رواية منة

موقع أيام نيوز


بجوارها فوجدت يامن ولكنه
ما زال نائما
تركت السرير وهي تسير في ذاك المنزل الأنيق تتأمله
لا تنكر أنها انبهرت بشدة من شدة أناقة المكان
فالألوان متدرجة ومتناسقة بشكل لا يصدق
وهي تتأمل ذاك المنظر البديع
بعد خطوات قليلة يوجد مطبخ صغير نسبيا يطل على صالة الاستقبال وأمامه طاولة للطعام شديدة الأناقة لكنه وعلى الرغم من صغره يتناسب مع كافة احتياجاتها فبه ما قد تحتاحه أي أنثى من أداوات

جذب انتباهها ذاك الباب الأبيض الذي يقع بجوار غرفة النوم بمجرد أن فتحته تنهدت براحة فأخيرا وجدت مرادها وهو الحمام لم يختلف كثيرا عن باقي أجزاء فهو على نفس المستوى من الأناقة و الرقي
بعد انتهائها من حمامها ارتدت مأزر الحمام ثم اتجهت للغرفة.....
ليل بصوت عالي تصرخ بجوار أذنه
قوم يلا إنت جايبني هنا علشان تفضل نايم
يامن بضيق وصوت متحشرج
ليل استهدي بالله وسيبني أنام شوية إنتي نايمة من وإحنا رايحين المطار
لكنها لم تبالي بكلامه وهي
تقفز فوق الفراش لتصبح أمامه مباشرة ثم سحبت إحدى الوسادات تضربه بها
ليل بحماس شديد
قوم يلاعايزة أخرج علشان خاطري يلا يا يامن قوم بقا
يامن بحنق شديد وهو يغمض عينيه
ليل نامي شوية يا حبيبي وبطلي زن
ليل پغضب
بطل برود بقا يا يامن وقوم
لكنها وقبل أن تكمل كلامها تفاجأت به وهو يجذبها بسرعة وهو ينظر لها بعيون حمراء غاضبة
انطلقت منها ضحكة صاخبة على غضبه وأنها قد نجحت في ايقاظه
ليل بابتسامة واسعة
أخيرا صحيت
ابتسم رغما عن إرادته بسبب تلك المشاكسة بينما هي بدأت ابتسامتها في التلاشي وهو تتأمل ملامحه الجذابة وهيئته المشعثة بسبب النوم 
أفاقت من شرودها عندما رأته يقترب منها بشفتيه
فقفزت بسرعة من السرير تبتعد عنه فهي تعلم نيته جيدا والتي لم تكن بريئة بالمرة فابتعد الآخر مجفلا بسبب حركتها المفاجأة
يامن بغيظ شديد
يعني مصحياني من النوم وعمالة تنطي زي المچنونة إنتي عايزة إيه
ليل بهدوء وابتسامة مستفزة
عايزة أخرج
زفر أنفاسه بحنق وهو ينظر في ساعته
فوجدها
ما زالت التاسعة
يامن بابتسامة باردة
الساعة تسعة يا ليل إنتي بتهزري صح
ليل وهي تنظر له بعيون بريئة مترجية
يلا يا يامن علشان خاطري
انتهت من تجهيز نفسها فارتدت تيشرت بسيط باللون الابيض مع بنطال من الچينز الفاتح وحذاء رياضي باللون الابيض وأطلقت شعرها الڼاري على كتفيها
فكانت بسيطة للغاية
بينما ارتدى يامن قميصا باللون الأسود وبنطال بنفس اللون مع حذاء رياضي أبيض
ثم اتجها للخارج............
.........
بعد مدة طويلة من السير والتجول بين تلك الشوارع المليئة بالحركة يده تعانق يدها بهدوء بينما تسير هي بجانبه يعمل كمرشد سياحي من أجلها ....
