بقلم إسراء عبداللطيف
المحتويات
جلست زينا قبالة معتز الذى كان منهمك بقراءة أحدي الصحف و مدت يدها لتتناول فنجان القهوه الخاص بها قائله ب هدوء
_ أدهم أتصل بيا يا معتز
أنزل معتز الجريده و طبقها ليضعها على الأريكه بجانبه و خلع نظارته الطبيه قائلا ب ضيق
_ ليه مش قولنا نقفل على الموضوع ده نهائي و خلاص على كده ليه بيتصل تانى
_ ماتنساش إنه ابن عمى يا معتز
_ ابن عمك !
لا مش ناسي يا زينا و ياريت ماتنسيش أنت كمان اللى جالنا من مشاكل من ورا عيلة حضرتك الكريمه و أهو المسكينه أختك ملقحه فى المصحه !
_ وقفت زينا صائحه ب ڠضب
_ خلاص يا معتز خلاص اللى حصل حصل و اهو والدى بيتحقق معاه و هياخد جزاته و نور محدش راح قالها تهرب علشان تتجوز جاسر في السر اللى هو أخونا
_ أنا ملاحظ إنك بقيتى تقولى والدى و اخويا كتير ناسيه والد حضرتك المبجل إنه هو اللى رماك زمان أنت و نور !
_ يوه خلاص يا معتز مش كل شويه تقول كده و ياريت تحترم نفسك و أنت بتتكلم عنهم ده أبويا و دى عيلتى فاهم
أقترب معتز منها و وضع كفه على ذراعها ثم ضحك ب سخريه قبل أن يقول
لم يترك معتز مجالا لزينا حتى ترد على حديثه و صعد إلى غرفته ليتركها تشتعل ڠضبا
ألقت هى بجسدها على الأريكه و سمحت لعبراتها ب الخروج قائله
_ أكيد لازم أكون زيه ما أنا بنته !
ب القاهره
السجون
جلس أدهم ب غرفه مغلقه بها طاوله و مقعدين من الخشب و ظل ينظر إلي ساعة يده حتى فتح الباب و دخل أحدي العساكر و معه عاصم قائلا ب جديه
ثم خرج صاڤعا الباب خلفه بقوه
تأمل أدهم هيئة عاصم الذى كان ينظر أرضا بتلك الملابس الخاصه بالسجن مر ما يقرب من شهرا و لم يراه لقد تغير كثيرا إنه عاصم الذى كان مفعم بالقوه و الشده ماثل الآن و هو ضعيفا جدا يبدو إنه قد كبر عشرات السنوات بتلك الأيام القليله
رفع عاصم وجهه لينظر إلى أدهم ب أنكسار ثم أقترب ليجلس على المقعد المقابل له قائلا بحزن
حرك أدهم رأسه يميا و يسارا قائلا بهدوء
_ ابدا جاي أطمن عليك !
ضحك عاصم بسخريه قائلا بآسي
_ تطمن عليا !
أطمن ماتخفش محاكمتى بعد أسبوع و متأكد إنى هاخد أعدام و عارف إنك جاي تقولى ده جزات اللى كنت بعمله فيك أنت و جاسر صح !
أبتسم أدهم و هو يضم كلتا يديه معا و يضعهم على الطاوله و ينظر إليه قائلا دون أن ينظر إليه
_ ماتفرقش كتير المه
_ لأ تفرق اللى حصلنا و اللى مرينا بيه ده ذنوب الناس اللى أذيناها نهله اللى ماټت على أيدك و جاسر اللى بين الحياه و المۏت و يا عالم هيفوق و لا لأ وبناتك اللى رافضينك تماما وأنا اللى عمرى ما دوقت الراحه فى يوم واحد عايش حياتى كلها و أنا بمۏت في اليوم مية مره
بكى عاصم و هو يستمع إلى كلامه و ډفن وجهه بين كفيه قائلا برجاء
_ كفايه يا أدهم كفايه
سقطت عبره على وجنة أدهم و هو يعلق بسخريه
_ ما هو فعلا كفايا كفايا لأننا وصلنا للنهايه النهايه البائسه المعروفه و بفضلك أنت !
وقف عاصم و ألتف ناحية أدهم و أمسك يديه قائلا ب رجاء من بين عبراته
_ أيدك يا أدهم سامحنى وخلى بناتى يسامحونى نفسي أشوفهم مره واحده بس قبل ما أموت و يسامحونى أوعدنى إنك تفضل جنبهم و ماتسبهمش وجاسر يا أدهم خلى بالك منه ده طايش
حرك أدهم رأسه ب الموافقه من بين عبراته و وقف وأحتضن عمه ب قوه قائلا وهو يمسح على ظهره
_ حاضر هعمل كده وماتخفش أنا رايح لنور و زينا النهارده و مش هرجع غير بيهم
أبتعد عاصم عنه قليلا قائلا ب حزن
_ اللى حص حصلي كس كسرني يا أدهم كسرنى !
_ كل حاجه هتتصلح إن شاء الله
ثم أبتسم و هو يتابع
_ و أول حاجه هعملها إنى أطلب نور منك أنت
أبتسم عاصم رغم الحزن الذي يسكنه قائلا و هو أدهم
_ و أنا موافق يابنى ودي
متابعة القراءة