رواية مشوقة الفصول من الاول للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
التي كانت بجوارها علي الفراش حمدلله علي سلامتك يا فريدة ..
ارتمت فريدة في حضنها وظلت تبكي...رتبت عليها لتهدئها وقالت بحنان اهدي يا حبيبتي واحكيلنا ايه اللي حصل
قصت عليهم ماحدث وهي مڼهارة من البكاء وبالفعل صدقوا قولها قالت نوارة الحيوان طيب وبعدين هنعمل ايههتسكتي يافريدة
قالت مشيرة الي نوارة اهدي متولعيش الدنيا اكتر ماهي والعة احنا لازم نفكر بالعقل بشار مش سهل وان كان طلال مرة نصفك ممكن مينصفكيش المرة التانية
دق هاتف رغدة فقالت ده كريم اكيد عايزين يطمنوا...
حدقت فريدة عينيهاوانصدمت قائلة في ذعر هو عرف منين
قالت نوارة استني هنفهمك ماتقلقيش..
أجابت عليه رغدة فطمئنته حتي قال لها طيب حمزة عايز يكلمها ويطمن عليها..
أعادت رغدة جملته وهي تنظر لفريدة لتسمعها فأشارت اليها فريدة بالرفض ولكن بالفعل أخذ حمزة الهاتف من كريم وتحدث الي رغدة فأعطت الهاتف لفريدة وظلا يتبادلان الهاتف سويا حتي استسلمت فريدة ورفعت الهاتف علي أذنها..سمعته يهتف الو الو..الوو
دق قلبه لسماع صوتها بهذا الضعف الذي لم يتعود عليه منها وقال عاملة ايه دلوقتي
الحمدلله..
فريدةمين عمل فيكي كدة
تسارعت دقات قلبها وقد تحدقت عينيها وهي تنظر للفتيات لا تعلم بماذا تجيب هزوا رؤوسهم مستفهمين فتحت السماعات الخارجية ليسمعوا سؤاله الذي كرره مرة أخري فأشارت لها نوارة بعلامة تدل علي عدم المعرفة...
ماتعرفيشازاي يعني
معرفش يا حمزة وبعدين انت مالك اصلا....!!
وألقت الهاتف من يدها لتلتقطه رغدة ثانية وقالت له معلش ياحمزة اصلها تعبانة....
انتهت المكالمة وقالت فريدة ايه اللي حصلهما عرفوا ازاي وعرفوا ايهفقصوا عليها ما حدث....
أما حمزة فأصاب قلبه القلق وأحس بلغز ما في هذا الأمر....!!
كيف لك يا ابن آدم تظلم وتقهر وتقذف محصنات ألم تسمع يوما عن الآخرة أم أنك تستهين أم أنه داء فيك لا تشعر بوجوده...!!
كانت فريدة في حالة صراع داخلي ظلت تبكي وتصرخ تشعر بظلم وقهر لو تجمعت ذكرياتها الماضية الأليمة كلها في كفة لرجحت كفة الليلة ولكن ماعساها أن تفعل هل ستأخذ حقها وتستعيد كبريائها وكرامتها المهانة هل للقدر أن يعتقها من تلك المهانة أم سيتركها ويتخلي عنها تعيش في ذل وذنب لم تقترفه....!!
قالت نوارة وهي تهدهد علي كفيها بصي يا فريدة لو موضوع نزولك مصر دلوقتي عادي ومافيهوش مشكلة يبقي اتكلمي وخدي بتارك منه انما لو صعب تنزلي ونزولك هيسببلك مشاكل فانتي خدي حذرك وتوقعي انك ممكن تنزلي مصر وبسهولة يستغنوا عنك..
نظرت الفتيات لبعضهن وقالت رغدة بتخوف يعني ناوية علي ايه فهمينا
نظرت اليها بضعف معرفش مش قادرة أفكر في حاجة دلوقتي خالص بس اكيد مش هسكت...
قالت مشيرة بحرص تسمعي مني
أومأت فريدة برأسها فأتبعت مشيرة بشار عمل كدة عشان يذلك قدامنا ويكسرك وعشان نشوف اللي حصل بينكوا ده ونقاطعك بقا ونسلم ان انتي فعلا عملتي كدة ومش بعيد مستني مننا أننا نفضحك كمان..
حركت فريدة رأسها مستفهمة وهي عاقدة حاجبيها فأتبعت مشيرة أكتر حاجة هتغيظه انك تتعاملي عادي جدا وتروحي شغلك ولا كأن فيه حاجة و لما يشوفنا بنهزر ونضحك مع بعض هيتفرس أكتر..ولو كرر بقا عملته السودة دي مش هنسكتله كلنا...!!