ليل بإرهاق
يامن بابتسامة شامتة ممازحا إياها
علشان تبطلي زن شوية
ليل بهدوء وهي ترفع حاجبها پغضب
يعني أنا زنانة
ضحك بخفة عليها ثم قال
لا مش زنانة خلاص وبعدين في مطعم قريب من هنا وأنا عارف صاحبة المكان فهنروح نتغدى هناك ونرتاح شوية
ليل باستغراب وهي تسير بجواره
وتعرفها منين بقا
صمت يامن لثواني قبل أن يتحدث بهدوء
تقدري تقولي صديقة قديمة
صمتت عندما دخلا ذاك المطعم الأنيق رأته يبحث بعينيه عن شخص معين
يامن بابتسامة هادئة بلهجة انجليزية متقنة
أهلا ألكسندرا كيف حالك
ألكسندرا بابتسامة واسعة
بخير كيف حالك لم أرك منذ زمن اشتقت لك
ابتسم يامن بصعوبة وهو يقول بهدوء
بهتت ابتسامة ألكسندرا وهي تنظر لليل
ألكسندرا بفتور
تزوجت..ثم أكملت وهي تنظر لليل نظرة تقييمية تقوم بها أي أنثى في أول لقاء...تشرفت بكي مع أنني كنت أعتقد أن زوجة يامن ستكون أكثر أناقة من هذا
لم يخفى على يامن تلك الحړب الدائرة بين الإثنتين
ليل بابتسامة صفراء
وأنا أيضا كنت أعتقد أن له زوق أفضل في انتقاء أصدقائه.....ثم وجهت حديثها ليامن وهي تنظر له بشړ.....أنا عايزة أروح دلوقتي
كبت يامن ضحكته بصعوبة وهو يقول بهدوء
مش عايزة تتغدي
ليل بابتسامة باردة
شبعت يلا نروح ...ثم وجهت كلامها لألكسندرا التي تنظر لهم مستغربة..... آسفة لكن علينا الرحيل بسرعة
فلدينا عمل مهم
ألكسندرا بابتسامة فاترة وهي تنظر ليامن
لم لا تجلس قليلا فأنا لم أراك أو أتحدث معك منذ زمن
لكن قاطعتها ليل وهي تسحب يامن من يده متجهة للخارج
ربما في وقت لاحق
تبعها يامن بابتسامة واسعة وهو يمنع نفسه من الضحك على غيرتها المچنونة......
بعد مدة من السير بصمت وقد اقتربا من الوصول للمنزل
يامن بهدوء
خلاص خرجنا من زمان لسه زعلانة ليه
ليل بعدم اهتمام مصطنع
مين قالك إني زعلانة
يامن بابتسامة ساخرة
واضح فعلا إنك مش زعلانة
بمجرد دخولها للمنزل توجهت للغرفة بسرعة وهي تغلق الباب خلفها بالمفتاح بينما وقف في مكانه بزهول فهو لم يتوقع مثل تلك الحركة
يامن بصوت عالي وهو يطرق باب الغرفة
ليل افتحي وبطلي جنان
ليل من
الداخل وهي تجلس على السرير بابتسامة شامتة فقد حققت مرادها
خلي ألكسندرا هانم تنفعك ...وأخذت تقلدها... اشتقت لك وإنت تقولها وحشتيني إنتي كمان خليك بره بقا.....
ظل يطرق على الباب لساعات ولكن بلا فائدة فهي نامت منذ وقت طويل.....
.......
إلتقت أنفه تلك الرائحة فور اقترابها من طاولة الطعام بينما هو يقطع الخضار بهدوء...
