رواية منة
المحتويات
الليل قد حل فألقى نظرة على ساعته وجدها الثامنة
أنب نفسه لانه تركها بمفردها كل هذا الوقت
خرج من مكتبه متوجها لها وجدها نائمة على الاريكة
تشاهد أحد الافلام الكوميدية
عندما رأته اعتدلت في جلستها وهي تشعر بالحرج
منه
ابتسم لها بهدوء وهو يجلس على طرف الاريكة
ليل باستغراب من فعلته وهي تشعر بالحرج يامن انت بتعمل ايه مينفعش كده
خدي راحتك لان ده بيتك زي ما هو بيتي
وأعاد جذب رأسها مرة أخرى وهو يضعه على فخذه
أخذت أصابعه تتخل شعرها الڼاري يدلك رأسها
واستسلمت له
لا تنكر أن حركته تلك حركت شيئا بداخلها ولكن ما يشغل بالها حقا هو تناقضه فتارة تشعر بحنيته وتارة أخرى بقسوته يعاملها أحيانا كملكة متوجة تتربع على عرش قلبه وأحيانا أخرى تشعر بأنها مجرد نزوة عابرة في حياته صحيح بأنه عبر عن إعجابه بشكلها ولكن هذا غير كاف تعبت بشدة من حيرتها بسببه لذا حسمت أمرها بمحادثته
يامن بنفي أنا عمري ما كنت متناقض إنتي اللي محاولتيش تفهمني أو يمكن مش عارفاني كويس
فأطفأت التلفاز وهي تصب كامل تركيزها مع كلامه
ليل بهدوء فعلا أنا مش عرفاك كويس أو عارفة معلومات بسيطة جدا عنك بس ده ميمنعش إني صح وانك متناقض
يامن بتساؤل طيب انتي مثلا عايزة تعرفي ايه عني
ليل يعني مثلا عشت ازاي طفولتك ليك أصحاب ولا لا پتكره ايه وبتحب ايه يعني أنا كل اللي عرفاه عنك ممكن أي حد يكون عارفه زي مثلا إنك بتاع ستات
عندك شركة كنت في كلية هندسة مامتك كانت أغلى حاجة في حياتك دي كل حاجة أعرفها عنك
يامن مع ابتسامة تظهر مدى حنينه لتلك الاوقات طفولتي مع إنها ماكنتش مثالية بس والدتي حاولت توفرلي كل حاجة مستحيل كانت تعاقبني أو تحرمني من حاجة أنا عايزها وفي الوقت ده محمود كان بيساعد والدتي في تربيتي شاف إن اللي هي بتعمله
ده كان غلط وكان شايف اني مدلع زيادة عن اللزوم
وهبقا سبب في ضياع كل فلوس
أبويا وتعبه
لحد ما بقيت في الإعدادي وقتها صحت والدتي بدأت تتدهور واكتشفنا إن عندها القلب وقتها رحلة تربية محمود ليا بدأت وبدأت اشتغل جارسون في أول مطعم اتفتح وكان باسمي أغسل اطباق أنضف الحمامات ولو اعترضت الشغل يتضاعف وفي حبس من غير عشا كمان
فضحك وهو يقول ما هو الغباء بقا كان عندي أنا من هنا على الرغم من قسوته معايا كنت بحبه وأكمل حديثه عن ماضيه قائلا كان مانع عني إني آخد مصروف من أمي ومصروفي كان من القبض بتاع الشغل لحد ما بقيت في الثانوي وقتها بدأ الوضع يختلف شوية كان بياخدني معسكرات تدريب في الإجازات أنا وهو لوحدنا ويعاملني معاملة ميري كأني في الجيش واتعلمت ازاي امسك سلاح وأستعمله وركوب الخيل طبعا ده غير بقيت ابداعته الفنية في الملاكمة على وشي وأي اعتراض مني كان العقاپ جري لمدة ساعةالساعة اتنين الضهر
فتحت عينيها بعدم تصديق ليل پصدمة ده كان بيعذبك مش بيربيك ازاي يخليك تمسك سلاح وانت عندك ستاشر أو سبعتاشر سنة
يامن بهدوء كان عنده حق في كل اللي كان بيعمله
لان بعدها كان في محاولتين قتل ليا معرفناش وقتها مين الفاعل بس كل مرة كنت بطلع منها بخير بسبب فضل ربنا أولا بعدها تدريباته
صدمت من كلامه وقالت بتساؤل طيب ومامتك كانت موافقة على ده
يامن بتوضيح طبعا كانت معترضة وكانت دايما بتحاول تتكلم معاه علشان يخف عليا شوية وده طبعا بسبب إني كنت بشتكي كل مرة أرجع فيها