قالت رغدة وهي منهمكة التركيز مع حوار مشيرة يخربيت
دماغك جبارة..
وأتبعت موجهة حديثها لفريدة بصي مشيرة صح بشار اصلا بيعمل معاكي كدة عشان انتي بتدرسي نفس مادته أنا اول ماجيت اسأليهم كان قارفني بس مش للدرجة بتاعتك دي المهم مشيرة قالتلي طنشيه وتجاهليه خالص وفعلا خد وقته وبعدها زهق وسابني في حالي...
قالت فريدة بتوجس اقولكوا علي حاجة من اول يوم شفته فيه خفت منه عينه بتخوفني وشكله مبيطمنيش خالص سبحان الله...
اردفت نوارة اسمعي كلام مشيرة البت دي دؤرمة واحنا هنا ماشيين بدماغها لما
بتعطل...
ضحكت الفتيات فقالت فريدة طيب لو حد سألني ايه اللي حصل أقوله ايه وخصوصا حمزة أكيد هيسألني تاني..
اجابتها نوارة خليكي علي موقفك ان مفيش حاجة وانتي بس اغمي عليكي عادي ثم ربتت علي ظهرها وقالت بحنان يلا ياحبيبتي هقوم اعملك حاجة خفيفة تاكليها وبعدها تنامي وترتاحي شوية ...
نظرت فريدة اليهم مبتسمة وقالت ربنا يخليكوا ليا بجد انتوا احلي صحاب ..فأقبلت عليها الفتيات واحتضنوها...
وفي تلك الأثناء قال حمزة بقلق تفتكروا حصلها ايه ومين الحيوان اللي ممكن يعمل فيها كدة
أجابه أدهم وانت خلاص بقيت مقتنع ان حد عملها حاجة يمكن وقعت واتخبطت عادي..
قال كريم نافيا لأ لو كنت شفت منظرها مش هتقول كدة ده وشها من الناحيتين مزرق لو كانت فعلا وقعت واتخبطت كانت هتبقي علامة واحدة في جسمها..
أدهم بعجرفة الله الوكيل أحسن تستاهل علقة البت دي أصلا مش نازلالي من زور...
نظر اليه حمزة مندفعا بحنق انت حيوان يلا لو كانت اختك دي كنت هتقول كدة
أجابه الاخر بعجرفة لو كانت اختي عمري ماهسيبها تسافر لوحدها اصلا ..
اردف كريم أدهم خد بالك انت بتغلط كدة وبعدين ايه التفكير الجاهل بتاعك ده احنا في زمن غير الزمن والبنت دلوقتي بقت زيها زي الرجل بتسافر و بتشتغل ويمكن احسن من الرجل كمان..
قال أدهم بتهكم اه تسافر و تتظبط بعلقة حلوة زي صاحبتنا والله أعلم اتعمل فيها ايه كمان...
اندفع عليه حمزة قابضا ياقة قميصه وصاح فيه پغضب ماتلم نفسك بقا يلا انت في تخلف في دماغك...
اعتدل كريم ليحول بينهم فرد أدهم هو في ايه ياعم انا كلمتك ولا هي عاجباك يعني
رجه بقوة كاد ان يلكمه ايوة يا عم ادهم تخصني ماسمعكش تغلط فيها بقا فاهم ولا لأ
ذلك هو حمزة الألفي المعروف بعصبيته وانفعاله الشديد وقت الأزمات والذي في بعض الأحيان ېخرب كل شئ ويخسر أشخاص مقربين اليه من انفعالاته هذه فهو لايزال مقبل علي سن الثلاثون و مشاعره جياشه الي حد ما ....
عم الصمت للحظات وقد فض كريم الاشتباك بينهم وبعدها دلف كل منهم الي غرفته...
بعدما دلفن الفتيات الي غرفهن ظلت فريدة علي فراشها مسطحة علي ظهرها ما حدث يمر كشريط أسود أمام عينيها لم تستوعب أنه حقيقة تمنت أنها تنعس وتستيقظ مرة أخري لتجده كابوس لكن رنين هاتفها أكد لها أنه حقيقة مؤسفة نظرت لشاشة الهاتف لتجده يوسف تعجبت فلماذا يتصل بها في هذا الوقت المتأخر من الليل طرأ علي فكرها أنه قد حدث أذي لأي شخص من عائلتها أجابته في قلق يظهر علي صوتها ايوة يا يوسف خير في حاجة ولا ايه
اجابها مطمئنا لا يا فريدة ماتقلقيش مالك مخضۏضة ليه كدة
تنفست الصعداء بتنهيدة اصل مش متعودة تتصل بيا متأخر كدة..