عندما لاحظت أنه لم يرفع عينيه لينظر لها اقتربت منه بخبث
ليل بهدوء وابتسامة خبيثة
أساعدك في حاجة
إلتفت لها بهدوء لا ينكر أنه صعق من هيئتها الفاتنة
يامن بلا مبالاة مصطنعة
ارتاحي وشوية هيبقى الأكل جاهز
ابتسمت بشدة عندما رأت توتره وهي تراقب حركة تفاحة آدم التي تتحرك أمامها
ليل بهدوء وهي تهمس بجوار أذنه
هو أنت مضايق ولا إيه علشان مقعدتش مع ألكسندرا بتاعتك
يامن بهدوء وهو يحاول تمالك نفسه
بالعكس تماما أنا متضايق علشان إنتي حبستي نفسك من ساعة ما رجعنا من بره
ليل بابتسامة واسعة
ليه هي مش كانت وحشاك من شو.....
دخلت بها لم يستطع التركيز في أي شيء
مرت بقية أيام إجازتهم بسلام بين تجول في المناطق السياحية في النهار
كمدرج كولوسيوم البانثيوننافورة تريفي والسلالم الأسبانية وغيرها من المناطق السياحية
كانت ليل جالسة على الفراش بينما هو يرتدي ملابسه
ليل بضيق
إنت لازم تروح الشغل يعني أنا هفضل لوحدي طول النهار
حبيبي أنا كنت جاي هنا علشان الشغل ومعملتش حاجة من وقت ما جيت فلازم أروح مينفعش أتأخر أكتر من كده
أومأت بهدوء فتوجه هو للخارج عازما على عدم التأخر ......
بعد ذهابه بمدة جلست على الأريكة تفكر بهدوء
لكنها حسمت أمرها وهي ترفع هاتفها تجري اتصالا
في تلك الأثناء دخل يامن للمنزل بخطوات حذرة
لكي يفاجأها بأنه قد عاد باكرا
لكنه صعق عندما سمع صوتها
ليل بهدوء وهي تتحدث في الهاتف
أنا عارفة إن إنت قولتلي ما اتصلش عليك بس في موضوع مهم لازم تعرفه
يتبع......
الفصل الواحد والثلاثون والأخير
ليل بهدوء وهي تهمس ليامن
هو مين ده يا يامن
يامن بهدوء كأنه لم يفجر قنبلة في وجهها
ده اللي هيطلقنا يا روح يامن
شعرت بأن الأرض تدور بها وهي لا تستطيع أن تستوعب تلك الكلمات القاسېة التي رماها في وجهها بدون أي اعتبار لمشاعرها فكلماته خرجت بسلاسة متناهية كأنه يخبرها بحالة الطقس......
راقب انفعالات وجهها ببرود متناهي وهدوء لم يسبق له أن تحلى به........
لم تعطه أي جواب بل شعرت بتباطئ أنفاسها ورأسها يدور بشدة وغزات متتالية في قلبها فظنت أنه سيتوقف جاعلا إيها تفارق الحياة للتخلص من هذا الألم الذي يعصف بروحها فيدميها عينيها بدأت في الإنغلاق من تلقاء نفسها فسقطت على الأرض فاقدة وعيها معلنة عدم تقبلها لهذا الواقع المرير........
انتفض يامن بفزع عندما رأها تسقط على الأرض فاقدة وعيها
يامن بفزع وهو يلتقطها بين ذراعيه واضعا رأسها على فخذه
ليل يا ليل فوقي ليل علشان خاطري......
أخذ يربت على وجهها عدة مرات يحاول أن يساعدها لتستعيد وعيها ولكن بلا فائدة كأنها قررت أن تغيب عنه هاربة من هذه الحياة وقسۏتها......
