابه يا حاج
قال.. باسم البحرواي كبير العيلة دلوقتي
لكن لو روحتي تطلبي انصافة مش هينصفك..
لانة مش هيقدر يعادي ولاد عمة
وممكن كمان ياخد منك ابن اختك وېقتلة
عشان متطلبيش باثبات نسبة ويورث
لانه اصلا واكل حقوق ولاد عمة
فا بالتالي عمرة ما هيورث ابنك
قلت...انا مش فاهمة حاجة
قال...ومش لازم تفهمي
قومي يا بنتي خدي اول قطار وارجعي
علي بلدك
قلت..ارجع لمين يا عم الحاج
والواد ده هنسبة لمين
وهربية ازاي في ظروفي دي
انا هفضل هنا
وهفضل ورا حق الواد ده
ومش هرجع الا لما اجيب حقة
نظر الي الشيخ
واخذ يفكر
ولقيت الشاب الضرير
بيقول اقتراحا
قال...طيب ما تتركها يا ابويا
وخليها تساعدنا نجبب اوراقنا
الي ماسكها باسم البحرواي علينا
رد الاب متسائلا
قال..تقصد اية
قال...اقصد نزرعها في بيت باسم البحرواي
لغاية ما تجيب الاوراق
واهي غريبة عن البلد
ومحدش هيعرف
انها تبعنا ..
وساعتها هنقدر ننتقم منه وناخد حقنا
نظر الي الشيخ متاملا
وسالني
قال..هتقدري يا بتي تساعدينا فعلا
نظرت لهم وانا
اسال
قلت حق اية
وورق اية
وباسم مين
الي هتزرعوني في بيته ده
انا مش فاهمة حاجة
يا عم الحاج
رد الشاب قائلا..
انا هفهمك كل حاجة عشان تفهمي هتعملي ايه
وفي تلك اللحظة
تحدث الشاب و بدء بسرد قصته
قال..انا كنت بشتغل مع عائلة البحراوي..
وكنت ماسك شغلهم كله
وكنت المدير المسؤال
في فرع اسكندرية
وكنت ساعتها
خاطب واحده اسمها فريال..
ولما باسم شاف خطيبتي
متابعة القراءة