ذهلها بالاجابة انتي اللي فيكي ايه طمنيني عليكي!!
صمتت قليلا لتدرك سؤاله فأتبعت مالي يعني مش فاهمة
حاسس انك فيكي حاجة يافريدة قلبي مقبوض ومش مطمن عليكي...!!
ترقرقت الدموع في مقلتيها و قالت لنفسهامعقولة حاسس بيا للدرجة دي يا يوسف ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مخڼوق لا يا يوسف انا كويسة كويسة خالص مفيش اي حاجة وحولت نبرتها حتي لا يشك بها مفيش غير انك صحتني يا يوسف وانا عندي شغل الصبح..!!
ابتسم بحب لسة لسانك متبري منك ماشي يا فريدة يلا تصبحي علي خير..
وانت من اهله..
أغلقت الهاتف وانخرطت لحالها في البكاء حتي غطت في سباتها وكأنها فقدت الوعي ...
ليت النهار يمحي ذكريات الأمس لكننا بكل اسف نفتح أعيننا صباحا لنتذكر كسرة قلوبنا وقسۏة الزمن والاخرين علينا....
دلفت الي الفصل وفصلت حياتها الشخصية تماما عن حياتها العملية فهذه هي فريدة مطر والمعتاد عليها واندمجت في
الشرح فقالت لطلابها بلغتها الفرنسية
Fermes vos yeux..
بمعني أغمضوا أعينكم وهي تفعل مثل ما تقول ثم قالت
Ouvrez vos yeux..
أي افتحوا أعينكم وكررت تلك التجربة العملية عدة مرات وهي تمثلها معهم حتي أغمضت عينيها في أحد المرات لتفتح علي رؤية بشار أمامها..
اضطربت من وجوده امامها تسارعت دقات قلبها بشدة وابتلعت ريقها ثم قالت بطريقة رسمية وهي متمسكة بأعصابها خوفا من فقدانها امام طلابها حضرتك بتعمل ايه هنا يا مسيو بشار..!
أجابها ببرود بحضر الدرس..!
قالت وهي تكز علي أسنانها طيب اتفضل حضرتك عشان وقت الحصة..
قال بغلاظة ډم لأ ماني راح احضر معك الحين مستر طلال معجب بشرحج وطلب مني احضر حصتج لأتعلم منج..!!
رفعت حاجبها باستغراب وهي لم تصدق كلامه ثم قالت بحنق طيب تمام اتفضل حضرتك اخر الصف علشان الاولاد يعرفوا يركزوا...
نظر اليها بتمعن وضحكة صفراء واتجه ناحية اخر الصف لتستكمل هي شرحها بتوتر ....
دلفت الي مكتبه في خجل كان منهمكا في ملفاته التي تتبعثر علي المكتب امامه لم ينتبه اليها تنحنحت وقالت صباح الخير يا يوسف..
أجابها ومازال ناظرا لما بيده صباح النور..رفع وجهه ليري من يزور مكتبه في تلك الصباح ليجدها فقال ضاحكا انتي ايه اللي جابك هنا يا بت
عقدت حاجبيها قائلة بت ايه بت دي يا يوسف
تعالت ضحكته وأتبع بتهكم مش عجبك بت ماشي ايه اللي مشرفك عندي بدري كدة يا انسة مروة
قالت وهي تدرك تماما تهكمه منها عايزاك تساعدني يا يوسف لازم تكلم ماما وبابا علي مشروعي ده مشروع التخرج يا ناس وربنا هسقط..
هههههه اهدي بس حاضر يا ستي هجيلكوا النهاردة واحاول اقنعهم باللي انا مش مقتنع بيه اصلا..
قطع حديثه طرقات الباب فقال موجها حديثه اليها شايفة الناس بتخبط قبل ماتدخل مش قطر معدي..
قطرماشي يا يوسف تشكر..
هتف لمن بالخارج ادخل..
وقال ساخرا منها تشكر يا بنتي انتي حاولي تتعلمي الأنوثة شوية بطلي كلامك المسترجل ده..
اعتدلت مروة في حرج مستعدة للرحيل
حول يوسف نظره الي محمد واتبع صباح الفل يا محمد اقعد..
كان محمد عالقا نظره بمروة فانتبه سريعا الي يوسف وجلس صباح الفل عليك يا باشا ..
خير يا محمد مش عوايدك انت كمان تعدي عليا بدري كدة انتوا متفقين عليا ولا ايه
ضحك محمد وقال موجها نظره لمروة لا والله مكنتش اعرف ان انسة مروة عندك بس شوف هي عايزة ايه الاول
أردفت مروة لأ خلاص انا
متابعة القراءة