وفاكر رده عليها ديما ده الأمانة اللي أخويا مأمنها ليا
وبعد موضوع محاولة القټل دي معدتش بتعترض على طريقته معايا لحد ما دخلت الجامعة في الوقت ده كنت بتهرب من الشغل وأخلي أي حد من العمال يعمله وأقعد في مكتب المدير ثم ضحك وهو يكمل عرف وقتها باللي أنا كنت بعمله فطردني من الشغل وقالي شوف هتجيب مصاريف جامعتك ازاي
ليل بتساؤل طيب إنت عملت ايه بعدها
يامن بهدوء اشتغلت مع العمال بتوع الشركة يعني بمعنى أصح كنت شغال مقاول أشيل الطوب والاسمنت حاجات زي كده يعني لحد آخر سنتين
في الكلية بدأ يعلمني كل حاجة في الشغل وازاي أمسك الشركة
وأكمل والحزن الشديد يغلف صوته بعد ما اتخرجت بفترة والدتي ماټت
حاولت أن تواسيه فما أصعب من شعور الفقدان لشخص عزيز عليك ليل ربنا يرحمها أكيد هي في مكان أحسن دلوقتي ادعيلها انت بالرحمة
فأومأ وقال بهدوء ده بالمختصر كانت حياتي
ظلا يتحدثان طويلا في أمور عدة حتي تأخر الوقت
شعر بسكونها فنظر اليها وجد عينيها شبه مغلقة من الارهاق وهي بين اليقظة والنوم
حرك رأسها من ثم قام من مكانه وحملها بخفة كأنها لا تزن شيئا متجها للغرفة وضعها على السرير برفق شديد حتى لا يوقظها طبع قبلة طويلة على جبينها يحمد ربه على وجودها في حياته فهي أصبحت مخرجه من وحدته اللتي يشعر بها فرغم
كثرة الناس من حوله إلا أنه كان يشعر بوحشة شديدة عندما يعود للمنزل لا يجد أحدا في استقباله
ذاك السكون والهدوء الذي يعاكس طبيعته
افتقاده لوجود والدته لحنانها رقتها معه
لديه شعور بداخله بأنها ستكون من يعوضه عن كل هذا
نام بجوارها عيناه تسير على ملامحها كأنه يحفرها بداخله حتى غط هو الآخر في نوم عميق
...
كان يزرع المكتب ذهابا وإيابا
سمير بصوت مرتجف ليل لازم متعرفش حاجة عن الموضوع ده فاهم ولا لا
فتحي محاولا تهدأته هي هتعرف منين مفيش حد
هيعرفها حاجة واتطمن أنا
أي معلومة عن الموضوع ده هخفيها
سمير بقلق متذايد يكون أحسن يا فتحي لأنها لو عرفت احنا مش ضامنين ممكن يكون رد فعلها ازاي
دي ممكن تقاطعني فيها وهتتنيل على دماغنا أكتر من الأول
فتحي بهدوء متقلقش يا سمير بيه أنا هحاول أصلح كل حاجة
وخرج من المكتب مفكرا في حل لتلك المصېبة
...
استيقظ متأخرا فاليوم هو عطلته سمع صوت جلبة
آتية من خارج الغرفة نظر بجواره فلم يجدها
اتجه للخارج وهو يبحث عنها
يامن بصوت مبحوح ليلي انتي بتعملي ايه
فنظرت إليه وجدته يقف على باب الغرفة مستندا عليه بشعره الفوضوي ومظهره المشعث
أخفضت نظرها عنه بخجل
ليل بهدوء برتب البيت وأكملت بأمر ويلا غسل وشك بسرعة علشان تساعدني مش ده كان الاتفاق
ولا هو كان كلام وخلاص
فأومأ لها وهو بضحك على مظهرها فكانت مثل الضائعة بين كومة من الأشياء لا تعرف كيف تتصرف
لا ينكر أن مظهرها أغراه بشدة فكانت ترتدي شورت يصل لمنتصف فخذيها
فوقه بلوزة واسعة تنزلق من على أحد كتفيها
حاول تشتيت أفكاره عنها وهو يتجه للحمام خرج بعد مدة وقد غير ملابسه وارتدى بيجامة مريحة واتجه لمساعدتها
ليل هو إنت مش هتفطر
فأشار بالنفي وقال بسرعة بس عايزين نخلص ده كله لأن احنا خارجين وعندي خبر مهم ليكي هيفرحك جدا
ليل بفضول قول دلوقتي أنا عايزة أعرف
فضحك وأجابها مستعجلة ليه نخلص الأول وبعدها
هقولك
فأومأت له وهي تبدأ بترتيب المكان وهو يساعدها
في أثناء عملهم