يامن بصوت عالي وهو يجذب خصلات شعره بتوتر
إنت لسه قاعد تتفرج نادي على حد من بره وإطلب الإسعاف
فأومأ الآخر بسرعة وهو يتجه للخارج
في لحظة خروجه دخل الآخر إلى الغرفة بسرعة وغضبه يتصاعد بسبب غباء ذاك الأحمق فهو حاول منعه من تنفيذ تلك الخطة الغبية ولكن بلا جدوى
عادل بصړاخ وهو يجذبه من قميصه
إنت غبي ولا متخلف مش قولتلك بلاش وإنت كنت مصر إنت عارف لو بنتي حصلها حاجة مش هيكفيني موتك
يامن پغضب شديد وقد أبعد يده التي تقبض على قميصه بقسۏة
مظنش إنك هتخاف عليها أكتر مني وبعدين ده مش الوقت المناسب اللي نتعاتب فيه.....ثم أكمل بقسۏة...... ودي آخر مرة تفكر ترفع إيدك عليا أنا سكت إحتراما لمراتي وإنك أبوها غير كده كان هيبقى ليا تصرف تاني ومظنش إنه هيعجبك
أنهى كلماته ثم توجه نحو ليل بسرعة يحملها بين ذراعيه متأملا ملامحها الهادئة بقلق شديد فقلبه سيخرج من مكانه من شدة توتره صحيح أنه أراد معاقبتها على كذبتها لكنه لم يتوقع أن ينتهي الأمر بهذا الشكل المروع .........
تبعه عادل بسرعة متجها نحو سيارته وبجواره ناهد التي لم تفتح فمها بكلمة منذ رؤيته ....
جفت عينيها من كثرة ذرف الدموع فهي تلقت الكثير من الصدمات اليوم أولها عودة زوجها بعد غياب طال لسنوات وآخرها ابنتها التي لا تستفيق فهذه ليست إغمائة عادية فلو كانت كذلك لإستفاقت من كل تلك المحاولات لإيقاظها هل عاد زوجها ليكون السبب هو فقدان ابنتها........
.........
بعد ساعات طويلة من الإنتظار والتوتر المثير للأعصاب في أروقة المشفى حيث يجلس والدها بجوار والدتها ويطمئنها أن ابنته ستكون بخير
عادل بهدوء وهو
يربت بخفة على ظهرها بحنان
بطلي عايط بقا الدكتور قال إنها شوية وهتفوق هو مجرد هبوط حاد
ناهد پغضب وهي تبتعد عنه ېعنف
يا أخي إنت إيه بتتصرف ولا كأن أي حاجة حصلت ولا كأنك سيبت بنتك بنتك لوحدها مع نوال وهربت وحياتها مع جوزها البني آدم الوحيد اللي وقف معاها وحبته بعد ما إنت سيبتها هتتدمر بسببك وبسبب أنانيتك ......وأكملت بقسۏة...... وبعد ما اتخطفت بفترة أعرف إنك إتجوزت نفس البني آدمة اللي خربت حياتنا عايز إيه تاني جاي تخرب حياتنا ليه
عادل بهدوء وهو يمنع نفسه بصعوبة من الصړاخ مطلقا سراح غضبه
هتفهمي كل حاجة بس مش دلوقتي وخلي بالك زي ما إنتي خاېفة على بنتك فأنا خاېف عليها ويمكن أكتر منك
أنا اللي عشت معاها طول عمرها في حين إنتي مكنتيش موجودة كنتي بالنسبة ليها مېتة
ناهد پألم شديد لقسۏة كلماته عليها
لو كان بإيدي مستحيل كنت أسيبها مع واحد زيك اتخلى عنها وسابها لوحدها واللي يسوى ومايسواش عمال يهين فيها صدقني أنا لو كنت بكرهك قبل كده مرة فأنا بكرهك دلوقتي ألف مرة
صمت مجبرا على تقبل كلماتها فهي محقة هو كان أنانيا بطبعه ترك كل شيء خلفه هاربا من مسؤوليته........
بينما يامن بالداخل يجلس بجوارها وهو يقبض على كفها الصغير بقوة كأنها ستهرب منه في أي لحظة
والدموع متحجرة في عينيه تأبى النزول هو لم يقصد إيذائها بتلك الطريقة
شعر بخنجر يطعن صدره وهو يتأمل إبرة المغذي التي تخترق كفها ووجهها شاحب بشكل مرعب كأنها فقدت الحياة شفتيها الندية التي دائما ما كانت باللون الوردي أصبحت مائلة للون الأزرق
لعڼ
 

تم نسخ الرابط