يامن باستغراب مكنتش متوقع إنك بتعرفي تعملي حاجة
ليل وابتسامة مغترة تعتلي شفتيها أنا اللي كنت دايما بنضف أوضتي في بيت بابا مكنتش بحب حد من الخدم اللي في البيت يدخلها وكنت على طول بساعد دادة مريم في ترتيب أوضتي عند جدو
فأومأ لها متفهما
يامن بصوت مرح وهو يحمل بيده دلوا من الماء دلوقتي بقى هنمسح
وقام برمي الماء على الارض وهو يضحك بصخب
انتفضت فزعة
ليل بصړاخ ايه اللي انت عملته ده
فقال بمشاغبة أنا مش قولت قبل كده صوتك مايعلاش
واتجه ناحيتها وهو يبتسم بخبث حاولت الافلات منه وهي تجري حول الاثاث والآخر يلحقها وصوت ضحكاتهما يرتفع في المكان
وصل إليها وحملها وهو يدور بها أزداد صوت ضحكاتها سرح في سحر ضحكتها شعر بأن قلبه يرفف من السعادة
ليل بصوت متقطع من ضحكاتها وهي تصرخ نزلني
يامن بصوت أقرب للهمس أتمنى إني أكون سبب ضحكتك على طول خجلت من كلماته وقلبها يقفز بين ضلوعها من شدة نبضاته
أنزلها بهدوء وهي تقف امامه هدأت ضحكتها عندما لاحظت تأمله لها
صنعا تواصلا بصريا وكل منهما ينظر لعيني الآخر
اقترب بشدة منها و..
فجأة أفاقه الماء الذي صب على وجهه وهي تهرب منه مرة أخرى فقد التقطت كوب الماء الموضوع على الطاولة بجوارها مستغلة شروده
ظلا هكذا حتى انتهيا من تنظيف كل شيء
جلسا على الأريكة بارهاق بعد انتهائهما
ليل والفضول يأكلها لمعرفة مفاجأته ايه بقا اللي انت عايز تقوله
نظر بزهول لها من فضولها فهذه أول مرة يرى هذا الجانب منها
يامن بابتسامة أقدر أقولك انك تقدري تبدأي شغل من بكره هتتدربي لمدة أسبوع مع نور وبعدها هتمسكي انتي المكتب علشان فرحها
صفقت بيدها بفرحة وهي تضحك وقبلت خده بخفة
صدم يامن من فعلتها ولكنه ما لبث أن ضحك على تصرفها عندما تراجعت للخلف بخجل وهي ترجع خصلات شعرها التي تساقطت على وجهها
يامن بهدوء وابتسامته ما زالت تزين شفتيه قومي غيري يلا علشان هنخرج بس يا ريت يكون حاجة مقفولة مشوفش حتة من جسمك باينة
فأومأت له
ليل بتساؤل هنروح فين
يامن بمراوغة لما نروح هتعرفي
فأومأت بسرعة وهي تتجه بسرعة تتجه لتغير ملابسها ....
بعد
مدة خرجا من العمارة وهو ممسك يبدها واتجها لسيارته
قام سامح بالاتصال بسرعة بسامي وهو يتبع سيارة يامن
سامي بقلة صبر في أخبار جديدة يا زفت ولا لسه
سامح بخنوع في أخبار جديدة دلوقتي خرج ومعاه
واحدة وتقريبا تبقى ليل هانم
سامي والخبث يرتسم على ملامحه تمام أوي كده
خليك معايا على الخط وأول ما يوصلوا للمكان اللي هما رايحينه تبعتلي العنوان وهما بيعملوا ايه
سامح بطاعة تحت أمرك يا سامي بيه
أغلق الخط وراح يؤدي ما كلف به
وصلا لوجهتهما نزل من السيارة بهدوء واتجه لفتح الباب لها
عند نزولها من السيارة وقع نظرها على أحد أشهر المحلات لبيع الملابس النسائية
ليل بتعجب احنا جايين هنا ليه
سحبها من يدها وهو يتوجه للداخل
يامن بهدوء هنشتري لبس مناسب للشغل الأول
فأومأت وهي تتجه معه للداخل
اتجهت عاملة ناحيتهم
العاملة بابتسامة نورتنا يا يامن بيه محدش شاف حضرتك من زمان
استغربت ليل من معرفتها له فيبدو أنه عادة ما يأتي للمكان لكن لما سيأتي لمثل هذا المكان إلا إذا كان يأتي مع أخريات
فأومأ لها وهو يشير لليل يامن عايزين حاجة تكون
Formal
ومش عايزها في نفس الوقت تكون مفتوحة
فأومأت له وهي تقودهم للداخل
سارت بجواره
متابعة القراءة